نشر موقع "ديفينس ون" الأمريكي والمتخصص بالشؤون العسكرية مقالا بشأن حرب الصواريخ اليمنية والفائدة التي اكتسبتها الولاياتالمتحدة من هذه الحرب. واوضح الموقع في مقال ل (ويليامز زميل) انه حان الان وقت التقييم..! لحرب الصواريخ اليمنية والتي اطلق المئات منها على مدى خمس سنوات ? واكد ان الحرب اليمنية حالة نادرة جدا في استخدام الحرب الصاروخية ويجب ان تكون قد قدمت أفكارا لمخططي الدفاع الأمريكيين. ولفت الموقع الى ان اليمنيين تمكنوا منذ عام 2015 من اطلاق مئات الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار على قوات التحالف بعضها وصل الى الرياض. بينما كان رد التحالف بقيادة السعودية هو الافراط التاريخي باستخدام الدفاعات الصاروخية الباليستية بأكثر من 160 عملية اعتراضية. واشار الى ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها امام صراع فريد من نوعه قدم لمحة نادرة عن مدى فعالية الدفاعات الصاروخية.. كما وفر نظرة فاحصة في الهجمات الجوية والصاروخية الحديثة.. والصعوبات في تدمير صواريخ (ارض - ارض) اليمنية. واشار الى ان تدخل التحالف بحملة جوية مكثفة كان في الاساس للقضاء على القدرات الصاروخية لليمن سرعان ما ثبت فشلها وقلة فاعليتها بعد ان اصبحت المعلومات الاستخباراتية عن مواقع الصواريخ قديمة مقابل قدرة اكبر لليمنيين على التخفي والمناورة. ونتيجة لذلك انقلبت معادلة الحرب بانخفاض غارات التحالف الجوية على مكامن الصواريخ اليمنية مقابل صعود مضطرد للصواريخ اليمنية. مشيرا الى ان (تحالف العدوان) فرض قيودا على الحركة الجوية والبحرية والبرية من وإلى اليمن بمزاعم تزويد إيران صواريخ باليستية لليمن لكن انعكاساتها كانت كارثية على تفاقم الأزمات الإنسانية في اليمن بشكل كبير من خلال إبطاء توصيل إمدادات الغذاء والطاقة ومنع مرضى اليمن من تلقي الرعاية الطبية في الخارج. واضاف الموقع : بالنظر إلى أوجه القصور في قدرة التحالف على حظر انتشار الصواريخ وتقليص عمليات إطلاقها فقد اعتمد بشكل كبير على نظام الباتريوت الجوية و الدفاعية الصاروخية لكبح الهجمات الصاروخية اليمنية. واكد الموقع بان دفاعات التحالف العدوان (الباتريوت) لم تكن مثالية .. اذ ان البيانات المتاحة تشير إلى ان اربعة من بين سبعة من تلك الصواريخ ضربت الاراضي السعودية. وقال ان حرب اليمن سلطت الضوء على التحديات التي تواجه الدفاعات الجوية والصاروخية للتحالف مؤكدا ان دفاعات الباتريوت الان تواجه (هجمات معقدة) ليس فقط من الصواريخ البالستية ولكن من الصواريخ والطائرات بدون طيار. فغالبًا ما يؤدي الاستخدام المتزايد للطائرات بدون طيار اليمنية إلى إحباط وفشل الدفاعات الجوية (الباتريوت) بالنظر لصعوبة تمييز المقاطع والاهداف العرضية الصغيرة والمنخفضة للرادار..وهو ما احدث بالفعل فوضى على مستوى الرادارات العادية. واكد الموقع ان مسارات الطيران المسير غالبا ما يحلق على ارتفاعات منخفضة وهو ما احدث مشكلة حقيقية لرادارات الدفاع الصاروخي والتي يتم انتاجها اصلا ومعايرتها للكشف عن الصواريخ والطائرات في ارتفاعات عالية. واضاف الموقع ان الصواريخ والطائرات المسيرة تشكل تحديا كبيرا لأنظمة الدفاع الجوي مع الرادارات القطاعية مثل (الباتريوت) مشيرا الى امكانية اقتراب الطائرات بدون طيار وصواريخ الكروز اليمنية من الاهداف العسكرية بمرونة وفي أي اتجاه.. واستشهد الموقع الى استخدم الطائرات بدون طيار الصغيرة في الحرب اليمنية لقتل ضباط التحالف العربي ومهاجمة البنى التحتية للطاقة في السعودية .. وكذلك في تدمير رادارات الباتريوت في عدة مناسبات. وقال الموقع ان تلك التكتيكات استطاعت بالفعل أن تخرج وحدة إطلاق الباتريوت بأكملها من الخدمة. واوصى الموقع الامريكي العسكري الى ضرورة استلهام للولايات المتحدة وحلفائها الدروس والعبر من تجربة حرب الصواريخ اليمنية مؤكدا انه من الصعب تخيل وقوع حرب مستقبلية تتدخل فيها الولاياتالمتحدة دون التمكن من التعامل مع المجموعة المتنوعة من الصواريخ اليمنية. واكد : من غير المعقول التمسك بفكرة منع انتشار الحرب الصاروخية اليمنية وحظر إطلاقها دون مواكبة دفاعات صاروخية قوية. وحذر من ان التقدم الكبير في تكنولوجيا وعمليات الدفاع الجوي والصاروخي سيستمر وضرورة ادراك مدى خطورة الحروب المستقبلية واحتواءها على أسلحة جوية أكثر دقة من تلك التي يمتلكها اليمنيون اليوم..