تناولت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ما قالت إنه ازدهار وراء الأبواب المغلقة في التعاون بين الإسرائيليين والعديد من دول الخليج وعلى رأسها السعودية التي تنفي رسميا أنها تجري أي أعمال تجارية مع إسرائيل. وكشفت المجلة في تقرير أن التعاون الأبرز هو في المجال الأمني ومراقبة شبكات التواصل الاجتماعي. ونقلت المجلة عن إليزابيث تسوركوف، الزميلة في معهد "نيولاينز للاستراتيجية والسياسة"، قولها إن التعاون التجاري حتى الآن كان في تقنيات المراقبة، والتي قد تنمو ولكن بتكلفة. وأضافت: "سيزيد ذلك من القدرات القمعية لدول الخليج، وقدرتها على تعقب المنشقين ومراقبة اتصالاتهم الخاصة. لذلك، فإن من المرجح أن يكون التعاون الإسرائيلي الخليجي ضارا جدا بالحريات السياسية". وقالت إليزابيث تسوركوف، الزميلة في معهد "نيولاينز للاستراتيجية والسياسة"، إن الشركات العربية ستتردد في شراء المنتجات الإسرائيلية بشكل أساسي لأنها لا تريد "تنفير الزبائن". وقالت إن التعاون التجاري حتى الآن كان في تقنيات المراقبة، والتي قد تنمو ولكن بتكلفة. قالت تسوركوف: "سيزيد ذلك من القدرات القمعية لدول الخليج، وقدرتها على تعقب المنشقين ومراقبة اتصالاتهم الخاصة. لذلك، فإن من المرجح أن يكون التعاون الإسرائيلي الخليجي ضارا جدا بالحريات السياسية". ويقول ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق، شموئيل باربأنه فوجئ بشكل سار عندما تلقى مكالمة عبر تطبيق واتساب من السعودية. لقد كان الأمر مفاجئا تماما، كما قال، وأيضا تأكيدا على التقدم التدريجي الذي حققته إسرائيل في بناء علاقات مع دول الخليج المعادية تاريخيا. ويقول عزيز الغشيان، المحلل في علاقات السعودية بإسرائيل، إن نيوم تعتبر الساحة الجديدة التي قد يتعاون فيها البلدان بعد ذلك. وقال: "بشكل عام، تتجه السعودية نحو تحويل اقتصادها وجعله معتمدا على التكنولوجيا أكثر من اعتماده على النفط، ويمكن لإسرائيل المساعدة في ذلك.. وما تعنيه نيوم هو أن الحافز للسعودية وإسرائيل للتعاون بشكل علني يتزايد. كما أنه يشير إلى أنه إذا كانت للسعودية وإسرائيل علاقات طبيعية أو علاقات مفتوحة من نوع ما، فسيكون ذلك بدافع من الازدهار السعودي وليس مواجهة إيران". وقال يوئيل جوزانسكي، الباحث البارز في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، إنه بينما لا تزال العديد من الصفقات سرية، فإن العلاقات الآن علنية أكثر من ذي قبل. وقال لمجلة فورين بوليسي: "إسرائيل تحصل على الشرعية، من الخليج، والآن لم يعد من الضروري لإسرائيل أن تختبئ في الخليج كما كانت في السابق". وأضاف جوزانسكي إنه علاوة على ذلك، فإن عداء بايدن تجاه محمد بن سلمان بسبب مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، وبشكل عام بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة وكذلك الإمارات ومصر، يعمل في الواقع على تعزيز العلاقات. "العلاقات المتوترة بين واشنطن والرياض تؤدي إلى تشكيل رباعي جديد؛ إسرائيل والسعودية والإمارات والبحرين. قد نراهم يقتربون بينما يدير بايدن البيت الأبيض". وقال محللون إسرائيليون آخرون إنهم قلقون من أن إسرائيل قد تفقد نفوذها في الخليج في ظل رئاسة بايدن. فعلى مدى عقود، حسنت الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل لطلب عفو أمريكي عن تجاوزاتها في الداخل. ولكن بما أن إسرائيل نفسها موضع تمحيص لبايدن الآن، فإنها بالكاد تستطيع التوسط لهم لدى أمريكا.