يعتمد السواد الأعظم من أبناء الشعب على محصول "البطاطس" الذي أصبح المصدر الثاني للغذاء في اليمن، ولأول مرة بدأت وزارة الزراعة ممثلة بالشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس، باستصلاح مساحات واسعة من الأراضي للتوسع في زراعة المحصول بمساحة تقدر ب200 هكتار، بواقع إنتاج 15 طناً للهكتار الواحد، أدى إلى تضاعف الإكثار والإنتاج بنحو 200% خلال ما يزيد عن خمس سنوات من الحرب والحصار. حيث كانت زيارة نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد، ومعه عدد من قيادات الدولة بينهم وزير الزراعة والري المهندس عبدالملك الثور، إلى محافظة ذمار خلال الأيام الماضية، أطلع خلالها على الإنجازات الزراعية كخطوات فعلية للرؤية الوطنية في مرحلة التعافي الاقتصادي، وتأمين الغذاء عن طريق إكثار بذور البطاطس مختلفة الأصناف، والبذور المحسنة من القمح والشعير وبذور الخضروات والبقوليات ذات الإنتاجية العالية، وصولا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي. في محافظة ذمار "سلة غذاء الجمهورية"، التقت "26 سبتمبر"، بنائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية، وعدد من المسؤولين في القطاع الزراعي، وخرجت بالاتي: ذمار-استطلاع: محمد العلوي-فهد عبدالعزيز كانت البداية مع نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية، محمود الجنيد، الذي أشاد بدور شركة إنتاج بذور البطاطس، كإحدى القطاعات الزراعية الحكومية التنموية،التي نهضت من تحت ركام الحرب، لتسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، وإنعاش القطاع الزراعي، بتوجهها الفاعل في إنتاج وإكثار وتسويق البذور عالية الجودة خلال الفترة الماضية من سنوات العدوان. وأضاف الجنيد، أن القطاع الزراعي المدخل الحقيقي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاكتفاء الذاتي، الذي تتطلع إليه بلادنا المرحلة الهامة. وبين الجنيد أن إعادة وتأهيل مشروع مزرعة رباط القلعة في عنس، المتوقفة عن الزراعة لأكثر من 18 عاما، خطوة ناجحة في مثل هذه الظروف الاستثناية من العدوان والحصار. وأكد أن الإنجازات التي حققتها الشركة في هذه المرحلة لم تتحقق خلال سنوات ما قبل الحرب، بفضل ثورة 21 سبتمبر، وإدارة الشركة التي تعي حجم المسؤولية والمهام الواقعة على عاتقها متجاوزة الكثير من التحديات، التي سعى تحالف العدوان أن يفرضها على كافة القطاعات الإنتاجية في اليمن. ولفت الجنيد بالقول:" في الوقت الراهن أصبحنا نعتمد على أنفسنا، سواء في الإنتاج، أو إصلاح المعدات الزراعية وصيانتها، منها ما كان تالفاً ومعطلاً منذ ما يقارب 20 عام، عندما توفرت الإرادة والجدية والتوجه الحقيقي، الذي يبعث عن الاطمئنان في الاكتفاء الذاتي". الاكتفاء الذاتي فيما أكد وزير الزراعة والري المهندس عبدالملك الثور، أن ما يتم إنتاجه حاليا من محصول البطاطس، وفي بعض المحاصيل أكثر من إنتاج سنوات ما قبل الحرب على اليمن. وأشار إلى أن شركة إنتاج بذور البطاطس، كانت ولازالت أحد أعمدة الغذاء بإنتاج ما يزيد عن 5500 طن من بذور البطاطس، وتوفير بذور للمزارعين ينتجون حوالي 300 ألف طن من البطاطس سنويا. وبين الوزير الثور أن الوزارة تبنت إستراتيجية لزيادة الإنتاج لبذور البطاطس، لاسيما بالأنسجة، وفق إنتاجية عالية ستضع حدا لما تبقى من عملية استيراد البذور. ولفت إلى أن ما يميز زراعة البطاطس في بلادنا ارتفاع المزارع عن مستوى سطح البحر، يجعلها ذات إنتاجية عالية، يصل إنتاج الهكتار الواحد إلى 40 طن، وهذا لا نجده إلا في مزارع هولندا. وثمن وزير الزراعة والري الجهود المبذولة من قيادة الشركة ممثلة بالمهندس همدان الأكوع، الارتقاء بالإنتاج، والاعتماد على البحوث العليمة لإنتاج البذور بالأنسجة، وإدخال عملية الإنتاج بواسطة البيوت المحمية" الشبك"، لأول مرة في اليمن، ليصبح البطاطس ثاني محصول بعد القمح في الغذاء. أولوية أساسية فيما أعتبر نائب وزير الزراعة والري، الدكتور رضوان الرباعي، أن الأمن الغذائي من القضايا والأولويات الأساسية، التي وضع قائد الثورة اهتماماته نحوها منذ اليوم الأول من العدوان على اليمن، إدراكا بأن الحرب تستهدف أبناء الشعب اليمني عندما اتجه نحو استقلالية قراره السيادي من التدخل الخارجي، مؤكدا أن ما تشهده الجبهة الزراعية من حراك تنموي وزراعي، هو بفضل التوجهات الصائبة لقيادة الثورة في تحقيق الأهداف المنشودة، وتعزيزا لمستويات الأمن الغذائي. وأكد نائب الوزير أن نسبة الاكتفاء الذاتي من محصول البطاطس ارتفعت خلال العام الجاري 30 - 40 % من الاحتياج الفعلي للبذور. وأفاد نائب الوزير أن محصول البطاطس، لم يصل إلى المستوى الذي وصل في الوقت الراهن من الإنتاج، إلا أننا نطمح لايجاد مشاريع عملاقة من الصناعات الغذائية، ومضاعفة الإنتاج المحلي في كافة المجالات، وهذا ليس بعيد أمام طموحاتنا أبدا. ودعا نائب وزير الزراعة أبناء الشعب اليمني إلى استشعار المسؤولية، والعمل وفق الزراعة التعاقدية لأنها الحل الطارئ والسريع لتحقيق نسب متقدمة في الأمن الغذائي، والاكتفاء الذاتي من الغذاء. نقلة نوعية من جهة أخرى، كشف مستشار وزارة الزراعة والري، المهندس يحيى إسماعيل الحوثي، عن خطة كانت معدة لوزارة المالية قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م، لتصفية شركة إنتاج بذور البطاطس، والإعلان عن إفلاسها، ولكن بفضل الله، وبنجاح الثورة، بدأ العمل والنهوض بواقع الشركة، لتحقق نجاحات كبيرة، استطاعت تسديد ما عليها من الضرائب التي تجاوزت 200 مليون ريال، وتقديم قروض للمزارعين بمئات الملايين. وأشاد الحوثي بدور الشركة خلال السنوات الماضية من العدوان في إكثار البذور وإسهامها برفد السوق المحلي بالبطاطس، المصدر الغذائي الذي اعتمد عليه المواطن بدرجة رئيسية، والإسهام الملموس في تخفيض فاتورة استيراد البذور، لتمثل نقلة نوعية بالاتجاه نحو إنتاج البذور بالأنسجة. إنتاجية عالية وبين مدير عام الشركة المهندس همدان زيد الأكوع، أن إدارته استجابت لتوجيهات قيادة الثورة ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بالاتجاه الفعلي نحو تحقيق الأمن الغذائي لأبناء الشعب اليمني. وأكد الأكوع أن التوسع في زراعة بذور البطاطس وزيادة الإنتاج بواسطة استصلاح مساحات واسعة من الأراضي، وإدخال أصناف جديدة من البذور، ورفع المستوى الفني، الا أن الكادر البشري هو أساس النجاحات التي تحققت، وفق قاعدة العمل "إنتاجية أكثر بتكاليف اقل". وأوضح أن الشركة عملت على تخفيف الأعباء عن المزارع، محققة إنتاجية عالية في تغطية المزارعين بالبذور، وفق معايير الجودة والمواصفات، خالية من الأمراض. وأعتبر الأكوع أن إعادة تأهيل واستصلاح مزرعة رباط القلعة بعد توقف 18 عام، وإعادتها إلى الإنتاج، خير دليل وشاهد على توجه ثورة 21 سبتمبر في تسخير الإمكانات لمصلحة التنمية الزراعية مع استمرار الحرب والحصار للعام السادس على التوالي. مسؤولية مشتركة وتناول وكيل وزارة الزراعة لقطاع تنمية الإنتاج الزراعي، المهندس علي عبدالكريم الفضيل، أهمية تفعيل موجهات القيادة الثورية في المجال الزراعي الهادف إلى رفع نسبة تحقيق الأمن الغذائي، وصولا للاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الزراعية. وأكد أن ما تشهده بلادنا في المجال الزراعي، هو بفعل التوجه الجاد لثورة ال21 من سبتمبر، شجعت أبناء المجتمع الاتجاه نحو الزراعة لتوفير الغذاء المحلي، للتقليل من فاتورة الاستيراد الخارجي وعدم التعويل على الاستيراد، هذا التوجه يبرهن جليا لمن لا يزال في قلبه شك، بأن بلادنا كانت مستهدفة ولا زالت في سيادتها وغذائها ومصدر قرارها السياسي. وأختتم الفضيل حديثه بالقول :" تحقيق الأمن الغذائي مسئولية مشتركة، تبدأ من المسؤول الاقتصادي في الدولة مروراً بالعاملين في القطاع الزراعي بما فيهم المزارع والقطاع الخاص وانتهاءً بالمستهلك". أصناف متعددة وعن تأهيل مزرعة رباط القلعة، أشاد مدير عام المزرعة المهندس بندر سرحان، بدور شركة بذور إنتاج البطاطس، في إعادة تأهيل المزرعة التي تقدر مساحتها ب48 هكتاراً، بعد توقف 18عام، تعرضت خلالها للإهمال والتدمير المتعمد. وأفاد سرحان أنه استلم مزرعة رباط القلعة في سبتمبر 2019م، أرضاً قاحلة، تعرضت للنهب تماما، وطمرت آبارها الستة، حتى لم يبق شيء يدل على الحياة، بما في ذلك المباني تعرضت لنهب جدرانها، وسياج المزرعة "الشباك الحديدية"، مبينا أن بعض المواسير الخاصة بسياج المزرعة تعرضت للنهب والسرقة، ولكن بالإرادة الصادقة من قيادة الشركة، ممثلة بالمهندس همدان الأكوع، عملنا على استصلاح المزرعة وإعادة تأهيلها من الصفر. وقال" تم إعداد خطة لإعادة تأهيل المزرعة، والبدء بحراثة الأرض كاملة وتهيئتها للزراعة،والقضاء على الأعشاب والحشائش الضارة، بالإضافة إلى تأهيل أحد آبار المزرعة وتشغيله، ليتم زراعة 4 هكتار خلال المرحلة الأولى بأصناف متعددة من بذور البطاطس، وبناء سكن للحراسة ومبنى للمضخة. وأضاف سرحان اتجهنا خلال المرحلة الثانية من التأهيل، باستصلاح 3 آبار في النصف الأول من العام الجاري 2020م، وتنفيذ الأبحاث الخاصة بالحبوب والبقوليات، بالإضافة إلى إدخال 36 صنفاً من بذور "القمح والشعير، البقوليات"، بهدف صيانتها وتقييم الأصناف المدخلة حديثا والإكثار منها، بالتنسيق مع هيئة البحوث، ومؤسسة إكثار البذور المحسنة، لزراعة 25 هكتاراً بأصناف القمح والشعير. وأشار إلى أن العمل جار لتطوير المزرعة واستكمال كافة التجهيزات لتكون مزرعة نموذجية، وفق الأسس العلمية في مختلف الجوانب الزراعية، معتبرا إياها رافدا مهما وأساسيا في تزويد المزارعين بأصناف بذور البطاطس والبقوليات والحبوب المحسنة ذات الإنتاجية والجودة العالية. زيادة الإنتاج وتناول مدير عام الإدارة العامة للرقابة على جودة مستلزمات الإنتاج الزراعي بوزارة الزراعة والري، المهندس عبدالله علي مسعود، أن البذور المعتمدة جوهر العملية الزراعية ومضاعفة الإنتاج، وتسهم في تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي. وأكد مسعود أن شركة إنتاج بذور البطاطس، أسهمت إلى حد كبير في عملية الإكثار من البذور بعد استيرادها من هولندا، كبذور أساسية، مبينا أن خلال المرحلة الراهنة اتجهت بإنتاج بذور البطاطس "صنف أوريت"، وغيرها من الأصناف ذات الإنتاجية العالية.. مشيراً إلى أن كمية الإكثار والإنتاج تضاعفت خلال السنوات الأخيرة من العدوان، بفعل توجه قيادة ثورة 21 سبتمبر، ومستوى وعي المزارع بأهمية الزراعة، وإدخال الطاقة البديلة مع استمرار منع التحالف إدخال سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة. ولفت مسعود في سياق حديثه إلى أن العام 2021م سيكون عاما لإنتاج بذور الخضروات، وافتتاح 9 مصانع لإنتاج الأسمدة المحلية في اليمن. التوسع بالإكثار وذكر المهندس الزراعي علي محرز، مختص تجارب في الإدارة العامة لوقاية النبات، أن الوضع الزراعي خلال السنوات الماضية اتجه للأفضل عن طريق استصلاح الأراضي والتوسع الزراعي باعتباره أساس التنمية المحلية بصورة رئيسية. وأكد محرز أن التوسع الزراعي برز وبشكل واسع جدا في محصول البطاطس بمحافظة ذمار، وإدخال زراعته في بعض المحافظات مؤخرا منها الجوف وريمة، في إطار التوجه الوطني لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، منوها بأنه رغم ما تعرضت مزارع بذور البطاطس من "اللفحة" بفعل الأمطار، متسببة بخسائر فادحة من المحصول، بخلاف بقية المحاصيل الأخرى "الطماطم والبصل"، بعكس محصول البطاطس الذي شهد استقرارا كبيرا وارتفاعاً ضئيلاً بالسعر في السوق المحلي، لكنه لا يمثل شيء أمام ما تعرضت له مزارع الشركة من "اللفحة". وأضاف محرز أن محصول البطاطس ثاني وجبة للغذاء بعد الحبوب في بلادنا، ولولا هذا المحصول لشهدت البلاد مجاعة قاتلة، أشبه بالتي حصلت في هولندا، أدت إلى وفاة أكثر من مليون مواطن هولندي في العام 1845م، بسبب "اللفحة"، التي ضربت محصول البطاطس في تلك الفترة. وبين ما يجعلني أشعر بالفخر أن شركة إنتاج بذور البطاطس أصبحت مرجعية علمية وزراعية لمئات المزارعين، بما تمتلكه من كوادر وباحثين مختصين، أسهمت بالحد من عملية الاستيراد للبذور بشكل كبير جدا، وفي فترة وجيزة جدا، مثلت انجازا نوعيا خلال سنوات الحرب والحصار. اعتماد كلي واستعرض مدير السوق المركزي للخضروات والفواكه في مدينة ذمار، الشيخ علي أحمد المأمون، دور الزراعة وأهميتها في توفير مختلف المحاصيل والمنتجات الزراعية المحلية وبكميات كبيرة من الخضروات والفواكه، سواء بالجملة أو التجزئة، والحمدلله نحن في اكتفاء ذاتي رغم العدوان والحصار المفروض على اليمن، إلا أننا نصدر لدول الجوار. وأشار إلى أن الوعي الزراعي خلال هذه الفترة، والتوعية المستمرة حفزت ودفعت المزارعين لاستصلاح الأراضي، الذي تصدر محصول البطاطس قائمة المنتجات المحلية الأكثر توفرا واعتماد الأسرة اليمنية على هذا المحصول الغذائي الهام، ساهم إدخال منظومات الطاقة البديلة وتشجيع الجهات الرسمية بتوفير البذور في زيادة الإنتاج وتقليل التكلفة.