بحذر شديد تراقب الحكومة الإسرائيلي برئاسة إيهود أولمرت الوضع الحاصل في لبنان والمسيرات التي تنظمها المعارضة اللبنانية لإسقاط حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. وبحثت الحكومة الإسرائيلية المصغرة موضوع قضية قرية الغجر اللبنانية وإيجاد حل لهذه القرية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية بشكل كامل. ومن المقترحات التي ستناقشها الحكومة اليوم نقل المسؤولية الأمنية عن القرية وتحديدا الجزء الشمالي منها لقوات الأممالمتحدة الدولية بينما تبقى المسؤولية المدنية بيد إسرائيل. وتهدف هذه الخطوة إلى دعم صمود حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. وهناك خلاف حول هذه القرية بين سوريا ولبنان وخاصة أن "الخط الأزرق" الذي رسمته الأممالمتحدة قسم القرية إلى جزئين سوري ولبناني. وذكرت مصادر إسرائيلية أن بحث موضوع قرية الغجر هو سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحكومات الإسرائيلية. وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن هذا التحرك لحكومة اولمرت يأتي تزامنا مع التظاهرات التي تشهدها لبنان لإسقاط حكومة فؤاد السنيورة. وبحسب الصحيفة فأن الحكومة الإسرائيلية ترى أن ضوءا أحمر انبعث من لبنان في أعقاب التظاهرات وهناك خشية من تحول أول دولة عربية "لبنان" إلى ولاية تابعة لإيران وبالتالي تسعى إسرائيل لخطف الأضواء من خلال إثارة موضوع قرية الغجر والاعتراف بحق لبنان في مزارع شبعا. وتجدر الإشارة إلى أن سكان قرية الغجر هم من الإسرائيليين ومن الاقتراحات المعروضة لحل القضية إخلاء الإسرائيليين المتواجدين في القسم الشمالي التابع للبنان إلى القسم الجنوبي التابع لسوريا ودفع تعويضات لها. وعرضت أجهزة الأمن الإسرائيلية قبل عدة أشهر على الحكومة الإسرائيلية خطة توصي بإخلاء القسم الشمالي من قرية الغجر الواقع في الأراضي اللبنانية وتدمير منازل سكانه ودفع لهم تعويضات مالية وفق قانون تعويض مستوطني قطاع غزة. ودعا اقتراح آخر إلى بناء جدار يفصل بين شقي القرية ونقل السكان إلى الشق اللبناني أو نقلهم إلى الشق السوري الذي تسيطر عليه إسرائيل. من جهة ثانية نقلت صحيفة هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع قوله، نهاية الأسبوع، غداة نشر تقرير مجموعة دراسة العراق، أن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أوضح لرئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أنه لا ينوي "إخراج سوريا وإيران من محور الشر". وقد شكلت مجموعة دراسة العراق التي ضمت أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي برئاسة وزير الخارجية الأمريكي السابق، جيمس بيكر، وعضو مجلس النواب الديمقراطي ليي هملتون، الرئيس السابق للجنة الخارجية التابعة لمجلس النواب، لإعادة النظر في السياسية الأمريكية في العراق بعد أن ثبت فشلها. وقال بيكر في مقابلة مع شبكة تلفزيون "إي بي سي" أن اللجنة ستقترح على البيت الأبيض التخلي عن سياسة "الخصام" وبدء محادثات مباشرة مع سوريا وإيران. وقال بيكر أن " الحوار مع أعدائنا سيعتبر مصالحة". وكشف أن الطاقم أجرى محادثات مع ممثلين عن الدولتين فيما يتعلق بمستقبل العراق. وستقدم اللجنة التي أقيمت في شهر مارس/آذار توصياتها للرئيس الأمريكي وسيتم عرضها في مؤتمر صحفي، يوم الأربعاء القادم. وحسب المصدر السياسي الرفيع فإن بوش تعهد "بالتمسك بموقف إدارته بعدم تغيير سياستها اتجاه إيران طالما تتمسك بقرارها، المضي في برنامجها النووي". ويضيف: "سوريا مطالبة بسحب يدها من لبنان والتوقف عن دعم حزب الله، كشرط لتجديد الاتصالات معها". ويضيف "التطويق الذي يقوم به حزب الله على حكومة السنيورة، الذي يحظى بتأييد الرئيس بوش، وأيضا مقتل الوزير بيير الجميل، يقلصان فرص تغيير سياسة الإدارة الأمريكية اتجاه سوريا".