قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان اليمن يمر بمرحلة غاية في التعقيد خاصة مع استمر مراوغة دول العدوان في تثبيت الهدن وصناعة السلام وإبقاء اليمن في مرحلة اللا حرب واللا سلام حيث نجد تحالف العدوان خلال فترات الهدن يلجأ لإدارة سياسات وصناعة أزمات في الجوانب الإنسانية ضد الشعب اليمني المكلوم والمبتلى بمشروع استعماري عبثي، وهذا ناتج عن حقد دفين ومكابرة وإرضاء للعدو الصهيوني المؤقت وللدول الغربية. وأضاف البروفيسور الترب ان اليمن يمتلك اليوم من القوة ما يكفي لصنع السلام المنشود فمن حكمة القيادة انها وخلال سنوات العدوان ابقت يد السلام ممدودة مع الأعداء ..السلام الذي يحفظ لليمن سيادته واستقلاله ووحدته وسلامه أراضيه وعدم التدخل في شئونه الداخلية وبما يضمن الوصول إلى سلامٍ شامل وهذا كلّه طبعا مرهون بصدق النوايا لقادة تحالف العدوان وبما يحقق المصلحة للمنطقة وشعوبها وفي المقدّمة المصالح الإقليمية والدولية و قد حذر وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي دول تحالف العدوان من أي التفاف، أو مناورات في التعاطي مع هذه التفاهمات لأن أي نقض أو مراوغة لأي اتفاق أو تفاهم سيعود بالخسران عليها وستوقعها في مآزقٍ لا نهاية لها. وأشار البروفيسور الترب الى ان اليمن اصبح اقوى واجدر على حماية مصالحه ولا يحتاج الى أحد وعلى دول العدوان وكما قال وزير الدفاع أن يتعلموا من الدروس السابقة، لأن بنادقنا ومدافعنا وصواريخنا ومسيراتنا جاهزة، وعليهم التأكد أن المعارك المقبلة لن تكون داخل اليمن كما يتوهمون، بل ستكون في مفاصل عمق العدوان، والتي سيجعلها تدرك جيداً معنى الألم الكبير وزمن الوصاية على اليمن قد ولّى وإلى الأبد ولا مكان لأي قوات غازية ومحتلة على أرضنا براً وبحراً وجواً. ونوه البروفيسور الترب ان الوقت أيضا قد حان للمضي قدما في البناء المنشود لتحقيق تطلعات وآمال من ضحوا بأنفسهم ليبقى اليمن قويا وعزيزا وإطلاق مشروع مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً ولا تقصي أحداً إلّا من تلطخت أيديهم بدماء أبناء اليمن، فالوطن يتسع لجميع أبنائه الوطنيين الشرفاء والأحرار ويجب تضافر كافة الجهود الرسمية والشعبية لتحقيق المشروع الوطني المنشود الملبي للحاجات والتطلعات الشعبية في ظل هذه المرحلة التاريخية التي تمر بها البلاد لأن بناء الدولة هو السلاح الأكثر فعالية وقوة في مواجهة العدوان وهو الحلم الذي يطمح إليه أبناء الشعب اليمني بكل توجهاته وفئاته ومكوناته فدول الهيمنة الخارجية سابقا ودول العدوان حاليا حرصت طوال العقود الماضية على إبقاء اليمن بلا دولة، لكي يكون بلدا ضعيفا وفقيرا وممزقا وبلا سيادة وبلا استقلال لكي يظل خانعا تحت الهيمنة والوصاية الأجنبية وهذا لن يعود مهما كانت التضحيات فالشعب اليمني لم يعتد على أي دولة وهو تواق للسلام العادل والمشرف والمنصف والندي وفي ذات الوقت توّاق لأخذ الثأر ومحاسبة المعتدين فالقوة هي من ستصنع السلام ودول تحالف العدوان لن ترتدع وترحل من اليمن إلا بالقوة ولدينا ما يكفي لتحقيق ذلك.