في الذكرى السنوية للشهيد عبدالكريم الخيواني نبراس الاستقامة وأيقونة الثورة ورائد العدالة الانتقالية الذي يعتبر الكثير من أبناء اليمن أن العدوان على اليمن المباشر دشن باغتياله ولم يكن يوم 26 مارس إلا يوماً من أيام العدوان الذي دشن في يوم 18 مارس وليس المقصود 18 مارس الدامي عام 2011م الذي دشن العدوان على اليمن فيه بشكل غير مباشر بل 18 مارس 2015م بعد أن مثلت تحركات الخيواني عائقاً كبيراً أمام المعتدين للبدء في العدوان المباشر مما دفعهم لتدشين العدوان باغتياله فمن هو الخيواني وأين غاب الخيواني؟ لعل ابرز ما يستحضر حاليا في الأذهان هو الخيواني بإعلانه الدستوري الذي كان لظهوره في ذلك اليوم وقعاً كبيراً وطمئنة لأبناء اليمن في مختلف المحافظات والقرى والمدن لما للخيواني من اثر ورصيد نضالي كبير في مناصرة كافة المستضعفين ومواجهة الانتهازيين والظالمين !! لكن الحقيقة ان الخيواني كان ذلك الذي يؤمن بالعدالة الانتقالية ليس من خلال دوره في مؤتمر الحوار في هذه القضية بالرغم من اعتباره هذا الملف أهم وأقدس قضايا مؤتمرات الحوار الوطني التسع ولا من خلال دوره في رفد ثورتي 2011 و2014م ولا من خلال مناصرته لكافة الضحايا من اسواط الجلادين ولا من خلال ما يعرفه الكثير من أبناء اليمن والعالم العربي عن أدواره النضالية والثورية، بل من خلال تسميته لعدد من الشوارع في العاصمة صنعاء بعد إعلانه الدستوري بأسماء كلٍ من “ جار الله عمر ، إبراهيم الحمدي ، فيصل عبداللطيف الشعبي ، مجاهد أبو شوارب ، عمر الجاوي ، عبدالله البردوني، عيسى محمد سيف، يوسف الشحاري، حسن الحريبي،احمد النعمان، يحيى المتوكل “ فقد مثلت هذه الخطوة تجسيداً للعدالة الانتقالية من قبل ثورة 21 سبتمبر ورافعتها الوطنية أنصار الله يمكن من خلالها العبور باليمن إلى بر الأمان والعدو رأى في هذه الخطوة _تهديداً لمخططاته وترتيباته في العدوان على اليمن التي لم يكن يعرف أهميتها إلا الخيواني ولم يكن ملماً بما يجب أن تليها من خطوات سواه_ فالعدالة الانتقالية قبة ومظلة لاحتواء كافة أبناء اليمن ومنطلقاً لمعالجة كافة القضايا والتباينات بينما التصالح التي يعتبرها الانتهازيون وفاقدو الاستقامة وفق مفهوم الشهيد وان سميت عدالة زوراً في ترحيل للتباينات ومصنع إجرامي لترحيل الاشكاليات وتكتلها لتبقى عائقاً وعبئاً أمام النهوض بالبلد من خلال أجياله. ففي الوقت الذي ينظر دعاة العدالة التصالحية إلى ذوي النفوذ والانتهازيين والمتسلقين ينظر رائد العدالة الانتقالية الشهيد عبدالكريم الخيواني ملجأ ومنجى للوطن وأبنائه المستضعفين من تبعات الماضي ونوراً للنهوض بالمستقبل . فبتأكيد ليست أنين الضحايا ليس كاسواط الجلادين وليس المستضعفون كالمتسلقين والانتهازيين في كافة المجالات والادوار والمسؤوليات . ومن الشهيد الخيواني كرائد للعدالة الانتقالية بأرقى تعبيرتها نضع تساءلاً أمام من حملتهم ثورة 21 سبتمبر على أكتافها أو حملتهم مسؤوليات للاستمرار في طريقها . هل كانت العدالة الانتقالية هي مرجعيتكم في تحرككم تحت لواء الثورة ومشروع المستضعفين أم أن أصحاب النفوذ والابتزاز والانتهازية قد وضعوكم أمام عدالة زائفة إعاقتكم طوال 5 سنوات وستعيق طريقكم وطريق المستضعفين للنهوض باستمرار من خلال ترحيل كافة القضايا وتهميش غالبية المستضعفين الذين حملوكم وحملوا الثورة على اكتافهم وعلى وقع انينهم وأوجاعهم وصنعتم في طريقها عدة سقائف على غرار سقيفة بني ساعده . في هذه الذكرى السنوية للشهيد الخيواني التي تزداد أهمية إحيائها لتزامنها مع ذكرى الشهيد القائد الذي يرى العدالة الانتقالية من غزوة احد وليس من سقيفة بني ساعده و اليوم الوطني لصمود وثبات وانين الضحايا والمكلومين من أبناء الشعب اليمني جراء العدوان الاجرامي على اليمن والحصار المفروض على اليمن والفرص الكثيرة التي اضاعتها الثورة في مراحلها من بعد استشهاد الخيواني وحتى اليوم لنجدد ألانطلاقة من خلال الشهيد الذي كان حليف المستضعفين وخصيم الانتهازيين وكان تلك الأسماء التي رفعها في صنعاء كأسماء لشوارعها المحطة التي ترجل بعدها الشهيد الخيواني مطمئنًا فرحاً عن صهوة النضال والثورة والعدالة الانتقاليه بعد مسيرة توجتها الاستقامة ليتركها لمن بعده.