احتل مسلحون صوماليون مدعومون من قوات إثيوبية بلدة وسط الصومال بعد أن ترك المقاتلون الموالون للمحاكم الإسلامية من المنطقة دون مواجهات بحسب إسلاميين وشهود عيان. وقال المتحدث باسم المجلس الأعلى الإسلامي في الصومال محمد محمود إن مسلحين موالين لزعيم الحرب السابق في مقديشو عبدي حسن أوالي قيديد سيطروا على بلدة بنديرادلي بدعم من قوات إثيوبية ومليشيات من منطقة الحكم الذاتي بونتلاند. وقال رئيس مجلس اتحاد المحاكم الإسلامية في الصومال شيخ شريف شيخ أحمد في لقاء مع موفد الجزيرة نت إن قوات المحاكم سترد بقوة إذا ما حاولت القوات الإثيوبية مهاجمة المناطق التي تسيطر عليها المحاكم. وأضاف شيخ شريف أن توغل قوات إثيوبية داخل الصومال يعتبر اعتداء على أراضي الشعب الصومالي "وهو أمر لا نستطيع السكوت عنه". وقال المتحدث باسم المجلس الأعلى الإسلامي في الصومال إن قوات المحاكم ستهاجم القوات الإثيوبية بعد تقييم حالة الوضع في بنديرادلي التي تبعد نحو 70 كلم شمال مدينة جالكعبو عاصمة محافظة مدن وسط الصومال. وأكد شهود عيان وجود قوات إثيوبية داخل البلدة فيما ذكر سكان بيداوا أن حوالي 300 عسكري إثيوبي إضافي قدموا الأحد إليها. وفي سياق ذي صلة، دعا الرئيس الصومالي السابق أبو القاسم عبدي صلاد حسن إثيوبيا إلى سحب قواتها من الصومال في أسرع وقت، مطالبا الشعب الصومالي بحمل السلاح والدفاع عن البلاد إذا لم تمتثل لذلك. ونقل موفد الجزيرة نت إلى الصومال عن صلاد حسن قوله إن الشعب الإثيوبي شعب طيب ولكن من وصفها بحكومة التقراي هي التي تمارس العنف في إثيوبيا وهي التي أرسلت قواتها إلى الصومال. واعتذر الرئيس السابق لمصر وإيران -خلال مؤتمر صحفي عقده في منزله بمقديشو- عن الاتهامات التي وجهها للبلدين رئيس وزراء الحكومة الانتقالية الصومالية علي محمد جيدي بدعم ما وصفها هذا الأخير بالخلايا الإرهابية، في إشارة إلى اتحاد المحاكم الإسلامية. ونفى الرئيس السابق وجود أي إرهابيين في الصومال حسب ما تردده دوائر غربية، واصفا زعماء الحرب بأنهم هم الإرهابيون بالتجائهم إلى إثيوبيا. وناشد الدول الغربية وخاصة الولاياتالمتحدة بدعم التغييرات التي يشهدها الصومال، وقال إنه لا يوجد عداء ضد واشنطن في الصومال. يذكر أن صلاد حسن انتخب رئيسا للصومال في أغسطس/آب 2000 بعد مؤتمر للمصالحة عقد في جيبوتي ولم تعمل حكومته بشكل فعال ولم تجد طريقها إلى أرض الواقع بسبب الفصائل المعارضة لها وغياب الإمكانيات ما أدى لانهيارها عام 2004. وعلى صعيد آخر، ذكر موفد الجزيرة نت أن اتحاد المحاكم الإسلامية دعا إلى عقد مؤتمر للمصالحة في الصومال تشارك فيه كل المكونات السياسية للشعب الصومالي لإنهاء الصراع في البلاد. وقال الناطق الرسمي باسم المحاكم عبد الرحمن مودي إن هذا المؤتمر الذي سيعقد بمقديشو فرصة للصوماليين لحل مشاكلهم داخل بلدهم بدلا مما وصفه الارتهان للقوى الأجنبية التي لا تريد خيرا للصومال، واتهم الحكومة الانتقالية في بيداوا بالخضوع للإملاءات الإثيوبية بعد أن التجأت إليها لحمايتها. إلا أن الحكومة الانتقالية الجديدة رفضت عرض المحاكم، واعتبر المتحدث باسمها عبد الرحمن ديناري أن هذه المحاولة من جانب المحاكم تسعى للقضاء على حكومته.