تعلمنا من شهدائنا ايقونة التواضع لأهل الفكر وقيثارة لكل مؤمن مجاهد وهبوا دماءهم رخيصة في سبيل الله، سعوا بأجسادهم إلى نيل الشهادة دفاعا عن العرض والارض والوطن وعن المستضعفين تاركين ملذات الدنيا الفانية وشهواتها مرضاة لله الواحد القهار، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه في قتال المعتدين وخونتهم وبصماتهم في كل الجبهات عزة وكرامة واستبسال وايثار لرفع الظلم عن شعبنا اليمني الصابر، فلم يرضخوا ولا حنت رؤوس هاماتهم الا لله عز وجل لا غير.. والعطاء سمة بارزة من سمات الانبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعن والأئمة والأولياء والقادة والعظماء، فحياة الأنبياء والأئمة كلها عطاء في عطاء فرسالتهم في الحياة هي العطاء والتي تشمل كل جوانب العطاء الروحي والمعنوي والديني والفكري والتربوي والسلوكي.. وكذلك القادة والزعماء لا يمكن ان يكونوا كذلك الا بالعطاء لمجتمعاتهم وامتهم والا فانهم قادة وزعماء مزيفون لا يرتبطون بواقع العطاء في مجتمعاتهم.. ومما يؤسف له حقا ان كثيرين من الناس لا يهتمون الا بقضاياهم الخاصة ومصالحهم الشخصية ولا يعيرون لقضايا للمجتمع او الامة اية اهمية ولذلك يأتون الى هذه الحياة الدنيا ثم يذهبون الى العالم الاخر وكأنهم لم يأتوا ولم يولدوا ولم يعيشوا في هذه الحياة، فرسول الله الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وآله غير حال العرب من الظلم والمعاناة والقهر والجهل والضلال بإتباعها رسول الرحمة المهداة الرؤوف الرحيم بالمؤمنين وجاء بعده الامام علي بن ابي طالب عليه السلام الذي اكمل ترسيخ معالم الدين الاسلامي الحنيف ومبادئه السمحاء ونشر ثقافة وقيم العدالة الحقة ومكافحة الفساد والمفسدين سلام الله عليهم اجمعين.. وهناك من الناس من يهتم بقضايا مجتمعه وامته ويعمل على تنميته وتطويره والارتقاء به نحو الافضل والاحسن والمساهمة في رقي المجتمع الإسلامي نحو مدارج الكمال فضحى بنفسه وماله وأهله, بل وحياته كلها من أجل الارتقاء الحضاري والحقيقي بأمة الإسلام ومنافسة الأمم الأخرى والسعي للتفوق عليها جميعا وهذا ما فعله شهداؤنا ومجاهدونا في اليمن ومحور المقاومة الذين اقتدوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبأمير المؤمنين علي عليه السلام وأهل بيته لمن كان له قلب سليم أو ألقى السمع وهو شهيد نفسنا نستذكر حياة شهداءنا سنجد حياتهم كلها عطاء متواصل من أجل خدمة قضايا أمتنا ونشر رسالة الخير والسلام والتضحية بمصالحهم الشخصية من أجل مصلحة شعبنا العظيم والصبر على الجراح والمعاناة من أجل إسعاد الآخرين ورفعة وعزة وكرامة اليمن، ومهما فعل المعتدون وخونتهم في طمس الحقائق وحجب وستر مآثر شهدائنا العظماء من الاشراق والانتشار فكانت حياتهم عطاء دائماً وتضحية من أجل قضايا الأمة والحفاظ على اليمن.. فالإنسان يكون كبيراً بعطائه المتواصل وتفانيه من أجل تنمية مجتمعه والسعي لتقوية أمته وكلما كبر عطاء الإنسان كبر حجمه ومكانته عند الله سبحانه وتعالى وعند خلقه.. فلتكن حياتنا كلها عطاء ولنقتدي بالرسول محمد صلى الله عليه واله من اجل ان يكون الاسلام في رفعة والمسلمون في تطور وتقدم وازدهار، وان يعيش الناس في سعادة واطمئنان فسخاء أبطالنا من الجيش هي أفضل خصال الفرد ومن أفضل مكارم الأخلاق اذ يساهم في بناء المجتمع وتقويته ويكفينا فخراً تضحيات أبنائنا وإخواننا في جميع الجبهات والذين مثلوا السخاء في أروع صوره وطبقوا الأقوال بالأفعال فسلام الله عليهم وحفظ الله قائد مسيرتنا القرآنية وجيشنا ولجاننا الشعبية وجميع شرفائنا الاحرار في وطننا الغالي اليمن والرحمة لشهدائنا العظام والشفاء لجرحانا والخلاص لأسرانا والعزة والمنعة والنصر لليمن.