ما بني على باطل فهو باطل وهذا يتجلى واضحا في تساقط التحالف الأمريكي السعودي البريطاني على الشعب اليمني وأخر مظاهر صراعاته ما ظهر إلى العلن بين النظام السعودي والإماراتي . هم في الحقيقة لا يختلفون على مبادئ أو قيم ولا يختلفون على مصالح تخصهم بل لإرضاء من يوفر لهم الحماية ابتداء ببريطانيا مرورا بأمريكا وانتهاء بإسرائيل . في عدوانهم على اليمن أراد الطرف السعودي والإماراتي أن يقدم كلا منهما نفسه انه الأكثر دهاء ومكرا واقتدارا على تحقيق مصالح أسياده وفي هذا تفوقت محمية ابو ظبي وأخواتها من مشيخيات ساحل عمان وظهر السعودي بأنه ضخم الجثة لكنه قليل العقل وبالتالي صارت مشيخية دويلة الأمارات هي من يسند لها الدور الأكبر لتزداد إيغالا في مستنقع العمالة والارتماء في أحضان الحامي الوهمي الجديد كيان العدو الصهيوني وهنا تبرز خطيئة هذه الدويلة الطارئة في الجغرافيا وعلى التاريخ وانتقلت من موقع الحليف الصغير لإل سعود إلى موقع المواجهة في أطار الدور الذي منحه لها الحماة . من كان يتصور قبل سنوات أن تقف دويلة الإمارات في وجه النظام السعودي مع ان هناك من يبرر مثل هذا الوقوف – ولكن هذا ليس موضوعنا- موضوعنا الحقيقي هل لخلاف زيادة انتاج النفط او نقصه بين محمد سلمان ومحمد زايد تأثير على تحالف حربهم العدوانية علي اليمن ؟.. بكل تأكيد في السياق العام ..لا على الاقل في المدى المنظور لان عدوانهم على اليمن لا علاقة له بخلافاتهم او صداقاتهم فهم ينفذون مخطط الاسياد الحماة. ما يشتط له غضبا النظام السعودي هو قدرة الاماراتي على تقديم نفسه انه الافضل وهذا ظاهر في الرضاء الامريكي على ما تقوم بها هذه الدويلة كونها محتلة لموقع اليمن الاستراتيجي ونقصد تحديدا السواحل والجزر وما بينهما من ممرات مائية واطلالات على بحرين ومحيط وبالمقابل اصبح السعودي رغم الارقام المهولة لشراء الاسلحة عبء على امريكا وحلفائها الغربيين لأسباب تتعلق بهذا الجانب وجوانب اخرى لكنها اقل أهميه ويسهل التعاطي معها تبريرا أو أيمانا أو إخفاء اضافه الى ان الامارات ضاعفت مكانتها الوهمية بالتطبيع مع اسرائيل وعلى نحو لا حدود له . مالم تحسبه الامارات والسعودية وربما أمريكا وبريطانيا ان هذا لن يدوم وان المتغيرات اكبر من المخططات والاجندة الامريكية الصهيونية التي بات واضحا أنها وصلت إلى نهايتها والتحولات التي تجري في المنطقة والعالم لن تترك وقت لاستمرار هذا العبث المدمر في منطقتنا ولكن هذا لا يعني الركون الى هذه المتغيرات والتحولات ولكن تحتاج الى العمل والجهد والاهم الوعي لأنهاء هذه الفوضى في اليمن ومنطقتنا ولن يتحقق ذلك الا بزوال كيان العدو الاسرائيلي ومحميات شبه الجزيرة العربية والخليج .