قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان البناء المؤسسي للدولة هو الكفيل بتجاوزات كل السلبيات التي رافقت سنوات العدوان والحصار ما يستدعي وضع برنامج اقتصادي فعال ومزّمن لتحقيق ذلك تشارك فيه كل مكونات المجتمع بأطيافه السياسية كون الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والوضع المؤسس المزري يشكلان العائق الأبرز لتحقيق الطموحات. وأضاف البروفيسور الترب هناك توجهات جادة وبرامج اقتصادية يمكن ان تكون فعالة خاصة ان الإرادة السياسية متوفرة وعلينا ان نعرف ماذا نريد ومن اين نبدأ وما هي الأولويات في تنفيذ البرامج ونبدأ بتفعيل مبدأ النزاهة فعدن تحقيق النزاهة يغيب الفساد ولهذا لا بد من تعزيز قيم النزاهة مِن أجلِ نشر ثقافة مكافحة الفساد وترسيخ أخلاق النزاهة في تطبيق مبدأ الثواب والعقاب كذلك فَإنَّ مكافحة الفساد تحتاج إلى التعاون والتنسيق لكشفه ومحاصرته وقطع خطوط التعاون بين مرتكبيه والرشوة هي مفتاح كُلّ الآفات وكل الانعكاسات المدمّرة لكيان المجتمع بفضل ما تقدمه من تسهيلات لخرق القانون والتحايل عليه. وأشار البروفيسور الترب الى انه يجب التأكيد على أهميّة دور الدولة في النهوض الاقتصادي والحد من الأزمات المالية والاقتصادية وضرورة وجود برنامج اقتصادي وطني يتناسب مع بيئة الاقتصاد اليمني وتوفير البدائل التمويلية المناسبة للاقتصاد في سبيل التخلص من إملاءات المؤسّسات الدولية المالية والنقدية وامتلاك القرار الاقتصادي لتجنيب الاقتصاد ويلات الاقتراض الخارجي والارتهان للخارج. ونوه البروفيسور الترب ان الإصلاح الاقتصادي هو المدخل لاصلاح بقية الأوضاع فالعمل على تفعيل القطاعات الاقتصادية الواعدة لتحقيق زيادة وتنوع في مصادر الإيرادات الحكومية ل تحقيق النمو الاقتصادي المنشود وتجنب أثر الأزمات المالية والاقتصادية العالمية وضرورة بناء علاقات اقتصادية إقليمية ودولية قائمة على تبادل المصالح والمنافع المشتركة . وقال البروفيسور علينا ان نستغل حالة الهدوء واستتباب الأمن الذي تشهده المحافظات و المناطق الحرة للبناء المؤسسي بعكس ما تشهده المناطق الواقعة تحت الاحتلال من تمزيق وتدمير واقتتال وتصفيات خدمة لاجندة العدوان فالتطورات والاحداث في الجنوب متسارعة، لكن أخطرها ما يجري في شرق البلاد، في حضرموت وشبوة، على مناطق الطاقة، حيث تشهد محافظة حضرموت توترات غير مسبوقة في ظل تحركات اماراتية سعودية للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط التي تتصارع عليها مليشيات الإصلاح التابعة للسعودية، ومليشيات الانتقالي التابعة للامارات وبين هاتين الكتلتين، توجد قوة ثالثة وهي حلف قبائل حضرموت التابعة للسعودية، تطالب بإنهاء السيطرة العسكرية الإماراتية على المحافظة، بالتزامن مع تحركات سعودية لإزاحة الإصلاح والانتقالي معا من المحافظة. وأضاف البروفيسور ايضا مدينة عدن ومحافظات الجنوب أوضاعا اقتصادية وأمنية مضطربة وسيئة للغاية، يكتوي بنارها المواطنون البسطاء. فقد وصلت أوضاع المجتمع إلى حالة من الاستياء العام، وغليان شعبي متزايد، واستنكار، وفقدان الثقة بهكذا نخب سياسية تابعة لدول العدوان تقود الأوضاع لمزيد من الانهيار وتعميق الأزمة، وتفخيخ الأجواء بالصراعات الداخلية والاحتراب والاقتتال والتصفيات، وانتشار الجماعات الإرهابية.