تلعب الحرب من الجوانب النفسية والإعلامية دورًا حاسمًا في التأثير على نفسية الأفراد والجماهير خلال الحروب المسلحة نتيجة ما تتضمنه هذه الصناعة من استخدام لوسائل الإعلام التي توظف لصناعة الانتصارات والنجاحات الوهمية، وتضفي عليها صور من القوة والتفوق في وجه الأعداء.. ويتمثل الهدف الرئيسي لصناعة "وهم الانتصار" في خلق صورة إيجابية وقوية عن قوة تحالف العدوان وتحقيق نجاحات وهمية أو تضخيم الإنجازات الصغيرة لتحقيق تأثير نفسي على الشعب المستهدف.. ويتم ذلك من خلال استخدام التكتيكات الإعلامية المتقدمة مثل إطلاق الشائعات الإيجابية، وتشويه سمعة العدو، وتضخيم أحداث النصر، وإخفاء الهزائم الحقيقية. وتجري صناعة "وهم الانتصار" من خلال العديد من الوسائل مثل الإعلام التلفزيوني، الإذاعي، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تمولها وتستخدمها دول العدوان لهذا الغرض من خلال فرق العمليات النفسولوجستية التي تعمل على تشجيع وتعزيز هذا الوهم. ومن الضروري أن نشير إلى أن صناعة "وهم الانتصار" لها تأثيرات سلبية أيضًا، على شعوب دول العدوان.. كما يمكن أن تؤدي إلى نقص الثقة بين الشعوب وحكوماتها نتيجة عدم تحقيق النصر وكم المغالطات على حساب الحقيقة والعدالة. وهو ما برز جليا في محاولات وسائل إعلام تحالف العدوان وذبابه الالكتروني حول معادلة (البنك بالبنك.. والمطار بالمطار.. والميناء بالميناء) التي نزلت على شعوب دول العدوان ومرتزقتهم كالصواعق القاصمة وانعكس ذلك في مستوى أدائهم الإعلامي بصورة عامة. ويمكن القول إن صناعة "وهم الانتصار" تعد من جوانب الحرب النفسية المهمة التي تهدف إلى تحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للأطراف المتنازعة، على الرغم من التأثيرات السلبية التي قد تنجم عنها.