التغربية اليمانية ملحمة شعرية رباعية تتبع مراحل تاريخية نضالية للشعب اليمني الأرض والإنسان كونه أصل الحضارة والبشرية بعد الطوفان وما تعرض له من تآمر وحملات غزو صدها ودحرها حتى سميت أرضه بمقبرة الغزاة في هذه الحلقة سنتناول الجزء الأول منها، فإلى الحصيلة: باسمك اللهم مجريها على ماء وطين واستوت ثم رست ثم هبطنا عليين جانب الركن اليماني قبلة للعالمين عن يمين وشمال كلنا أهل يمين اليمانيون ها نحن اليمانون اليمن *** يا لها بشرى وقد لاحت لنا من بعد كربه بلدة طيبة في الماء تطفو مستتبه تعزف الورقاء في أفيائها لحن المحبة أسكنوها بسلام فنزلنا دون رهبه اليمانيون هانحن اليمانون اليمن *** وتيامنا ونادى نوح الشاكر ربه إن ابني راكب الموجه قد ضيع دربه قيل يا نوح غوى واتخذ الطاغوت حزبه ليس من اهلك من خالف أو فرق شعبه لا تجادلني لقد شذ ومن شذ اندفن *** رب غفرانك إن القلب بالإيمان عامر بعدت أسفارنا في الأرض والطوفان كافر ردنا رداً جميلاً وأهد لي ساماً وعابر أجمع الشمل ولم الشعث جنبنا التناحر قيل يا نوح سلام أذهب الله الحزن *** هذه الأرض اصطفاها الله للعبد الشكور يمنات المهد والميلاد والخير الوفير وبنينها بأيد ورفعنا كل سور ها هنا كنا ومازلنا إلى يوم النشور جدنا سام بن نوح من تيامن وقطن *** ذو القطن قحطان أول قاطن خصبها وابنه يعرب جد العرب من عربها علًم الضاد وبالفطرة قد جرًبها لغة الجنة في الأولى وفي الأخرى يمن *** وحميناه بجيش يعربي وطني يشجبي سبأي حميري يزني يشجب من شجب البغي به دك الدني وبنى جيشاً قوياً وحدوياً يمني حامياً للشعب ملك الشعب درعاً للوطن *** يا حقول البن والأعناب في جنة طوبى أي جيش منع الطامع عنك والغريبا دحر الرومان والأحباش والفرس وجوبا وغزا لارغبة في الحرب بل عنها رغوبا علَم العالم فن الحرب والسلم معاً *** حدثي عن سبأ الكرار قُصي يا حقول وأولي البأس الذي جيشّهم ضد المغول فتح الهند بهم والصين والراوي يقول بلغت أفواجنا التبت وغابات الفيول لم يكن جيشاً لفرد أو فصيل بل وطن *** جيشنا حامي حمى الأرض اليمانية والحصن الحصين عبد شمس صاغه جيشاً سيادياً على الشعب أمين صاغه من عرق الأرض ومن أبنائها خير البنين لم يقل كونوا جنوداً لي وملكي أبداً بل للعرين لا ولا سخره للقمع والتوريث أو زرع الفتن *** لم يقل ذلك ذو الأذعار أو من بعده حمير وكهلان لا ولا بلقيس والهدهاد والكامل والتبع حسان جيشنا ما انصاع عبر الدهر للفرد ولا لآن لم يكن جيشاً لعلان وفلتان وذي جاه وسلطان أشهدي أيتها الدنيا وسجل يا زمن *** اليمانيون ها نحن وهذا جيشنا رمز الصمود هاهنا عشنا توحدنا وهذي أرضنا ارض الخلود يمن الإيمان والحكمة والعزة والبأس الشديد مهبط الأديان والعمران تشييد المدائن والسدود يمن التوحيد والوحدة والتاريخ والذكر الحسن *** عرق الأجداد عطر الأرض في هذا الرفات هو من جمًعنا وحدًنا بعد الشتات بعث الوحدة في أعماقنا شب الحياة بعد أن بعثرنا الطاغوت في كل الجهات في حنايانا حنين أبدي ما سكن *** يا تلافيف الصحارى ياتجاويف القفار كم قطعناك مراراً وشطرناك انشطار وانتظرناك اصطباراً لا نمل الانتظار صبرنا الطيب وارى في حنايانا البدار ثم جلاًك لنا بعد حنين وشجن *** ياأراشيف سجٍل الصخر والرمل أجيبي ياحنين الروح للروح ويا شوق القلوب ياحديث الحرف للحرف العروبي الجنوبي في الرخام الكهرماني اليماني الحبيب هذه آية ربي جنتا صنعاءعدن *** يا نقوش المسند المنقوش في إب الغروب والملاحيط وعمران وجوف وحريب والمكلا والمعلا وظفار والشعيب وسقطرىوتعز وآزال في شعوب وبحوف وذمار وجعار وثبن *** حدثي عن رحلة الأقيال عن أسفارنا واكشفي عن وحدة الأذواء عن آثارنا ودعيهم يصدروا حتى يروا أخبارنا اليمانيون عدنا ودنت أسفارنا وتوحدنا وها نحن كما كنا زمن *** قد تشبثنا بهذي الأرض في عرض وطول وتوحدنا بها حتى التماهي والحلول وبها نحيا وأن متنا نبتنا كالسبول هذه الخضراء تكسونا خلوداً لا يزول اليمانيون ها نحن اليمانون اليمن *** عن يميني وشمالي طي روحي ما يزال وحدتي يا رأس مالي طال هذا البين طال سبأ عادت وعدنا ما أحيلاه الوصال يا سعادي يا آزالي من صبر حتماً ينال ثورتي ثورة صبر وحدة الصبر وطن *** كم تعرضنا لغدر الدهر كم عشنا الصعاب كم تجشمنا حياة القهر كم ذقنا العذاب وتحملنا ولم نخضع ولم نحن الرقاب هكذا نحن وما زلنا ولو صرنا تراباً اليمانيون ها نحن اليمانون اليمن *** العصيون على رغم الغزاة العابرين الأبيون على كل الطغاة الغابرين هذه الأرض لنا لا للعصاة الجائرين وبحكمتنا سنبقى قدوة للثائرين لم تغير من سجايانا ظروف ومحن *** عن يمين وشمال كان يا ما كان جنه آية للسبأيين الميامين وفتنه نعمة كانوا عليها شكرها فرض وسنه حرموا منها وهاموا يسرة عنها ويمنه إن من لا يحمد النعمة لا شك مجن *** يا لأيدي سبأ كيف غدت أمزاق أيدي كيف صاروا وامثلاً من بعد عادٍ وثمودٍ ليت شعري ما الذي فرقهم غير الجحود ردنا يا ربنا أجمع شملنا وأنصر جنودي يا عظيم الشأن عدنا .. ردنا الرد الحسن *** قيل عودوا أمة واحدة يا ذي يزن واحذروا الفرقة فالفرقة شر وفتن وانبذوا البغضاء والحقد وصفو ما بطن واجعلوا وحدتكم جُنتكم ضد الزمن كي تعودوا و تعيدوا مجدكم شدوا الرسن *** داعي الوحدة نادى يالأهلي في سبأ وحدوا واتحدوا قد بلغ السيل الزبا عاثت الأحباش في جنة صارت حطباً إن من آويتهم أسقوا بنيك الكربا طهروا جنة ممن قلبوا ظهر المجن *** سمع الشعب ولبى كل صوت للتصدي وطوينا صفحة الأحباش في جزر ومد وبقايا الفرس واجهنا التحدي بالتحدي والأناضول ثووا في أرضنا ذاقوا التردي أرضنا أرض إباء أبداً لم ترتهن *** عاد ركب السندباد السبأي حن حنينه عاد من تغريبة التشطير والبعد الحزينه سئم الأسفار في الأرض ونادى ياحنونه يا بلادي يا بلاد الخير يا اغنى خزينة اليمانيون عادوا عانقيني يا أحن *** شمللوا أو يمننوا أو يمموا شرقي وغربي سكنوا في الشام أو يثرب هم ربعي وشعبي يمنيون يدا واحدة في كل خطب لحمة كالجسد الواحد في سلم وحرب كبنان الكف كالبنيان روح وبدن *** سكن الإسلام فينا وتوحدنا خلاله منذ أن هل علينا بيننا حط رحاله يمنيون وآمنا جميعاً بالرساله ورسول الله قد أثنى علينا في مقاله جاء نصر الله والفتح أبشروا جاء اليمن *** نحن أنصار رسول الله أصحاب المدينه قادة الفتح أولو العزم الملبون لدينه وأولو البأس وطلاب سلام وسكينه ما طوى قلب لنا حقداً ولا شال ضغينه الأرقاء قلوباً والإعفاء يداً *** وحدويون وهذي أرضنا جنة حب التضاريس الطبيعية فيها مثل قلبي وحدتي شعبية طوعية من فضل ربي لم تكن قهرية يوماً ولا قامت بحرب وحدتي وحدة شعب ومكان وزمن *** قد خبرنا الدهر والحكمة ليست من فراغ وقهرنا القهر مجلوباً ومطلوباً وباغي برنا والبحر للطليان قبر والأواغي يا شقيق الظهر شد الحبل لا ترخي البراغي فرقونا كي يسودونا وما سادوا ولن *** نحن شعب ثائر حر أبي وعصامي كل من حاول أن يرغمه تحت الرغام أجنبي بربري أو محلي ظلامي ندحر العدوان فالعدوان حرباً وسلاماً اليمانيون ها نحن اليمانون اليمن