صمود الشعب اليمني وتلاحمه داخلياً عامل كبير من عوامل النصر أبناء الجيش واللجان الشعبية أعادوا الاعتبار للعسكرية اليمنية الدبلوماسية حققت اختراقات مهمة وأوصلت صوت الشعب اليمني ومظلوميته إلى العالم السعودية تحاول ان تجعل من اليمن تابعاً لها وهو لا يشكل خطراً عليها ولا يقود حرباً بالوكالة نجدد دعواتنا للسلام وندعو المغرر بهم للعودة إلى حضن الوطن يؤكد المهندس هشام شرف وزير الخارجية بأن اليمن وهو يدشن العام السادس من العدوان الظالم عليه أصبح أكثر قوة مما كان عليه في الأعوام الماضية بفضل صبره وصموده وتلاحم جبهته الداخلية التي باتت تشكل عاملاً كبيراً من عوامل النصر. وأضاف في حوار خاص مع “26سبتمبر” بمناسبة الذكرى الخامسة ليوم الصمود الوطني بأن الأبطال من أبناء الجيش واللجان الشعبية ودعم أبناء القبائل قد أعادوا الاعتبار للعسكرية اليمنية وحققوا انجازات في الميدان أمام جيوش دول كبرى أذهلت العالم.. وقال إن وزارة الخارجية تعد من أكثر الجهات التي عملت ولازالت تعمل من خلال ما تقوم به من تواصل مع مختلف دول العالم وكياناته السياسية والحقوقية والمنظمات الدولية، مؤكداً أن الدبلوماسية اليمنية حققت اختراقات مهمة واستطاعت أن تنقل مظلومية الشعب اليمني وما يتعرض له من عدوان ظالم إلى كل العالم رغم الحصار ا لمفروض والعزلة بقصد أن يبقى اليمن بعيداً عن العالم والإعلام وتغييبه عن الرأي العام العالمي والمهنيين والحقوقيين وتحدث عن مجموعة من القضايا المهمة.. فيما يلي تفاصيل الحوار: حاوره: أحمد ناصر الشريف *سؤالنا الأول يتعلق بالذكرى الخامسة ليوم الصمود الوطني في وجه تحالف العدوان الذي يصادف يوم 26 مارس .. كيف تقيمون هذا الصمود العظيم الذي أذهل العالم ؟ **لقد حاول العدوان أن يجعل من يوم السادس والعشرين من مارس 2015م يوماً لهزيمة أبناء اليمن واحتلال وتدنيس أراضيهم ونهب ثرواتهم معتقداً أن عدوانه على اليمن سيكون مجرد نزهة فقط لن تستغرق سوى بضعة أسابيع أو أشهر في أسوأ الأحوال، لكن وبفضل الله وثم شعبنا المقاوم الابي هذا اليوم تحول إلى كابوس يقض مضاجع العدوان ومن لف لفهم وإلى مستنقع ومهوىً سحيق سيبتلعهم جميعاً، كما تحول ايضاً إلى يوم وطني للصمود ورفضاً للهيمنة والتبعية سيظل محفوراً في ذاكرة الأجيال جيلاً بعد جيل حتى قيام الساعة.. أصبحنا ونحن على أعتاب العام السادس من العدوان والحصار والدمار أكثر قوةً وأكثر صلابةً وتماسكاً وفي مختلف المستويات والمجالات، فقد عمد تحالف العدوان الاشارة لهذا اليوم تحت مسميات واهية وحجج ما أنزل الله بها من سلطان، ولكنهم اليوم وبعد خمسة أعوام من الصمود والتضحية في مختلف الجبهات أدركوا أن هذا اليوم بات يمثل لهم ذكرى الهزيمة والانكسار والخزي والعار وقريباً الملاحقات في المحاكم الدولية الجنائية جراء ما اقترفوه بحق أبناء اليمن الأبرياء طيلة سنوات العدوان .. وفي المقابل بات هذا التاريخ يمثل لنا نحن اليمنيين رمزاً للتحرر والرفض لكل مشاريع العدو وأذنابه في الداخل والخارج . وإذا كان العدو يظن بأن عدوانه وحصاره سيجعلنا ننكسر أو نستسلم فهو واهمٌ ولم يستفد من قراءة التاريخ عبر الأجيال بل ولم يعرف اليمن واليمنيين على حقيقتهم، ففي الوقت الذي شن فيه عدوانا بربريا غاشما وفرض حصارا جائرا على اليمن وجدنا القوى الوطنية الشريفة تقف صفاً واحداً في وجهه ووجه مشاريعه الاستعمارية التآمرية وهو ما أثمر بدحر المعتدين وتحرير الأراضي اليمنية تباعاً وحتى نصل إلى التحرير الكامل والنصر المؤزر في القريب العاجل بإذن الله تعالى. عمل الجميع بشكل جماعي متكامل كخلية نحل للوقوف في وجه العدوان وكشف مشاريعه الخبيثة . *لاشك أن وزارة الخارجية كان لها دور مميز من حيث التواصل مع العالم رغم الحصر المفروض .. هل تحدثونا قليلا عما قامت به من دور ؟ **وزارة الخارجية تعد من أكثر الجهات التي عملت ولا زالت تعمل من خلال ما تقوم به من تواصل مع مختلف دول العالم وكياناته السياسية والحقوقية والمنظمات الدولية ، فمنذ الوهلة الأولى حاولت دول العدوان أن تفرض علينا الحصار والعزلة بقصد أن نبقى بعيداً عن العالم والإعلام، حيث كان هدفهم ولا يزال تغييب اليمن عن العالم والرأي العالمي والمهتمين والحقوقيين ليتمكن العدو من ارتكاب المزيد من الجرائم والمذابح التي ترقى إلى جرائم حرب بمعزل عن الإعلام العالمي وبعض المنظمات المهتمة بكشف الحقائق ومعرفة ما يدور على أرض الواقع مع أن هذه الجهات قليلةُ جداً ومحدودة التأثير، لهذا لم نستسلم في وزارة الخارجية لكل تلك القيود التي فرضت وتفرض علينا، بل عملنا وبشتى السبل لتجاوز هذه العزلة من خلال التواصل المباشر وغير المباشر مع الكثير من الجهات والمنظمات الدولية والكيانات الدولية السياسية والحقوقية ونجحنا في إيصال مظلومية هذا الشعب ومعاناته إلى الكثير من هذه الجهات وبالوثائق والمعلومات التفصيلية وبات العالم يعرف حقيقة ما يدور وما ترتكبه أدوات العدوان من جرائم بحق الأبرياء والمنشآت المدنية على وجه الخصوص وسيأتي اليوم الذي يُحاسب فيه المسؤولون عن العدوان وينالوا جزاءهم الرادع في الدنيا قبل الآخرة. صحيح أن الكثير من الدول لم تتعامل معنا بشكلٍ رسمي مراعاة لمصالحها مع دول تحالف العدوان، لكنها في المقابل تتعامل معنا ومع رسائلنا بطريقةٍ أو بأخرى ولدينا الكثير من القنوات الرسمية وغير الرسمية للتواصل مع وسائل الإعلام الدولي والمنظمات والشبكات العالمية، والحمد الله رغم ما فُرض علينا من حصار سياسي وما بذله العدوان وما أنفقه من أموال بغية عزلنا تماماً فقد سجلنا نجاحات كبيرة تمثلت في الزيارات المتكررة للوفود الأوروبية الكبيرة التي زارت صنعاء وبعض السفراء ايضاً كسفيرة الاتحاد الأوروبي وسفيري فرنسا وهولندا وغيرها من الوفود الكبيرة التي قابلناها هنا في عاصمة الصمود والتحدي صنعاء التاريخ والحضارة والإباء، هذا بالإضافة إلى لقاءات العديد من مسؤولي الوزارة بوسائل الإعلام العالمية وعلى رأسها الشبكات الإخبارية الدولية ونتوقع أن تشهد الأيام القريبة زيارات لمسؤولين دوليين إلى صنعاء تعزز مواقف وزارة الخارجية ونجاحاتها في كسر العزلة المفروضة من قبل الأعداء، فكما تقوم قيادة الوزارة باطلاع الوفود على الوضع الفعلي والمعيشي لأبناء اليمن فإنها في المقابل تُبلغ هذه الوفود رغبة القيادة السياسية بالسلام وتجدد لهذه الوفود دعوة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني للطرف الأخر للسلام وحقن الدماء، وأعتقد جازماً أن المجتمع الدولي بات على مقربةٍ من إدراك الحقيقة ومعرفة الطرف المتعنت والرافض للسلام وخطة السلام والرافض للحوار وإيقاف العدوان والمعاناة المستمرة منذ خمسة أعوام . *اليمنيون يدشنون العام السادس في ظل أوضاع صعبة واستثنائية .. هل تعتقد بأنهم قادرون على تجاوز كل الصعوبات التي فرضت عليهم وماهي رسالتك للمغرر بهم الذين وقفوا إلى جانب العدوان ؟ ** اليوم ندشن العام السادس بمزيدٍ من الانتصارات والصمود والثبات ولدينا القدرة والنفس الطويل لاستكمال مشروع تحرير الأرض وصرنا قاب قوسين أو أدنى من الوصول لهذا اليوم المشهود وتحقيق النصر الكبير على أعدائنا وأعوانهم ممن يتاجرون بدماء إخوانهم على حساب مصالحهم الشخصية الضيقة. بإيماننا المطلق بعدالة قضيتنا وبسالة وشجاعة جيشنا اليمني واللجان الشعبية والمتطوعين من أبناء القبائل الشجعان في جبهات العزة والكرامة سندحر الغزاة والطامعين في وطننا الحبيب ونلقنهم دروساً لن ينسوها أبداً سواءً في الشجاعة والصمود أو في البذل والتضحية من أجل الأوطان وحريتها، ولسنا مبالغين فيما ذهبنا ونذهب إليه خصوصاً ونحن نرى الانتصارات تتوالى تباعاً وفي مختلف الجبهات الملتهبة وأذناب العدو ومرتزقته يولون الأدبار خوفاً وذعراً من ضربات أبناء اليمن الأحرار . على أية حال لا زلنا اليوم نجدد دعواتنا للسلام وحقن الدماء وندعو كافة المغرر بهم للعودة لحضن الوطن الذي يتسع لكل الشرفاء والوطنيين من أبناء اليمن المخلصين، فنحن اليوم في عز قوتنا والانتصارات تتوالى بفضل الله وتمكينه، نجدد الدعوة للسلام والحوار وأيادينا لا زالت مشرعةُ للسلام وفي المقابل قابضةٌ على الزناد لحماية الوطن ومكتسباته، غير أننا في مقابل ذلك كله نذكر العدو وأعوانه أن دعوتنا للسلام صادرة من منطلق الحرص على حقن الدماء ومن منطلق القوة لا الضعف ونذكرهم بأن هذه الفرصة التي أُتيحت أمامهم اليوم قد لا تتكرر مرةً أخرى، فإذ لم يستغلوها ويبادروا بالقبول بها فعليهم أن يتحملوا نتائج الرفض والتعنت وما ستؤول إليه الأمور في قادم الأيام والشهور . *ألا ترى بأن حسابات دول تحالف العدوان كانت خاطئة وان اعتقادهم بأنهم قادرون على تركيع الشعب اليمني وإعادته الى بيت الطاعة كان يعد ضربا من المستحيل وان تضليلهم الاعلامي حول مايجري في اليمن قد اصبح مكشوفا ؟ ** في بداية شن العدوان على اليمن حاولت دول تحالف العدوان ان تخنق صوت اليمن بشكل كامل حتى لايسمع العالم ماذا يجري في اليمن .. وقد نجحوا الى حد كبير في مخططهم هذا لا سيما خلال العام الاول من العدوان ونصف العام الثاني وسخروا كل وسائل الاعلام الدولية والإقليمية وبعض العربية من اجل ان يصوروا ان مايجري في اليمن هو عبارة عن استيلاء على دولة من قبل جماعة وأن هذه الجماعة عبثت في مقدرات البلد وأنهم هم من سيأتي ويعيد النظام والقانون والدولة الى ماهو عليه.. هذا المشروع نجح اعلاميا خلال العام والنصف الاول من العدوان واستطاعوا ان يضللوا على العالم من خلاله.. حينها كانت وزارة الخارجية عبارة عن خلية أزمة داخلية في مكتب الوزير ولم يكن هناك وزير في تلك الفترة عام 2015- 2016م .. لكن خلية الأزمة هذه ابقت على نوع من التواصل الدبلوماسي مع البعثات الخارجية لإعطائهم انطباع قوي وصحيح وصادق بان هناك وزارة خارجية لكنها مقطوعة عن التواصل مع السفارات اليمنية في الخارج . والتواصل الذي كان موجودا تركز فقط على المنظمات كونها كانت منظمات اغاثية وانسانية ولم يكن بشكل مكثف ومنظم من حيث التخاطب مع الدول .. وفي نهاية 2016 م مع قرار الشراكة بين المؤتمر الشعبي العام وانصار الله وكل القوى المتحالفة معهم، حينها تشكلت حكومة الانقاذ الوطني وبعد تشكيلها كانت اهم الأولويات لدينا هي اعادة صلاتنا وتواصلنا بمن يمكن ان يتم التواصل معهم من السفراء ومن السفارات الاجنبية ومن المنظمات الدولية والسياسية حصرا وليست الانسانية والإغاثية، حتى نشرح لهم ونوضح طبيعة هذا العدوان العسكري وان ما يعطى لهم من الاعلام الاقليمي والدولي والعربي غير صحيح وقد نجحنا الى حد كبير في التواصل مع مجموعة كبيرة من السفراء الذين كانوا في اليمن ووافيناهم بكل المعلومات الصحيحة دون أي تعديل او اية محاولة لإعطاء انطباعات غير صحيحة . *كيف وجدتم تجاوب السفراء في ظل الضغوطات التي كانت تمارس ومازالت على دولهم وتهديد مصالحهم ؟ **هؤلاء السفراء في البداية كانوا مترددين ويتحدثون بلهجة دبلوماسية المصالح والنأي عما يجري باليمن ، لكن عندما تأكد لهم ان ما نرسله لهم على ارض الواقع صحيح حدث نوع من التجاوب فبدأنا بتزويدهم بشكل كبير بالمعلومات التي توضح مظلومية الشعب اليمني ومايقاسيه جراء العدوان وليس مواقف احزاب او جماعات سياسية على الساحة. *هل معنى ذلك ان الدبلوماسية اليمنية نجحت في تحقيق اختراقات مهمة ؟ ** حققنا اختراقات مهمه وان كان بعضها لايظهر للعلن وانما يظل في كواليس السياسة الدولية ، وقد حاولت وزارة الخارجية في البداية ان تنقل حقيقة ان هناك شعبا يعتدى عليه وبلدا يتم تدميره بشكل ممنهج ..لم نتطرق الى الجانب الحكومي او مواضيع الاعتراف وخطوط التواصل الرسمية او المعلنة، كان تركيزنا على مظلومية الشعب الذي حاول تحالف العدوان ان يطوعه او يركعه بطريقة ما وبحيث يظهر ان هذا العدوان او التحالف هو من سيعيد الاستقرار والسلام لليمن .لقد حققنا نجاحات اقولها بصراحة انها ملموسة وان كانت لم تعلن في معظم الاوقات وذلك لسبب بسيط وهو ان اغلب الدول لديها مصالح كما سبق وذكرت آنفا مع دول تحالف العدوان وبالذات مع السعودية والامارات والإعلان عن تفهمها لما يجري في اليمن قد يؤثر على مصالحها بشكل او آخر .. لكن كانت تلك الدول لديها ملفاتها في وزارة الخارجية لكل منها ، ملف يحكي واقع الأمر في اليمن وحقائق التدخل السعودي السافر ،،وملف آخر بما يتحدث عنه تحالف العدوان . *ما أهم النجاحات التي تحققت ؟ ** من ضمن الاشياء التي نجحنا فيها ابقاء كل وفود الدول في الاممالمتحدة ،ماعدادول تحالف العدوان، على اطلاع دائم وبشكل شبه اسبوعي على مجريات الاحداث في اليمن . كنا نرسل معلومات بالارقام والصور وكذلك كنا نحاول قدر الإمكان ان نشرح لهم ماذا يعمل العدوان بالنسبة للتدمير الممنهج للدولة اليمنية والمؤسسات الخدمية والعامة لخلق معاناة مستمرة ومحاولة تأليب الناس على القوى المقاومة للعدوان ،وعلى الجميع ان يفهموا هذه النقطة. كان هناك هدف رئيسي لتحالف العدوان غير الهدف المعلن والمتمثل في قولهم دحر الانقلاب او تغيير المسار.. كان هدفهم الاستراتيجي هو تدمير الدولة اليمنية ومؤسساتها وبنيتها التحتية بشكل كامل حتى نخرج من هذه الحرب ولو باتفاق سلام ، ونظل نحن معتمدون على من دمرها ليعيد بناءها لنا وبالتالي يبقى هناك خيط ضغط سياسي ومالي واقتصادي ونظل تحت الوصاية بالاضافة لخلق جو عداوة تجاه القوى المناهضة للعدوان وكأنها من تسبب بمعاناة الشعب: .. هذه المعلومات كلها أرسلناها لكل الدول المتفاعلة معنا والمتفرجة وحتى يكونوا على اطلاع بوقائع وحقائق الامور ، ويضاف الى ذلك علاقتنا القوية التي خلقناها في تواصلنا المباشر مع سائل الاعلام الدولية والاقليمية خلافا لما توقعه السعوديون والاماراتيون برغم ماكانوا يضخونه من ملايين الدولارات لحصارنا اعلاميا وكسب تعاطف الضغط والمصالح في مختلف انحاء العالم ، ولكننا استطعنا ان نستجلب الCNN وال BBC والقنوات والصحف الالمانية، وكذا قنوات NBC, CBS الامريكية وقنوات من استراليا وقنوات دولية اخرى كثيرة كقناة الجزيرة الانجليزية والقناة التركية الدولية ، وكل تلك القنوات الدولية اجرينا معها لقاءات مباشرة ونشرت على مستوى العالم .. وكان اكثر تركيزنا هو على القنوات التي كانت تتحدث باللغات الاجنبية لأن اللغة الانجليزية منتشرة في معظم انحاء العالم وأوصلنا رسائلنا هامة عبرها . معروف ان لغتنا العربية هي الاساس في التعامل في اعمالنا الرسمية الديبلوماسية ولكن كنا نستخدمها في المحيط الاقليمي العربي ، الذي كان في معظمه للأسف ضدنا، منطلقين من مصالح آنية مع تحالف العدوان ومن فهمهم المغلوط ان هناك جماعه انقلابية مسلحة استولت على الحكم في اليمن وفرضت سلطتها .. وعندما شرحنا مظلوميتنا للعالم باللغة الانجليزية وعبر هذه المحطات الدولية الكل استوعب الصورة الحقيقية وعرفوا بأنه لازالت هناك دولة باليمن وان واقع الامر تطورات داخلية يمكن حلها بين اهل اليمن وقواه السياسية . كان الانطباع لدى القنوات الامريكية ان مجموعة انقلابية استولت على الحكم كما يحدث في بعض دول افريقيا وانها طردت الحكومة الشرعية والبلد يعيش في حالة فوضى .. فأوضحنا لهم الحقيقة وان الدولة ومرتكزاتها موجودة وكل المؤسسات والقانون والدستور فعال والبرلمان لازال يعمل .. استغربوا من هذا الكلام الذي لم يكن معروفا لديهم من قبل ،وكذلك في بريطانيا ال بي بي سي تحدثنا معها في اكثر من لقاء وكذلك الألمان والاتراك ووسائل اعلام من دول كثيرة جدا شرحنا لهم ان ماحدث هو شأن داخلي يمني يختص بقواه الوطنية والسياسية الموجودة بالداخل لكن بعض القوى خرجت من اليمن في محاولة منها للاستقواء والاستعانة بدول أخرى هي في الاساس تكره اليمن وتعاديها وتحاول تنفيذ اجندات معادية للبلد وشعبه . من هنا استطيع القول وبكل ثقة ان وزارة الخارجية حققت مانسبته اكثر من 70% من النجاح المأمول في ظل امكانيات داخلية بسيطة وفي ظل ضخ تحالف العدوان مئات الملايين من الدولارات للصحف والقنوات العالمية ومجموعات المصالح الدولية والشبكات الدولية وتمويل اللقاءات المدفوعة الثمن وتقديم الهدايا المالية لمختلف اللوبيات ومرامز الابحاث ،كل ذلك تم من قبل تحالف العدوان بهدف قلب الحقائق وتضليل العالم حول مايجري في اليمن .. وعليه اقول اننا في وضع جيد والحمدلله ، وبعدها توالت وصول الوفود الى اليمن سواء الاغاثية او الانسانية او السياسية والأوروبية بالذات ووقفت معنا بعد ان كانت غير متفهمه لما يجري في بلدنا وقد بدأت اللقاءات كما أشرت بوصول عدد من السفراء الاوروبيين والبرلمانيين وغيرهم من رؤساء المنظمات الدولية. *كيف استطاع الأبطال من ابناء الجيش اليمني واللجان الشعبية من قلب المعادلة رغم امكاناتهم المتواضعة قياسا بما تمتلكه دول تحالف العدوان وتحولوا من الدفاع الى الهجوم ؟ ** كان التفكير العدواني ان اليمن عندما يقصف جيشه وتضرب دفاعاته ومعسكراته وتعطل قواعده ويشترى العديد من قياداته القبلية والسياسية سيقاوم فترة قصيرة كبلد تنقصه العديد من الامكانيات وبعد ذلك يعلن الاستسلام ..لكن وجود جزء كبير من قطاعات الجيش اليمني الوطنية الذي كان موجودا في الاصل ووجود مقاتلين من انصار الله ومتطوعين من ابناء القبائل وهم بعشرات الآلاف قد شكل جبهة صلبة من ابناء اليمن الشرفاء وخلق قوة وطنية او بالاصح قوة شعبية تمثل الشعب اليمني وقواه الوطنية.. هذه القوة الكبيرة التي تشكلت من جزء من الجيش اليمني السابق وابناء القبائل والمقاتلين من انصار الله ، كل أولئك اجتمعوا مع بعضهم واعادوا الاعتبار للعسكرية اليمنية .. والضربات الأخيرة التي وجهت لتحالف العدوان وفي عمق اراضيه أثبتت للعدوان ان المعادلة لم تعد تتمثل في طيران يضرب وفي مدافع تقصف ثم تقتل وانما اصبحت المعادلة عبارة عن عملية مقاومة متكاملة ودفاع وتنظيم صفوف من جديد بل وتجاوز لكل مراحل الدفاع الى مرحلة الهجوم .. مايحدث اليوم هو إرسال رسائل هجوم وردع تدعوا الى السلام .. وهذه الرسائل كلها بدأ العالم يفهمها بل وبدأت السعودية تفهمها .. ومؤخرا سمعنا ان هناك مفاوضات تجري خلف الكواليس تقوم السعودية بها مع الإخوة انصارالله ، وهذا مؤشر يؤخذ بالاعتبار والكل يعرف أننا في تحالف واحد في حكومة الإنقاذ الوطني المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله وكل المتحالفين معهما وبالتالي هي بدايات لمسارات سلام بعد عجز العدوان عن تنفيذ مخططاته، أتمنى ان تسفر هذه التفاهمات عن مسارات واضحة للسلام .. وانوه من خلال صحيفة 26 سبتمبر كوزير خارجية حكومة الإنقاذ الوطني انه لا يمكن ان نأمن شر العدوان في ظل تفاهمات تجري خلف الكواليس لا يعرف الشعب عن خطوطها العريضة، حيث ولابد ان تكون هناك مسارات واضحة للسلام الذي هو في الواقع سلام للشعب صنعته القوى الوطنية والجيش واللجان الشعبية وكل مقاوم للعدوان، مثل هذه المسارات سيطلع عليها البرلمان وحكومة الإنقاذ الوطني وتتبناها قيادتا أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام ونعرفها جميعا لأنها تحفظ لليمن سيادته واستقراره وتحقق طموحاته في عودة الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية ومن خلال هذه المسارات الواضحة لإرساء سلام يتم إنهاء العدوان وانسحاب القوات الأجنبية من اليمن وبسط الأرض لإقامة دولة قوية يشارك في بنائها أبناء اليمن . * هل تعتقد ان السعودية جادة في الذهاب الى السلام وإنهاء العدوان؟ ** اتمنى ان تكون هناك نية حقيقية للسلام وإغلاق ملف العدوان من قبل القيادة السعودية ،ولكن اعتقد أن ماتحاول ان تقدمه السعودية حاليا،كقوة اقليمية تعمل تحت غطاء الادارة الامريكية ، ماهو إلا عبارة عن جرعات خفيفة من تفاهمات ودعوات نحو السلام لكسب الوقت .. انا اسميها جرعات وليست خطوات سلام تقود لنتائج .. جرعات خفيفة لتعطي العالم انطباعا انها تتجه الى السلام خاصة في ضوء تحول العديد من المواقف ضدها كما هو الحال في البرلمانات الامريكية والبريطانية والأوروبية، ولكنها قد تؤجج العدوان بشكل اكبر وفي اي وقت.. وقد يكون هذا العدوان في شكل تصعيد عسكري، او تصعيد اقتصادي او مالي باتجاه العملة وضرب اليمنيين ببعضهم مجددا، بل وقد يكون عدوانا شاملا لأن كل ماتريده السعودية هو صوت خافت يستمع لتوجيهاتها وبالتالي تحاول ان تجعل من اليمن مجرد تابع لها نحن لا نشكل خطرا على السعودية ولا نقود حربا بالوكالة ونريد علاقات حسن جوار واحترام سيادة وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية ،،وهم يعرفون ذلك. * كيف تقيمون صمود الشعب اليمني ووقوفه إلى جانب الجيش واللجان الشعبية؟ ** لولا هذا التكاتف والتعاضد بصمود الشعب اليمني مع جيشه ولجانه الشعبية ماكان لينجح في دفاعه ضد العدوان .. انا اقولها بصراحة اذا لم تكن لديك جبهة داخلية تؤمن ظهرك من الخلف ستسقط مباشرة حتى لو كنت من اقوى الجيوش العسكرية او من اقوى قوات المقاومة.. صمود الشعب اليمني وتلاحمه داخليا وصبره الأسطوري على ماحدث له عامل كبير من عوامل النصر ،حتى لو لم يخرج هذا الشعب كله بالأسلحة لكن صموده وصبره وايمانه بالقدرات الوطنية هو الذي شجع جيشنا وقواتنا المسلحة والشعبية أن تخلق وتحقق نصرا في الميدان..الشعب دائما يصنع نهايات المقاومة ونصر الوطن.