اعلن وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم انه في حال توفر ارادة صادقة فان سورية مستعدة للتفاوض من اجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط . وقال الوزير في مقابلة خاصة أجراها معه في دمشق موفد صحيفة ( دي برسه ) النمساوية ويدعى ( توماس زايفرت ) ونشرتها الصحيفة في عددها الصادر في فيينا يوم الاربعاء 30/8/2006م : نحن نريد حلاً لمزارع شبعا ولمرتفعات الجولان والضفة الغربية وانسحاب إسرائيل كلياً من الجنوب اللبناني وانهاء حصارها البحري والجوي للبنان . وعلق موفد الصحيفة النمساوية بأن هذا الموقف يعد تأكيداً لمطالب سورية السابقة لاجراء تسوية شاملة للصراع في منطقة الشرق الأوسط وبما يشمل مزارع شبعا اللبنانية والجولان السورية والاراضي الفلسطينية ( الضفة الغربية ) . واوضح وزير الخارجية السوري قائلاً : أن شرط تحقيق السلام يمكن في تنفيذ قرار الأممالمتحدة رقم 242 الذي يقضي بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة حتى تتمكن المنطقة في النهاية من التركيز على التنمية الاقتصادية . ورداً على سؤال للصحيفة فيما إذا كانت سورية مستعدة حقاً لاجراء مفاوضات سلام مع إسرائيل قال الوزير السوري : اعتقد ذلك ، واذا ماتوفرت ارادة حقيقية للسلام فان سورية مستعدة ، نحن نريد حلاً لشبعا والجولان والضفة الغربية ولا نريد سلاماً جزئياً بل حلاً شاملاً ، وهذا لا يعني حل كافة المشاكل دفعة واحدة ولكن على الاقل وضع الهدف نصب اعيننا والعمل من اجل تحقيقه ، وبذلك نكون قد توصلنا إلى وضع آمن ومستقر لكل شعوب المنطقة . وفيما يتعلق بدور الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط قال الوزير المعلم : الولاياتالمتحدة هي القوة الكبرى الوحيدة المتبقية في الوقت الحاضر ، ونعتقد بأنها تتحمل مسئولية بالنسبة للامن والاستقرار في منطقتنا ويتعين عليها أن تعيد وضع عملية السلام في الشرق الأوسط على جدول اعمالها لان هذه العملية لم تعد موجودة في الوقت الراهن ، أما فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي فقد اثبت الاتحاد الأوروبي بأنه يستطيع أن يضطلع بدور مركزي في الشرق الأوسط من خلال قوات اليونيفيل وان دور الأوروبيين معترف به في المنطقة . وحول تردي العلاقات السورية الأمريكية اوضح وزير الخارجية السوري قائلاً : أن الولاياتالمتحدة واوروبا مارسا منذ سنتين سياسة عزل سورية ، وقد تبين ألان بأن هذه السياسة كانت مغلوطة ، واذا ما ارتكب طرف خطأ في السياسة فينبغي عليه إعادة النظر في استراتيجيته ، أن الخيار الثاني هو الحوار الذي يمثل الصيغة المتحضرة للدبلوماسية حيث يمكن ازالة سوء الفهم عبر الدبلوماسية وليس عن طريق الصمت ، واعتقد أن أوروبا على الاقل باتت تفهم ذلك في الوقت الراهن . وفيما يتعلق بسياسة واشنطن قال وزير الخارجية السوري : أن السياسة الرسمية للولايات المتحدة لم تتغير حيث لا تقيم واشنطن الحوار بشكل سليم ، ولكن هناك زيادة في عدد الأصوات المطالبة بتغيير هذه السياسة إذ تحدث الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر عن اهمية إجراء مثل هذا التغيير ازاء الشرق الأوسط ونحن نرحب بحرارة بمثل هذا التوجه . ورداً على سؤال لصحيفة ( دي برسه ) حول ما يتردد عن تراجع مواقف النمسا في الشرق الأوسط قال الوزير السوري : لا اتمنى حدوث ذلك ، نحن نعتبر العلاقات مع النمسا هامة ، ولن ننسى ابداً الدور الايجابي للمستشار الراحل برونو كرايسكي ، وممتنين لبلاده جراء مساهمتها خلال هذه السنوات في قوة حفظ السلام في الجولان ، وهذه المساهمة تعني حب هذا البلد المحايد للسلام ، وسنكون مسرورين لو تم إحياء هذا الدور من جديد . هذا وعلقت الصحيفة بأن دمشق ظلت تعارض على الدوام إجراء مفاوضات سلام منفصلة مع إسرائيل ، وسبق أن اجريت مفاوضات بين الطرفين في التسعينات لاستعادة مرتفعات الجولان إلى سورية لكن هذه المفاوضات توقفت عام 2000 دون أن تحقق اية نتائج . وفي هذا الإطار ذكرت الصحيفة أن وزير الدفاع الإسرائيلي ( بيريتس ) اعلن قبل اسبوعين إمكانية إحياء هذه المفاوضات من جديد . ونقلت الصحيفة النمساوية عن وزير خارجية سورية تأكيده بأن مساندة مجموعات المقاومة مثل حزب الله في لبنان التي تقاتل ضد المحتل الاجنبي تعد شرعية . واشارت الصحيفة إلى أن المسئول السوري رفض مرابطة قوات اليونيفيل الدولية على الحدود السورية اللبنانية وقال في هذا الصدد : أن مثل هذا التواجد ليس جزءاً من تفويض الأممالمتحدة ، فقرار مجلس الأمن يدعو بشكل صريح إلى زيادة عدد قوات اليونيفيل . وافادت الصحيفة بأن وزير الخارجية السوري يسعى من اجل التخفيف من وطأة الخلاف الدبلوماسي بشأن زيارة وزير الخارجية الالماني ( فرانك فالتر شتاينماير ) لدمشق التي الغاها في اللحظات الأخيرة اثر وصف الرئيس السوري بشار الاسد إسرائيل بأنها عدو لا يمكن تحقيق السلام معه ، في الوقت الذي كان الوزير الالماني يحاول دفع دمشق للتنصل من المحور الإيراني المعادي لإسرائيل . وابلغ وزير الخارجية السوري الصحيفة النمساوية في الختام قائلا : أن الرئيس اكد اربع مرات بأن هدفنا الاستراتيجي هو تحقيق السلام ، وان حديث الرئيس السوري يعكس موقف الراي السوري والعربي ، وان الوزير الالماني ( شتاينماير ) مرحب به بشكل كبير في دمشق . هذا وقد نشرت وكالة الانباء النمساوية في عددها الصادر يوم امس الاربعاء مقتطفات مما جاء في مقابلة صحيفة ( دي برسه ) مع وزير الخارجية السوري وخاصة تأكيده على الحل الشامل وغير المجزأ في الشرق الأوسط . غير أن الصحيفة نشرت في عددها الصادر ايضا يوم امس إلى جانب المقابلة مع وزير الخارجية السوري تصريحا للسفير الإسرائيلي في فيينا ( دان اشبيل ) شكك فيه بما وصفه استعداد سورية لاجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل . وقال السفير اشبيل أن إسرائيل مستعدة لاجراء مفاوضات مباشرة مع سورية وفي أي وقت ولكن بدون شروط مشيراً إلى أن الجانبين تفاوضا مرتين الأولى عام 1991 في مؤتمر مدريد والثانية في الولاياتالمتحدة عام 1999 / 2000 لكنه لم يتم التوصل إلى الهدف المنشود .