ركزت وسائل الإعلام النمساوية على تطور الاوضاع في لبنان ومشاركة الدول في القوة الدولية هناك والتحرك من اجل السلام في الشرق الأوسط حيث دعت وزيرة خارجية النمسا مرة أخرى إلى اتخاذ مبادرة اوروبية من اجل عقد مؤتمر مبني على اسس هامة حول الشرق الأوسط . وذكرت وكالة الانباء النمساوية بالامس أن السيدة اولريكه لوناشيك الناطقة باسم الشئون الخارجية في حزب الخضر قد حثت السيدة اورسولا بلاسنيك وزيرة الخارجية النمساوية على ضرورة طرح مبادرة نمساوية في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المزمع عقده اليوم الجمعة 25/8/2006م المكرس لمناقشة مسألة مشاركة الدول الأوروبية في قوة اليونيفيل لحفظ السلام في لبنان . واقترحت السيدة اولريكه لوناشيك انه ينبغي على السيدة بلاسنيك وزيرة الخارجية أن تحضر لمبادرة مشتركة من قبل الاتحاد الأوروبي مشيرة إلى انه كان هناك بعض المؤشرات الفردية المعبرة عن الرغبة في التفاوض لدى رئيس وزراء إسرائيل حين عبر عن نيته في التفاوض مع لبنان . وتحدثت السيدة لوناشيك بالثناء على البيان الذي ادلت به السيدة بلاسنيك مؤخراً في مقابلة اجرتها مع صحيفة ( دي برسه ) حول أن السلام والأمن لا يمكن تحقيقهما بواسطة الهدف بل يمكن تحقيقهما بواسطة المفاوضات . واوضحت السيدة لوناشيك انه من الملائم اقتراح عقد مؤتمر دولي واسع حول الشرق الأوسط ليس فقط من اجل لبنان بل يشمل كامل الشرق الأوسط بما فيه الفلسطينيين وبالتالي يجب أن تكون في النهاية عملية سياسية يجري تحريكها من الخارج . واكدت لوناشيك انه ينبغي طرح هذه المبادرة خلال المفاوضات التي سيجريها وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة بشأن المشاركة في القوة الدولية لحفظ السلام في لبنان . واضافت لوناشيك انه من الممكن أن يأخذ الاتحاد الأوروبي دور الوسيط خاصة وانه كان المصدر المالي بعد رئاسة النمسا للاتحاد الأوروبي في النصف الأول من العام الجاري . وشددت لوناشيك على أن النمسا ووزيرة خارجيتها يمكن أن يعيدا انفسهما إلى الصورة من جديد بمبادرة تتخذ من قبلهما بهذا الشأن المذكور . أما فيما يخص مشاركة الدول في القوة الدولية في لبنان فقد ركزت صحيفة ديرستاندارد على وجود خلافات بين السياسيين الايطاليين بشأن مشاركة إيطاليا إذ انه في الوقت الذي تستعد به حكومة برودي لارسال 3000 عنصر إلى لبنان فان السيد برلوسكوني وصف إرسال 3000 عنصر بالامر الجنوني والمحت الصحيفة إلى وجود تخوف لعدم وضوح المهمة المحددة لهذه القوات حتى ألان وهو الامر الذي يقلق معظم الدول التي تنوي المشاركة الا انها تتردد بذلك نتيجة عدم وضوح المهمة لهذه القوات . وذكرت الصحيفة أن هناك مناقشات جادة بين المعارضة بزعامة برلوسكوني الذي يقول أن إيطاليا تساهم بمعدل 5% من موازنة الأممالمتحدة وبالتالي فإن إرسال 1000 – 1500 عنصر كاف للمشاركة بهذه القوات بينما يرى برودي أن حجم المسئولية الملقاة على هذه المهمة الصعبة كبير وبالتالي هناك اهمية لتنفيذ قرار الأممالمتحدة بوقف اطلاق النار . وركزت التعليقات على أن وزير الخارجية الايطالي السيد ماسيمو داليما قد حذر من انه إذا استمرت إسرائيل بخرق وقف اطلاق النار فإن إيطاليا لن ترسل قوات إلى مناطق حرب وانه من دعاة إرسال قوة دولية قادرة على تنفيذ المهم المنوطة بها . وركزت التعليقات على ماقاله وزير الخارجية الايطالي انه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يتفق خلال اجتماع وزراء خارجيته مع السيد كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة يوم السبت 26/8/2006م على وظيفة ومهمة هذه القوات وعبر عن امله في نفس الوقت أن تقوم فرنسا بتعزيز قواتها . أما صحيفة الكورير النمساوية فقد لفتت الانتباه إلى أن فرنسا قد طلبت من لجنة السياسة الأوروبية والأمن التي بحثت يوم الاربعاء الماضي المهام التي يجب أن تقوم بها هذه القوات المشاركة بالإضافة إلى أن الرئيس شيراك قد طلب أن يكون عدد وامكانيات هذه القوات متساو بين الدول المشاركة . واشارت الصحيفة إلى أن ما يسمى بنزع سلاح المقاومة اللبنانية سيترك للدولة اللبنانية لتتولى هذه المهمة ، والمحت الصحيفة إلى أن الخبراء لا يستبعدون أن تتقدم فرنسا للطليعة وقيادة هذه القوات ثانية في حال تم اعطاؤها التفويض الواضح والصريح لقيادة هذه القوات من قبل الأممالمتحدة . ومما تجدر الإشارة إليه أن التعليقات قد المحت إلى أن الكثير من الجنود الذين ابدوا استعدادهم للمشاركة قد تراجعوا عن ذلك لانهم يعتبرون بأن قرار مجلس الأمن لم يكن واضحا خاصة وان المقاومة لن تسلم سلاحها بالقوة . واشارت الصحيفة إلى أن الرئيس شيراك سيتحدث مع المستشارة الألمانية ميركل يوم الجمعة بشأن وضع القوات الدولية في لبنان آخذين بعين الاعتبار أن ألمانيا لن تشارك في القوات البرية لاسباب تاريخية . ومن جانبها تناولت تعليقات صحيفة دي برسه موضوع مشاركة الدول الأوروبية بالقوة الدولية من خلال عنوان يتحدث عما اسمته صفقة الاتحاد الأوروبي في القوة الدولية في لبنان ، وكذلك تحت عنوان الاجتماع الطارئ للاتحاد الأوروبي يوم الجمعة القادم وامل إيطاليا بالمشاركة ب 8000 عنصر من دول الاتحاد الأوروبي في اليونيفيل . وتطرقت الصحيفة إلى تفصيل الموقف الأوروبي بالتالي : 1- فرنسا تنوي إرسال 400 جندي فقط 2- ألمانيا سترسل وحدة قوات خاصة واحدة فقط دون تحديد عددها . 3- إيطاليا اعلنت انها سترسل 4000 جندي . 4- النمسا كانت قد اعلنت عدم مشاركتها لأنها تشارك بما فيه الكفاية في قوات الاندوف على الجولان السوري حسب اعتبارها واشارت الصحيفة بهذا الصدد إلى النمسا لا تتلقى اية ضغوط باتجاه المشاركة . 5- تحتاج هذه الدول مجتمعة إلى تحديد وتعريف مهمتها كما تحتاج إلى تفويض واضح وصريح . 6- المحت الصحيفة إلى أن رئيس وزراء إيطاليا يطالب باستصدار قرار ثان عن مجلس الأمن حول عمل القوات الدولية ، الامر الذي سبق أن طالب به الرئيس بوش ومندوبه الدائم لدى الأممالمتحدة . 7- اكدت الصحيفة أن حزب الله قد اعلن انه لن يسلم اسلحته وان المقاومة ستستمر . 8- اشارت إلى ماذكرته صحيفة اللوموند الفرنسية بأنه على الدول المشاركة في القوة الدولية أن تسلم خطة عمل لهذه القوات وانه على هذه القوات أن تكون قادرة على حماية نفسها وحماية المدنيين بالإضافة إلى أن الأممالمتحدة تتوقع املاء الفراغ الامني في الجنوب اللبناني في غضون شهر . وركزت التعليقات على تقرير منظمة العفو الدولية – مكتب النمسا – وتصريح امينها العام الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في لبنان وان هجماتها لم تميز بين الاهداف المدنية والاهداف العسكرية . وحول اجتماع بروكسل الاخير لمناقشة مهام القوة الدولية ومشاركة الدول الأوروبية بها ، ذكرت صحيفة ستاندارد في مقالها الافتتاحي انه لم تحدد حتى ألان قواعد اللعبة للقوات الدولية في الجنوب اللبناني ، مركزة على أن هذه القوات يجب أن تكون قادرة وقوية ومسلحة وان تكون قوية عسكريا بحيث لا تقتصر مهمتها على الدفاع عن نفسها فقط بل تمتد إلى أن تكون قادرة عسكريا على محاربة ما اسمته بالجماعات الإرهابية والمليشيات والانتحاريين . ولم تتوانى الصحيفة عن القول أن هذا من شانه أن يحقق الاهداف الإسرائيلية على الاقل بما يتعلق بسورية وايران وتهريب الأسلحة إلى حزب الله . واشارت الصحيفة إلى تصريح السيد بشار الاسد حول رفضه لتواجد هذه القوات الدولية على الحدود السورية مع لبنان إذ أن هذا الاتجاه يرضي ايضا الدول التي ستشارك في هذه القوات لاسيما وان فرنسا قد سحبت رغبتها في قيادة القوات لان مهمة هذه القوات وهدف هذه القوات لم تحدد بعد ولم يتضح تحت أي ظرف يمكن أن تتحرك هذه القوات . وركزت الصحيفة في ختام مقالها على ما اسمته بالامر السيئ وهو أن مجال التحرك ما زال ضيقاً حيث يترتب على هذه القوات التمييز بين المدنيين والعناصر المسلحة ، وان حزب الله قد فهم هذا الامر وبالتالي يجب عليه حسب قول الصحيفة أن لا يظهر بمظاهر عسكرية مما يجعل مهمة القوات الدولية صعبة للغاية . يمكن الاستنتاج في ضوء التعليقات الإعلامية ليوم الجمعة النقاط التالية : 1- وجود تردد لدى الدول الأوروبية وصراعات داخلية حول مشاركتها بالقوة الدولية في جنوب لبنان ، كما يتضح من انخفاض عدد القوة الفرنسية وسحب رغبتها في قيادة القوات الدولية . 2- تخوف الدول الأوروبية من مسألة عدم وضوح وتعريف مهمة هذه القوات حتى ألان رغم أن إيطاليا قد صرحت برغبتها في قيادة هذه القوات . 3- وجود قناعة لدى هذه الدول بأن حزب الله لن يقبل بنزع سلاحه . 4- اخذ هذه الدول بالحسبان في تحديدها لمهمة القوة الدولية انها لن توضع على الحدود السورية اللبنانية خاصة بعد تصريح السيد بشار الاسد الواضح بهذا الشأن . 5- توجه ايطالي جديد مماثل للتوجه الأمريكي من حيث اهمية استصدار قرار ثان عن مجلس الأمن لتحديد مهمة القوة الدولية في جنوب لبنان مع العلم انه ربما هناك تباين حول مضمون وهدف القرار الثاني .