الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    مجزرة مروعة في محافظة تعز واستشهاد 5 نساء بقصف حوثي على المدنيين    هل يُخفي البحر الأحمر مخططًا خطيرًا؟ القيادي المؤتمري ابوبكر القربي يُحذر!    الدوري الالماني ... بايرن ميونيخ يحقق الفوز امام فرانكفورت    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    البريميرليج ... ليفربول يواصل السقوط    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    "نجل الزنداني" يكشف عن رسالة من ايران لأسرتهم ..ماذا جاء فيها    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    ضبط المتهمين بقتل الطفل الهمداني في محافظة إب بعد تحول الجريمة إلى قضية رأي عام    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    جماعة الحوثي توجه تحذيرات للبنوك الخاصة بصنعاء من الأقدام على هذه الخطوة !    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    حادث مروع .. ارتطام دراجة نارية وسيارة ''هليوكس'' مسرعة بشاحنة ومقتل وإصابة كافة الركاب    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    كان يرتدي ملابس الإحرام.. حادث مروري مروع ينهي حياة شاب يمني في مكة خلال ذهابه لأداء العمرة    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    مأرب تقيم عزاءً في رحيل الشيخ الزنداني وكبار القيادات والمشايخ في مقدمة المعزين    عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية على وسط وجنوب قطاع غزة    السلفيون في وفاة الشيخ الزنداني    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    رفض قاطع لقرارات حيدان بإعادة الصراع إلى شبوة    قذارة الميراث الذي خلفه الزنداني هي هذه التعليقات التكفيرية (توثيق)    ما الذي كان يفعله "عبدالمجيد الزنداني" في آخر أيّامه    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    عاجل: إعلان أمريكي بإسقاط وتحطم ثلاث طائرات أمريكية من طراز " MQ-9 " قبالة سواحل اليمن    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورتا سبتمبر .. وحدة الهدف في مواجهة عدو واحد
نشر في 26 سبتمبر يوم 28 - 09 - 2020

لكل ثورة قيادة وهوية ومشروع وأهداف.. ولكل فعل ثوري ردة فعل مضاد يتمثل في الخصوم والمخاطر والتحديات
انعدام القيادة الوطنية أبقى أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر مجرد حبر على ورق وحكم عليها بالجمود
استولت نخبة انتهازية على قيادة ثورة 26سبتمبر وإعادتها إلى أحضان الرجعية السعودية والوصاية الأمريكية
ثورة 26سبتمبر هي أول ثورة جمهورية في الجزيرة العربية وكانت أول المخاطر والتحديات مواجهة الأنظمة الملكية الرجعية وعلى رأسها نظام آل سعود
ظهرت حركة التصحيح بزعامة الشهيد إبراهيم الحمدي لانتشال اليمن من مستنقع الوصاية السعودية والارتهان للخارج وتصحيح مسار الثورة لكنها جوبهت بردة فعل إقليمية ودولية وأجهض مشروعها باغتياله
21سبتمبر حطمت حلم التوسع والهيمنة الامبريالية على القرار اليمني ومزقت العباءة السعودية وأجهضت مشاريع الاستكبار العالمي
تظل ثور 21سبتمبر هي الأقرب والأكثر التصاقاً بالحلم اليمني الجمعي الذي يراه في تصحيح مسار ثوراته المتعاقبة
تقديم: أمين أبو حيدر
ثمانية وخمسون عاماً من انطلاق شرارة الثورة السبتمبرية الأم 26سبتمبر, وستة أعوام لثورة 21 سبتمبر كلها شعلة ثورية متوهجة مستمرة آلت على نفسها أن تزداد اشتعالاً حتى ترى أهدافها تتحقق في مسيرة فعلها الثوري المتدفق بألقه السبتمبري الفتي الذي يصهر كل العراقيل والمعوقات التي أدت الى إخفاق الثورات السابقة والانتصار لثوارها وأحرارها واحلام شعبها في تحقيق أهدافاً على الواقع وهي ترى الهدف الأول عنوان مشروعه التحرير يتحقق أخيراً في ثورة حري بأن يطلق عليها ثورة الثورات..
تعريفات:
الثورة لغة مستوحاة من ثورة البركان إذا ثار ثورة وثوراناً.. وفارت فورة وفورانا وهبت شرارات لهبه تزفر احتباس حرارته زفرة واحدة تفريجاً لما يجيش في دواخله من ضغوط وكبت وتضييق فهي لغة انفجار حتمي في لحظة تاريخية حق له أن يخرج اثقاله, والفعل الثوري فعل تغيير ديناميكي ما إن يتحول إلى حراك جماعي شعبي يصبح ثورة إنسانية جامعة على كل منظومات الإعاقة للحلم الجامع الاضطراري للتحول إلى واقع جديد ومغاير..
لكن الأحلام الثورية تظل كوابيس ما لم تتحقق الأهداف التي اندلعت من أجلها.. حلم اليمانيون في 26سبتمبر احلاماً ستة ظلت تأتيها وتعاودها في المنام واليقظة وظل الحالمون لعقود منتظرين تحقيق الهدف الأول ولو تحقق لتحققت التاليات تباعاً.
وحلموا في 14أكتوبر و30نوفمبر بالتحرر والاستقلال فكان الجلاد للمحتل وظل الاستقلال والتحرر ناقصاً ببقاء ادوات المحتل ومشروعه وهكذا دواليك.. أين الخلل إذن ؟!
لكل قيادة ثورة قيادة وهوية ومشروع وأهداف ولكل فعل ثوري ردة فعل مضاد يتمثل في الخصوم والمخاطر والتحديات.
مقدمة:
في العقد الخمسيني وبداية العقد الستيني من القرن الماضي انطلق مشروع التحرر العربي الإسلامي من هيمنة الاستعمار الأوروبي الامريكي.. كانت ثورة ناصر 23 يوليو 1953م الشرارة والملهمة والداعمة لكل الثورات.
في اليمن استلهم نخبة من المفكرين والسياسيين والضباط الأحرار الفعل الثوري الناصري وفي السادس والعشرين من سبتمبر 1962م اندلعت ثورة في اليمن بدأت ثورة نخبة وشيئاً فشيئاً تحولت إلى ثورة شعب يتطلع إلى الحرية والاستقلال والعيش الرغيد.
ولأن الثورة اليمنية هي أول ثورة جمهورية في الجزية العربية فقد كانت أول المخاطر والتحديات التي واجهتها هي الأنظمة الملكية الرجعية في الجزيرة العربية وعلى رأسها نظام آل سعود.
الذي هو ظل المشروع صهيوني مهيمن وأداة لمشروع امبريالي أمريكي يقف على النقيض من مشروع الثورات العربية المتأثرة بالمد الثوري الاشتراكي ومدارسه المختلفة التي تشربت رؤاها الثورية من النظرية الماركسية السوفيتية وما انبثق عنها من ايدلوجيات شرقية وغربية ومع انتكاسة الثورة الأم في مصر عام 67م ضاعت الهوية الثورية العربية وكانت الثورة اليمنية أكثر صنياعاً وتوهان فقد تنازعتها ما يزيد عن خمس هويات ونخب مشيخية رجعية – بعثية – ناصرية – اخوانية ليظل الاقتتال وفي عهود الاضطرابات والقلاقل أوامر السفير الامريكي وفي أحيان أخرى من كليهما معاً.
إذن تعدد الهويات الثورية وغياب المشروع الوطني وتنافس النخبة الثورية الطيفية وارتهانها القطري لمصادر القرار في مصر وبغداد والرياض ولندن وواشنطن وموسكو وغيرها وحيلولة النظام السعودي ووقوفه في وجه أي مشروع يمني تحرري نهضوي ناهيك عن غياب الرؤية وانعدام القيادة الوطنية ابقى أهداف الثورة اليمنية مجرد حبر على الورق وحكم عليها بالجمود وعلى الشعب الانتقال من الملكية إلى جمهورية الممالك المقنعة ليدخل في التيه اربعين عاماً أو يزيد بدون رؤية ثورية أو رغبة حقيقية في الانعتاق والتحرر والاستقلال بين الجمهوريين والملكيين ومن ورائهما القوى الداعمة لكل الطرفين حتى تمكنت القوى الرجعية ومن ورائها الرأسمالية المهيمنة من لجم الثورة وتجميد الفعل الثوري السبتمبري بدءاً بمؤتمر حرض وليس انتهاء بفك حصار السبعين يوماً..
في العقد السبعيني ظهرت حركة التصحيح بزعامة إبراهيم الحمدي لانتشال اليمن من مستنقع الوصاية السعودية والارتهان للخارج وتصحيح مسار الثورة السبتمبرية وترجمة أهدافها عملياً .. لكنه جوبه بردة فعل عالمية وإقليمية ومحلية قوية أجهضت مشروعه باغتياله لتتولي على ثورة 26سبتمبر نخبة انتهازية اعادتها إلى احضان الرجعية وجمدت أهدافها في مغارات العمالية والتبعية والارتهان والوصاية الأمريكية لتصبح اليمن إمارة سعودية تدار في عهود الاستقرار بأوامر السفير السعودي كل الثورات اليمنية وبإجماع شعبي ونخبوي يمني ويكاد يكون عربياً وعالمياً- تعرض للمؤامرة والعدوان أما بإخمادها أو الالتفاف عليها ويكاد يكون العدو هو نفسه الرأسمالية الأمبريالية الأمريكية وأدواتها في المنطقة ولنفس الهدف توفير الأمن لتمكين المشروع الصهيوني من السيطرة على باب المندب والبحر الاحمر والتوسع شرقاً وغرباً من الفرات إلى النيل..
وأن أدوات التمكين هي نفسها مستعمرات ومستوطنات الاستعمار القديم والجديد مشيخات الخليج ونظام آل سعود وهناك إجماع يمني شعبي ونخبوي على أن العدو التاريخي لليمن وثوراته المتعاقبة شمالاً وجنوباً هو نظام آل ستعود الذي تقيد بوصية المؤسس الأول ومقولته خيركم وشركم من اليمن قوتكم بإضعافها وقوتها ستهدد وجودكم..
ولن نخوض طويلاً في تاريخ السعودية التآمرية على بلادنا وشعبها الدؤوب بقضها وقضيضها وثروات نفطها الهائلة ونفوذها الممتد عبر عملائها في الداخل في وأد أي مشروع تحرري وحرمان اليمن من النهوض الطبيعي كرأي مجتمع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً وكما كانت قديماً تؤوي أعداء الثورة السبتمبرية الأولى آوت مؤخراً أعداء الثورة السبتمبرية الثانية وكما كانت تؤلب الشمال على الجنوب سابقاً تقوم بتأليب واستعداد الجنوب على الشمال حالياً في تآمر على وحدة اليمن الأرض والإنسان بامتثالها لوصية المؤسس أو بإملاءات من سيدها الصهيوني البريطاني سابقاً الأمريكي حالياً وهو ما كان خفياً تحت الرماد وسرعان ما ظهر على السطح إبان ثورات الربيع العربي ظهر ذلك جلياً في ثورة الحادي عشر من فبراير 2011م حيث تم إجهاضها بمؤامرة المبادرة الخليجية وهي مبادرة امريكية صهيونية تولي تبنيها وتسويقها رأس النفاق الأعرابي نظام آل سعود متعمداً على إرهاصات وفتن واضطرابات آثارها بأدوات استخباراتية إرهابية أمريكية وهابية الهوى والهوية كطوق نجاة لنفس النخبة الانتهازية ورموز العمالية والارتهان للخارج لتقاسم السلطة والثروة من جديد واعتلاء أعناق الشباب على الرغم من انوفهم بعد أن وعدهم كل رموز الفساد السابقين سلطة ومعارضة بأن يكونوا آلية تنفيذ مشروع تقسيم البلاد وأوائل المهرولين للتطبيع مع العدو الصهيوني وإجهاض مشروع الشباب في اليمن كما تم إجهاضه في مصر وتونس وليبيا وغيرها..
ولكن ثمة قائد مسؤول ونزيه وثمة فتية أحرار يحملون مشروعاً ثورياً تحررياً يمنياً خالصاً قالوا في اليمن هذا غير وارد فكانت ثورة 21سبتمبر 2014م انتصاراً لكل الثورات السابقة وتصحيحاً لمساراتها..
لماذا ثورة 21سبتمبر ثورة الثورات اليمنية.. ولماذا حق لها الانتصار للهدف الأول لثورة الأم ومواصلة المسيرة والمسار لاستكمال تحقيق الأهداف جميعا واقعا عمليا مجسدا بالقول والفعل.
عوامل انتصار ثورة 21سبتمبر
تتمثل في الآتي:
1- وحدة الهوية الثورية اليمنية الشعبية وارتباطها بالهوية الإيمانية الجامعة
2- كفاء ونزاهة وتوافر القيادة المسؤولة المؤمنة التي تحس بكل آلام وترى كل أحلام أبناء الشعب في الحرية والاستقلال والعيش بكرامة وتستشعر خطورة ما وصلت إليه اليمن من انهيار وترى إلى البعيد حيث المتربصين باليمن للانقضاض على ما تبقى منه وإعادته إلى بيت الطاعة الأمريكي الصهيوني السعودي.
هي ثورة شعبية بامتياز هويتها شعبية يمانية خالصها –سمو المشروع القرآني الإيماني الذي فيه كل الخير وموجهاته وحظا على التحرر والاستقلال والذي يأبى الذل والخنوع والارتهان والركوع لغير الله تعالى.
ووعي القائد الذي ما إن انطلق ومعه شعبه الذي يتوق إلى تحقيق أحلام ثورته بأن الثورة أهداف تتحقق تباعا وبحجم التضحيات ليقول إن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر مصممة على تجسيد أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر على الواقع.
هي ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر إذن التي أدلت العالم برمته في دوامة الذهول ومقامات الدهشة بسموها وصفحها وسلميتها رحمة بشعبها بعنفوانها وقوة بأسها شدة وغلظة على من يتربص بها.
هي الثورة التي حطمت حلم التوسع والهيمنة الرأسمالية الامبريالية على القرار اليمني ومزقت العباءة السعودية وأجهضت مشاريع الاستكبار وصححت مسار الثورات السابقة ومفهوم الاستقلال والحرية وهي التي وقفت في وجه إقامة مشروع الشرق الأوسط الجديد بقضائها على أدواته الاستخباراتية المسماة داعش والقاعدة.
وفي ستة أعوام تحقق أسمى أهداف الثورة اليمنية وهو التحرر والاستقلال من الارتهان للخارج وامتلاك القرار السيادي، والحيلولة دون التطبيع مع العدو الصهيوني والنأي باليمن الأبي والكريم من الانخراط في مشاريع التآمر على القضية الفلسطينية ذلك كله ما جعل كل تحالف وأحزاب الشيطان يتنادون من كل مكان للتجيش وتشكيل تحالف كوني لإجهاض الثورة في المهد وانتصرت الثورة ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
أهداف الثورة بين النظرية والتطبيق
الهدف الأول:
التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق بين الطبقات، إذا تأملنا في هذا الهدف لوجدناه هو المشروع الثوري برمته وتحقيقه يؤدي إلى نتيجة حتمية تفضي إلى تحقيق الأهداف البقية ومع ذلك ظل ما يزيد على خمسين عاما شعارا وقناعا لكل أشكال الاستبداد والعمالة للمحتل ومخلفاتهما من فساد وجهل ومرض وفقر وعنصرية وتهميش لتأتي ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر فيتحقق في خطاها أو جزءا منه على الأقل حققته الثورة وهو التحرر والاستقلال والانتصار للمهمشين أحفاد بلاد والتهيئة لإقامة نظام جمهوري إسلامي عادل فيه الدولة لخدمة الشعب لا الشعب لخدمة الدولة.
الهدف الثاني:
بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها.
- كانت الثورة حلما لكل لطيف كبير من الشعب اليمني إلا أن المكسب الوحيد الذي تحقق هو اخراجها من العزلة وانفتاحها على محيطها الاقليمي والعالمي الذي بدأ يتآمر عليها ويحول عن تحقيق اهدافها وفرض على جيشها الجمود والتعطيل والرقابة وان سمح بشراء الاسلحة والعتاد الثقيل ليس إلا لوطء كاهله بحمل ثقيل من الديون على حساب اقتصاده وامتصاص ثرواته.. اما الجيش فقد تم صرفه عن مهامه الوطنية وتقاليده العسكرية وتفريغه من العقيدة العسكرية ليتحول الى حرس عائلي للنظام وايقونة للتباهي في العروض العسكرية واداة قمع وحروب داخلية.
بينما جاءت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر لإعادة الاعتبار للجيش اليمني في لحظة تاريخية يوشك على التلاشي لتحبط مؤامرة هيكله وتحافظ على ما تبقى منه وتصحح عقيدته العسكرية ومسار مهامه الوطنية وبنائه من جديد وايقاف مخطط تفكيكه واستهداف كوادره بالاغتيالات والتصفية وتطويره تأهيلا وتدريباً وتصنيعاً واستحداث وحدة التصنيع العسكري لتشكل النواة الاولى للاعتماد على الذات في التصنيع الحرب بدئا من الطلقة والقذيفة والبندقية والمدفع وصولا الى المنظومات الصاروخية النوعية بمختلف طرازاتها ومدياتها والطيران المسير بمختلف مهامه الراصدة والمقاتلة والقاذفة وليس آخرا منظومات الدفاع الجوي ليكون له الدور البطولي المشرف كجيش يمني ولاءه لله والوطن سطر اروع الملاحم البطولية طيلة ست سنوات من العدوان والحصار منتصرا على اعتى تحالف عدواني عالمي وبإمكانات ومهارات وخبرات يمنية بحتة.
الهدف الثالث:
رفع مستوى الشعب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وتعطل الهدفين السابقين حال دون ذلك بحرمان اليمن من استثمار ثرواته النفطية والمعدنية والسمكية وغيرها وايصاله الى حافة الفقر والمجاعة لتأتي ثورة 21سبتمبر برؤى وطنية لإعادة الاعتبار بالاهتمام بالاعتماد على الذات والتركيز على الزراعة والمشاريع الوطنية والابتكار والاختراع وتشجيعه في مختلف الحقول والمحافظة على التكافل الاجتماعي وبالرغم من الحصار والعدوان والاقتصاد الهش حافظت وبالامكانات المتاحة على متوى معين من العيش الكريم للمواطن اليمني وتشغيل منظومة المؤسسات للدولة واستمرار الحياة كما استطاعت دفع المرتبات وبشكل منتظم لعامين وحتى نقل البنك ولكافة اليمنيين الموظفين شمالاً وجنوباً.
الهدف الرابع:
إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد انظمته من روح الاسلام الحنيف.. ظل شعارات وقناعا لديكتاتورية وشمولية الحزب الحاكم الذي يسعى للتوريث وتقاسم النفوذ مع مراكز القوى القبلية والدينية التي تدور في فلكه على الرغم من بروز عشرات الأحزاب السياسية ومئات الصحف والمجلات.
لا تزال ثورة الحادي والعشرين تؤمن بسلميتها وشراكة كل أطياف الشعب واحزابه في المال والثروة ولعل اتفاق السلم والشراكة كان خير مثال لذلك وقد تم التآمر عليه وإفشاله بشن العدوان.
الهدف الخامس:
العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة حلم اليمنيين بتحقيق هذه الهدف في عام 1990م تحول الى كابوس في عام 1994م فالوحدة السلمية شاء فرضها بالقوة بعد ما شهدت الكثير من تصفية كوادر وقيادة الشريك الذي مال للاعتكاف والانفصال.
الهدف السادس:
احترام مواثيق الامم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الايجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم لعل جزءا من هذا الهدف هو ما استطاعت تجسده النخبة الانتهازية الحاكمة سابقا بحكم ارتهانها للخارج واملاءات ولاسيما احترام مواثيق الامم المتحدة التي تحولت الى أداة في يد أمريكا والصهيونية العالمية ان الحياد فلم يعد ايجابيا في ظل حكومة القطب الواحد لأمريكا وهرولة الانظمة العربية للاستجداء مرضاة رغبا ورهبا.
أخيراً:
تظل ثورة 21سبتمبر هي الأقرب والاكثر التصاقا بالحلم اليمني الجمعي وتحقيقه بتحقيق اهدافه الثورية عمليا على الواقع هذا الحلم الذي يراه الشعب يتحقق في تصحيح مسار ثوراته المتعاقبة في ثورته التصحيحية التي انطلقت في 21سبتمبر 2014م لا يزال غير مكتمل بسبب ظروف العدوان والحصار وهو يواجه تحديات وخصوم أخطرها الفاسدون الذين يتسلقون على اشلاء شهداء الثورة محاولين تصدر المشهد واقصاء الثوار الحقيقيين عنه ولكن مع وجود القيادة المسؤولة والكفؤة والعادلة والحازمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.