قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب انه لم يعد خافيا على احد الدور الأمريكي والبريطاني في الحرب على اليمن منذ بدايتها قبل ما يقارب التسع سنوات حيث عملتا وبشكل مباشر في دعم تحالف العدوان وتزويده بالسلاح والمعلومات والدعم اللوجستي في اطار خططهما الاستعمارية في السيطرة على اليمن وموقعه الجغرافي . وأضاف البروفيسور الترب إن المتابع للشأن اليمني يعلم جيداً أن الولاياتالمتحدةالامريكية وبريطانيا ومنذُ بداية العدوان على اليمن كانتا متورطة حتى النخاع في الحرب على هذا البلد، ومهما حاولتا استخدام التكتيكات التي يعتمدها السياسيون الأمريكيون والبريطاني بالادعاء بأن واشنطن ولندن ليستا طرفا في النزاع، وأنهما ليس لهما تأثير كبير على التحالف بقيادة السعودية، والظهور بمظهر أنهما تفضلان الحل الدبلوماسي للصراع فإن الحقيقة واضحة وضوح الشمس وهي أن أمريكا وبريطانيا شريكتان أساسيتان في العدوان على اليمن بل إنهما يعملان على إطالة أمد الحرب في اليمن للمتاجرة بارواح اليمنيين واستنزاف خزائن دول الخليج. وأشار البروفيسور الترب الى أمريكا وبحسب ما يتابع الكل وينشر في مختلف وسائل الاعلام تسعى إلى تكريس نفوذها وتعمل على توطيد دعائم السيطرة على منابع الثروة النفطية اليمنية وجزرها الاستراتيجية الواقعة داخل دائرة السيادة اليمنية الجغرافية، ومن أبرز الأنشطة المشبوهة لقوى العدوان الأمريكي في اليمن هو النشاط الأخير في محافظة حضرموت، والتي جعلت منها تلك القوى أرضاً خصبة لبذر نواة الاحتلال، ومرتعاً مفتوحاً للوفود العسكرية الأمريكية، وبؤرة لأعمالها القذرة والشيطانية وهنا يتضح جلياً أن الأمريكي يحاول إخضاع الجغرافيا اليمنية للهيمنة الأمريكية السعودية ، أي إن المراد هو أن تكون السلطة السياسية في اليمن منسجمة كلياً وخاضعة كلياً لسلطة الأمريكان، أو بعبارة أخرى لا يجب أن يترك اليمن خارج المنظومة الأمريكية ويجب أن يفقد استقلال قراره وأن يتم صهره لصالح (السعودية) من اجل تكريس المشروع (الأمريكي – الصهيوني) في المنطقة ، فدعم الأنظمة العميلة والرجعية لتنفيذ مشروع " شرق أوسط جديد" في هذه المنطقة المهمة والحساسة من العالم من ابرز الأهداف الامريكية. واكد البروفيسور الترب ان اليمن مقبلة على مرحلة مفصلية فبناء الدولة هو السلاح الأكثر فعالية وقوة في مواجهة العدوان والتحديات الداخلية وفق رؤية وطنية جامعة تهدف إلى بناء وإصلاح مؤسسات الدولة وإرساء قواعد العمل المؤسسي والعمل على تعزيز عوامل الصمود على مختلف الأصعدة والمجالات وتعويض اليمن الحرمان الذي عاشه نتيجة الهيمنة الخارجية من دول العدوان التي حرصت طوال العقود الماضية على إبقاء اليمن بلا دولة، لكي يكون بلدا ضعيفا وفقيرا وممزقا وبلا سيادة وبلا استقلال لكي يظل خانعا تحت الهيمنة والوصاية الأجنبية. وأضاف البروفيسور الترب علينا التفكير اليوم بالبناء والتنمية و أهمية تضافر كافة الجهود الرسمية والشعبية لتحقيق ذلك في ظل هذه المرحلة التاريخية التي تمر بها البلاد وهو الحلم الذي يطمح إليه أبناء الشعب اليمني بكل توجهاته وفئاته ومكوناته ..فالبناء والتنمية هما أساس الاستقرار والعيش الكريم لكل فئات المجتمع خاصة ان اليمن لديها من الثروات ما يمكنها ان تكون في مصاف دول المنطقة . ونوه البروفيسور الترب الى ان اليمن قادر على النهوض من تحت الركام فمثلما بناء قوات مسلحة محترفة وقادرة على حماية السيادة والدخول بندية مع الدول الكبرى فأنها قادرة أيضا على تحقيق طموحات الشعب في المجال الاقتصادي الذي يعد الركيزة الأساسية للاستقرار. واختتم البروفيسور الترب تصريحه بالقوال ان الكل يدرك موقف اليمن الثابت من القضية الفلسطينية وانها بمساهمتها في الحصار على الكيان الصهيوني باستهداف السفن المرتبطة بالكيان لا تعيق الملاحة الدولية كما يدعون وأمريكا تريد الحفاظ على الملاحة الإسرائيلية في المنطقة وان استقرار المنطقة مربوط بقرار وقف العنتريات والعدوان على غزة.