في العلوم العسكرية وقواعدها يعتبر عنصر التكتيك والتخطيط من أهم العناصر التي يحتاجها أي مقاتل أو جيش أو قوة نظامية أو غير نظامية لتحقيق التفوق والانتصار بالحرب على جيش أو قوة معادية، فالحرب بإطارها وطبيعتها تتطلب من أي طرف يريد تحقيق الانتصار أو هزيمة العدو بطريقة سريعة أو خاطفة أن يكون على علم ودراية بمفاهيم التكتيك وأساليبه في القتال وكيف يتعامل به لكسب التفوق و المبادرة على الأرض . زين العابدين عثمان ما هو التكتيك؟ التكتيك بالتوصيف العام هو فن تطويع العلوم المختلفة (العسكرية -الجغرافيا- الفيزياء- التكنولوجيا- .. الخ ) لخدمة أهداف القتال وهو أيضاً فن تنظيم القوات والوحدات العسكرية وتقنيات الأسلحة التي سيتم استخدامها وذلك بما يتناسق مع متطلبات المعركة وعوامل تدمير قوات العدو وهزيمتها عسكريا،. تكمن أهمية التكتيك في ماله من تأثيرات مباشرة في واقع الحرب فالقائد أو الجندي الذي يتمتع بذكاء وخبرة في رسم التكتيكات الحربية الدقيقة سواءً عند الهجوم أو الدفاع يستطيع من خلالها أن يغير موازين المعركة ويحقق تفوقا كبيرا على العدو وقواته ويهزمها بطريقة سريعة وفعالة وبكلفة اقل ،فالتكتيك الجيد المبني على قاعدة معلوماتية ودراسة دقيقة لطبيعة الأرض وقوات العدو بالميدان هو العنصر الذي يحقق النصر ويقلل من حجم الخسائر المفترضة. من أمثلة التكتيكات العسكرية الشهيرة: 1-تكتيك الهجوم والاغارات وهو مناورة هجومية تقوم فيه القوات بالهجوم إما بقوات كبيرة أو صفيرة وبأقصى سرعة على مواقع العدو وتحصيناته وتوجيه ضربة مباشرة وقوية ضد العدو، تهدف إلى كسر تشكيلاته وخطوطه الدفاعية وتحطيم معنويات جنوده. 2-تكتيك الحصار والتطويق وهو مناورة حربية تنفذها عادة القوات المدافعة والتي تقوم على أساس شن هجومين منفصلين على أجنحة قوات العدو المهاجمة والانتشار حول محيطها الخلفي ومحاصرتها من جميع الاتجاهات ومنع وصول أي تعزيزات رديفة اليها ،وغالبا ما يكون هذا التكتيك فعالا خصوصا إذا كانت القوات المنفذة له مدربة تدريبا عاليا. 3تكتيك الكمائن : وهو عبارة عن عملية عسكرية يقوم من خلاله أحد أطراف القتال بقطع الطريق على الخصم من مكان يختبئ فيه بالتمويه والتخفي للانقضاض عليه ومهاجمته بشكل مفاجئ ،،ويلعب عنصر المفاجأة دورا أساسيا في العملية بسبب ارتباك الطرف المتعرض للكمين وفقدانه لتماسكه المعنوي جراء الصدمة وكثيرا ما يستخدم هذا الإجراء القتالي عند محاربة عدو متحرك كطابور مشاة أو نقل ميكانيكي متحرك أو رتل عسكري متنقل . عوامل نجاح التكتيك لكي يكون التكتيك العسكري ناجعا وفعالا بالميدان لابد من أن يكون مبني على عدة عوامل وهي: 1-القائم على وضع التكتيكات وهو( القائد ) والذي يشترط ان يتمتع بالذكاء والصلابة والمرونة في اتخاذ القرارات المتوازنة زمنيا ومكانيا ،،فبقدر ما يكون القائد فنانا ماهرا في وضع التكتيك بقدر ما تكون له لمسة إبداعية غير مسبوقة في المعركة وتغيير مجرياتها لصالح قواته . 2-دراسة طبيعة الأرض وقوات العدو وتحليلها على المستوى التكتيكي وذلك وفق قاعدة بيانات دقيقة وشاملة ،،فالتكتيك الناجح هو المبني على معلومة دقيقة ومعرفة شاملة بأبعاد المعركة والعدو. 3-ان تكون القوات مدربة تدريبا جيدا لتنفيذ التكتيك ونوع المهمة الموكلة إليهم التي قد يكون تكتيك إما إغارة أو كمين أو محاصرة لقوات العدو وتطويقها عسكريا. في الأخير نؤمن إيمانا مطلقا بان مسألة النصر في المعركة هو من عند الله وحده فالله هو الناصر ولا نصر يمكن أن تظفر به قوة سوى من عند الله سبحانه وتعالى، وجانب التخطيط والتكتيك في المعركة ليست سوى إجراءات للأخذ بأسباب النصر،ومن منطلق قول سبحانه وتعالى ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ ))،بالتالي فالإعداد لابد من أخذه وهو يشمل كل النواحي في إعداد السلاح والقوات والمعنويات واتخاذ الإجراءات الحربية المناسبة( التكتيكات) كما فعل الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه واله في غزواته وبالتحديد غزوة أحد التي خطط لها عملياً وتكتيكيا ووزع فيها قوات المسلمين بطريقة مثالية لأخذ مواضع القتال