اليمن دولة بحرية بامتياز وهي معنية بإعداد ذاتها وقدراتها لبناء واعداد استراتيجية بحرية تضمن لها كل فاعلية ممكنة , وتحقق لها الحظوة بمقدرات بحرية نوعية , وهذا ما ينبغي عليها أن تعد نفسها وقدراتها لتحقق تفوقاً ملحوظاً في التسليح من كافة النواحي , وتهتم بمنظومة التأهيل البحري المتكامل . ويعتبر الساحل الغربي نقطة قوة وهي ثغرة يجب أن تنال ما تستحقه من اهتمام ومن تطوير اساليب ووسائل وانماط الحرب البحرية الناجحة .. ونحن إذ نستعرض الاستراتيجية اليمنية للدفاع عن الساحل الغربي لليمن ودور القوات المسلحة اليمنية لخوض الأعمال القتالية للدفاع عن حقها وسيادتها في مياهها الإقليمية وجزرها وشواطئها' ودعماً وإسناداً للمقاومة في غزة وكالتزام إنساني خالص ضد حرب الإبادة والتطهير العرقي والظلم الذي يمارسه الكيان المحتل على إخواننا في فلسطين ولبنان .. إن عملية الدفاع عن السواحل في ظل التهديدات المعادية الكبيرة التي تتعرض لها الجمهورية اليمنية في معركة اسناد الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني في البحار واليابسة.. فقد نفذت القوات اليمنية مناورة بحرية متكاملة مؤخراً والهدف تمرين القوات على خوض المعركة الحديثة المشتركة التي اشتركت في تنفيذها نماذج من صنوف القوات المسلحة اليمنية البرية والبحرية والجوية.. ان عملية الدفاع عن السواحل والجزر والأهداف الحيوية في الساحل الغربي للجمهورية اليمنية في إطار ونظم وأحكام القانون الدولي البحري سلماً وحرباً ضد الإنزال البحري المعادي هي مجموعة من الاعمال القتالية المشتركة والمنسقة مع بعضها بالنسبة للهدف والوقت والمكان وهي عملية مشتركة بين القوات الثلاث (البرية – والجوية -والبحرية) في كافة مراحل الإعداد والتخطيط والتنفيذ , وتجري في اطار مواجهات عسكرية وجيوسياسية حرصت على افهامها قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة بناء على فكرة واحدة وخطة واحدة تحت قيادة واحدة بغرض منع العدو من انزال قواته على الشاطئ وذلك بتدمير قواته ووسائل الإنزال في مناطق التحشد ونقاط التحميل وأثناء الإبحار وعند الاقتراب وعند الاقتحام للإنزال وعلى الساحل في حالة نجاح العملية . وتسطيع القوات البحرية بما يتوفر لها من مدى عمل ومن اساليب مبتكرة ان توجه الضربات ضد قوات الانزال المعادي في مناطق التحشيد ونقاط التحميل واثناء الابحار وفي منطقة إعادة التحميل والفتح التكتيكي والانزال . وقد أثبتت التجارب في الحروب التي نشبت في مناطق كثيرة من العالم امكانية استخدام قوات الإنزال البحري على نطاق واسع وكذلك ان التهديد المستمر للغزوا بقوات الانزال البحري زاد من الاهتمام بعمليات صدها واحباطها وذلك بتطوير وتقوية الدفاعات والتحصينات على الشواطئ ضد العمليات المفترضة . لذلك يجب أن تعطى اهمية كبرى للاستعداد لصد الانزال البحري المحتمل واعداد الفرضيات لمعطيات مسرح العمليات البري والبحري وبث حقول الألغام البحرية وانشاء نظم النيران والموانع الهندسية وفتح نقاط المراقبة الفنية والبصرية على امتداد السواحل والجزر مع الاهتمام بطرق توصيل المعلومات والتعليمات القتالية بواسطة استخدام الشفرة والاتصال السلكي واللا سلكي والإشارات والمراسلين لأن العدو لن يتردد عن استخدام وسائل الحرب الإلكترونية وقطع الاتصالات اللاسلكية فلابد من وجود خطط افتراضية ولضمان تنفيذ الأعمال القتالية ذاتياً من القادة بنجاح لابد من إعداد وتجهيز الخطط والفرضيات كون العدو متفوق في الحرب الإلكترونية .. ولتجنب قيام العدو بأنزال بحري على جانب أو مؤخرة قواتنا المدافعة يجب تنظيم أعمال القتال بين القوات الثلاث لصالح العملية الدفاعية وبخاصة القوات البحرية بقوامها وتسليحها بما في ذلك وسائل الدفاع الساحلي تسخر لحماية مواجهة واجناب ومؤخرة قواتنا البرية المدافعة.. ومن المهم هنا ان نكون حريصين على الادراك المبكر والتفكير الاستباقي لنوايا العدو واتخاذ الإجراءات اللازمة لتدميره قبل شروعه بالمعركة من موانئه وقواعده وخلال إبحاره وحتى في مرحلة انفتاحه للقيام بالإنزال مهمة تأخذ الأسبقية الأولى في مراحل عملية ضد الإنزال . * ان التطور في وسائل الصراع المسلح في البحر قد تسبب في زيادة اهمية اعمال قتال القوتين البحرية والجوية لإسناد القوات البرية المدافعة وتتيح امكانية توجيه ضربات قوية ضد الأهداف الساحلية المعادية " قواعد , مواقع عسكرية , منشآت .. " * لا يمنع ظهور انواع حديثة من الأسلحة في البحر من استخدام العدو لقوات الانزال البحري مما يتطلب الاهتمام بتنظيم الدفاع عن السواحل ضد عمليات الانزال المعادية والدفاع عن السواحل ضد عمليات الانزال المعادية والدفاع بقوة مع بذل اقصى الجهود إلى الانتقال للدفاع التعرضي مثل قطع خطوط مواصلات العدو البحرية الذي له الأثر الإيجابي على العملية الدفاعية * نرى من خلال تجارب الحروب من الحرب العالمية الثانية ان عمليات الانزال التمهيدية قد تجري في بادى الأمر بغرض الاستيلاء على بعض الجزر الصغيرة الواقعة على مقتربات الساحل حيث تستخدم لأغراض تحشيد القوات الرئيسية للإنزال على الساحل لا حقاً لذا يجب مراعاة ذلك عند اعداد خطط صد الإنزال . * مما سبق يتضح تزايد أهمية اعمال قتال الصنوف الثلاثة في العملية الدفاعية عن السواحل تحت ظروف الحرب الحديثة . الهدف من تجهيز الساحل لصد الإنزال : * ان اعداد مسرح العمليات العسكرية في السواحل اليمنية للدفاع ضد الانزال البحري المعادي يجب ان يؤمن مايلي: 1- منع العدو من القيام بالإنزال بصورة مفاجئة سواء كان بحرياً أو جوياً. 2- عرقلة اعمال العدو ومنعه من تطوير نجاحه بإعماق الساحل. 3- تأمين انفتاح الوحدات المدافعة بسرعة وسهولة . 4- تامين استخدام الوحدات الاحتياطية بسرعة بالاتجاهات المحتملة للإنزال البحري المعادي . ولتحقيق تلك الأهداف تقوم القوات الثلاث المتعاونة بالأدوار التالية: - القوات البحرية والدفاع الساحلي الدفاع بقوة وبالتنسيق والتعاون مع القوات الجوية والبرية عن الساحل ومنع العدو من الحصول على موطئ قدم وتدمير الوحدات المعادية التي استطاعت النزول في المراحل الأولى ومنع انتشار القوات المعادية في العمق والأجناب , وبهذه الاعمال المضادة يتم استعادة الاوضاع الدفاعية الى ما كانت عليه. * القوات البحرية والدفاع الساحلي : وفي اطار اداء المهام القتالية النوعية في الجانب البحري , فان القوات البحرية والدفاع الساحلي تقوم منفردة أو بالتعاون مع القوات الجوية والبرية والدفاع الجوي بتنفيذ المهام التالية : 1- استطلاع العدو ومعرفة اوضاع قواته وتحديد مناطق التحشد والتحميل وقوام قوة انزاله البحري . 2- تدمير قوات ووسائل الإنزال والسفن الحربية في مناطق التحشد والتحميل واثناء الرحلة البحرية وفي منطقة الإنزال . 3- تقديم الاسناد الناري للقوات البرية لتدمير قوات إنزال العدو على الساحل . 4- بث الالغام الهجومية على طرق الاقتراب لنقاط التحميل لقوت الإنزال البحري وعلى خطوط السير المحتملة لإبحاره وكذا بث الالغام الدفاعية على طرق الاقتراب للقطاعات الصالحة للإنزال. 5- مطاردة السفن الحربية ووسائل الانزال المعادي اثنا انسحابها بعد فشل عملية الإنزال بقصد تدميرها . 6- تكثيف النشاط القتالي لمنع العدو من انزال أي جماعات استطلاع على الشاطئ المدافع عنه .