عندما كنا طلبة في الكلية الحربية كانت مظاهر الحزبية بدأت بالظهور في الجيش برغم أنها كانت موجودة بشكل شبه سري كونها كانت محرمة على الجيش إلا على الإخوان . في تلك الفترة مابين عامي 89إلى92 كان الاعتقاد السائد لدينا إن الإخوان الوهابية يكذبون كما يتنفسون لكن كان هناك شيء مشترك بيننا وبينهم هو إيماننا بعدالة القضية الفلسطينية فهم كانوا يرون الوقوف مع فلسطين واجباً دينياً ونحن كنا نرى الوقوف مع فلسطين واجباً أنسانياً . أنا كنت اظن أنهم في هذه المسألة لا يكذبون كانت شعاراتهم الهتافية كلها تدعو للجهاد منها مثلا: لبيك إسلام البطولة كلنا نحمي الحمى .. لبيك واجعل من جماجمنا لمجدك سلما .. لبيك لبيك لبيك ...الخ. تمضي الأيام وتأتي أيام الربيع العربي فأنقلب النظام في اليمن على جزء منه أنا كنت على ثقة إن الإخوان يكذبون في كل الشعارات التي كانوا يطلقونها إلا في مسألة فلسطين لم أكن متأكداً من كذبهم .. فقد كانت خطبهم في المنابر والشوارع كلها تدعو لنصرة فلسطين . تمر الأيام ويأتي طوفان الأقصى وغزة يشن عليها اكبر حرب تدميرية في هذا العصر . أين الإخوان أنهم في المقلب "المطبع" لم تعد قضية فلسطين تهمهم بالمرة بل بالعكس هم ضدها . البعير الأجرب قردوغان احد رموزهم وقف مع غزة بالخطاب فقط وفي الحقيقة لم يساهم بطائرة مسيرة لم يساهم بقطع العلاقات مع الصهاينة لم يساهم بقطع العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل . هذا البعير الأجرب حقق للكيان ما لم يكن يحلم به لقد اسقط سوريا بيد إخوانه الدواعش ليقطع المدد بين المحور وحزب الله وقامت حكومة الإخوان بطرد وإقفال مكاتب فصائل المقاومة في سوريا وقالت لن نجعل من سوريا قاعدة لحرب أي دولة وكانت حصة إسرائيل تدمير السلاح السوري واحتلال القنيطرة وبقية الجولان حتى اقتربت من دمشق .. تعزز اليقين عندي أنهم يكذبون حتى على الدين والرسول والرب . لذلك فإن المقولة التي يطلقونها على غيرهم هم أولى بها بكل هذه الدنيا ( إنهم يكذبون كما يتنفسون)..