في الوقت الذي تواصل فيه آلة الحرب الإسرائيلية عدوانها الغاشم لليوم التاسع عشر علي لبنان، وارتكابها مجزرة جديدة بقانا بعد استهداف الغارات لملجأ مكون من ثلاث طوابق يحتمي به المدنيون مما أسفر عن استشهاد 58 شخص معظمهم من الأطفال والنساء ، أبدت إسرائيل تخوفا من حزب الله اللبناني وقامت بشراء صفارات انذار بمبلغ ستة ملايين دولار تحسبا لإطلاق حزب الله المزيد من الصواريخ عليها ردا على المجازر التي يرتكبها في حق الشعب اللبناني. وتكبد الحرب الدائرة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل القطاع الاقتصادي الاسرائيلي خسائر فادحة، كما هو الحال بالنسبة للاقتصاد اللبناني الذي تكبد هو الآخر خسائر كبيرة تقدر بنحو أربعة مليارات دولار نتيجة الدمار الذي لحق بالبنية التحتية جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم. وتبين ان الخسائر في اسرائيل بلغت مليارات الدولارات، وان نسبة المصانع التي توقفت عن العمل شمالي اسرائيل هي 53%، فضلا عن توقف عدد آخر من المصانع في المناطق الوسطى لاسرائيل، ويتضح ان 1800 مصنع توقف العمل بها، يعمل فيها بشكل دائم أكثر من مائة ألف عامل، اما القطاع الفندقي فتكبد هو الآخر خسائر كبير،ة ويظهر ان هناك عشرة آلاف غرفة شاغرة في هذه الفنادق بعد ان كانت نسبة الشغور معدومة ووصل مجموع الخسائر في هذا القطاع في مناطق الشمال وحدها نحو 12 مليون دولار، أي بمعدل أربعة ملايين دولار خلال أسبوع واحد. وأصبح هناك 2000 عامل في القطاع الفندقي دون عمل، وفي القطاع الزراعي كانت هناك خسائر فادحة بلغت في مجال الفاكهة وحدها 15 مليون دولار وأيضا أكثر من 11 مليون دولار لإصلاح الملاجئ، هذا بالاضافة الى الخسائر في المجال العسكري بفعل التكاليف الباهظة للصواريخ التي تطلقها اسرائيل على لبنان واستدعائها لقوات الاحتياط. وأدت الحرب التي تشنها اسرائيل على لبنان كما ورد في صحيفة القبس الكويتية إلى خلط الموازنة الاسرائيلية مجددا وهو ما بات ينذر بخلافات اسرائيلية داخلية بهذا الشأن، فقد تمكن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت من تشكيل حكومة ائتلاف وطني بعد ان تعهد للاحزاب الدينية بدعم الفئات الاجتماعية في اسرائيل على حساب وزارات مختلفة أبرزها وزارة الأمن، لكن هذه الحرب تعني العكس تماما، حيث ستضطر اسرائيل الى اقتطاع أموال من الوزارات الخدماتية والاجتماعية المختلفة لمصلحة وزارة الأمن. وهذا الأمر دفع اسرائيل الى تأجيل بحث موازنة عام 2007 وفقا لما أعلنته وزارة المالية الاسرائيلية، واكدت الوزارة انه تم تأجيل بحث الميزانية لغاية سبتمبر المقبل، بعدما كان مقررا بحثها مطلع الشهر المقبل على اثر الحرب الدائرة مع حزب الله اللبناني، وأكد بيان صادر عن الوزارة ان تأجيل مناقشة الميزانية تم بالاتفاق ما بين ايهود اولمرت ووزير المالية ابراهام هيرشزون. وقد قال مسؤول كبير بوزارة المالية في إسرائيل مؤخرا أنه يتوقع اضافة مليار شيقل لميزانية الدفاع ،التي تبلغ 7.4 مليارات دولار، هذا العام واذا استمر القتال مع حزب الله اللبناني مدة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع وتبلغ ميزانية وزارة الدفاع هذا العام نحو 33 مليار شيقل (7.4 مليارات دولار) أو نحو 42 مليار شيقل باحتساب المعونة الامريكية. "محيط"