أكد نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد عبدالله بن عامر أن جزء كبير مما يحدث اليوم في بلادنا ورد في تقارير بريطانية تعود الى مطلع القرن العشرين واثناء الحرب العالمية الأولى. وأشار إلى أن المنطقة العربية تعرضت للتقسيم في الوقت الذي كان هناك رؤية خاصة باليمن تقوم على تقسيمه الى عدة مكونات وأن السياسة التقسيمية البريطانية لم تقتصر على جغرافيا الجنوباليمني او ما كان يعرف بالمحميات بل أمتدت الى كل اليمن التاريخي ولهذا نجد أن هناك بصمات بريطانية واضحة في كل الحروب اليمنية السعودية بتلك الفترة إضافة الى الدور البريطاني في محاصرة السواحل واحتلال الحديدة. وقال بن عامر في حلقات اليمن الاستراتيجي على قناة اليمن الفضائية وكذلك في ندوة نظمتها دائرة التوجيه المعنوي أن هناك من يعمل على استنساخ المخططات البريطانية لتنفيذها اليوم منها على سبيل المثال محاولة فصل الساحل الغربي إضافة الى استدعاء مخططات التقسيم ومحاولة فرضها كأمر واقع وما على اليمنيين الا التسليم بها ومن بين تلك المشاريع ما كان يعرف بمشروع مستعمرة الحديدةعدن اضافة الى مشاريع اخرى كمشروع الركن الجنوبي الغربي ومشروع الامارة الشافعية ومشروع عزل اليمن الداخلي عن السواحل الغربية والجنوبية. وأكد عامر أن بريطانيا عملت على تكريس واقع معين في اليمن خلال فترة احتلالها للجنوب وذهبت نحو الحصول على تنازل من قبل الامام يحيى على عدن والقبول بوجودها في الجنوب وشرعنة ذلك الوجود وعندما لم تحصل على ذلك ذهبت نحو تفعيل ما ورد في تقارير ضباطها المختصين بالشأن اليمني ومن ضمن ذلك الحصار ومحاولة فصل الساحل عن الجبل أو محاصرة الهضبة الجبلية وإقامة مكونات في الشمال تشبه الى حد ما المحميات في الجنوب وأن هذا المشروع فشل ثم حاولت طرحه مجدداً اثناء مرحلة التسينيات من خلال تقسيم الشمال وضم جنوب الشمال الى المحميات الجنوبية. وقال عامر أن اليمن تعرض لمحاولات التقسيم طوال القرن العشرين حتى فترة ما بعد الوحدة وأن هناك مشاريع تقسيمية حاولت القوى الأجنبية تنفيذها خلال مرحلة الحرب الملكية الجمهورية وكذلك في مرحلة الرئيس الحمدي وايضاً بعد إعادة تحقيق الوحدة وصولاً الى ما يحدث اليوم. هذا ومن المتوقع ان يصدر كتاب (تقسيم اليمن بصمات بريطانية) خلال الاسابيع المقبلة.