قال محافظ محافظة البيضاء اللواء عبدالله علي حسين إدريس أن الشعب اليمني تحرك لنصرة غزة ولن يعود إلا منتصرا للقضية الأساسية .. مبينا أن جبهة الوعي أصبحت كبيرة وواسعة تدرك ما يحيك العدوان من مؤامرات ودسائس ماثلة للعيان , وأكد اللواء إدريس على التحاق المواطنين بدورات طوفان الأقصى ضمن مرحلة التعبئة والتحشيد والتدريب استجابة لدعوة السيد القائد حفظه الله ليكونوا على اتم الاستعداد والجهوزية العالية. حوار: فهد عبدالعزيز كيف تنظرون لاستمرار المواقف اليمنية مع أبناء غزة رغم العدوان الصهيوني على بلادنا؟ مواقف اليمن في دعم ومساندة القضية الفلسطينية، وخاصة في غزة، تعكس عمق الإيمان بالقيم الإنسانية والدينية السامية، هذه الجهود ليست فقط أعمالاً فضيلة تسعى لرضا الله سبحانه وتعالى، لكنها أيضا تثبت القوة والشجاعة التي يتمتع بها الشعب اليمني. كما أنها تعبر عن وجود قيادة حكيمة قادرة على توجيه الأمة نحو تحقيق أهدافها النبيلة، حيث تجمع بين إرادة الشعب والقرارات السيادية لنصرة المستضعفين والدفاع عن العقيدة الإسلامية، هذه القضية تعد قضية دين وعقيدة، وليست مجرد قضية سياسية عابرة، لذلك نلحظ أن اليمن بمختلف مكوناته من شعب، جيش، وحكومة مستنفرون بالكامل لنصرة الأقصى الشريف، مؤكدين بذلك تضامنهم الثابت مع القضية الفلسطينية واستعدادهم الدائم للوقوف بجانب العدالة والحق والانتصار لهم مهما كان الثمن. ما التحولات التي أحدثتها عملية طوفان الأقصى على المنطقة والعالم؟ منذ بدء عملية طوفان الأقصى حدثت تحولات جذرية على المستويين العربي والدولي، تعبر عن عمق تأثيره ومدى أهميته في إعادة تشكيل المواقف والتوازنات، هذه التحولات كشفت المعدن الأصيل للشعب الفلسطيني، وأبرزت تمسكه الشديد بأرضه رغم المجازر اليومية بحق المواطنين من النساء والأطفال نابعة من تراثه النضالي، انعكس ذلك بشكل واضح على أرض الواقع. حيث ظهر في مواقف مشرفة وعظيمة تحمل في طياتها معاني القوة والصمود والإصرار، كما تمكن طوفان الأقصى من تحريك المشاعر وإحياء التضامن العربي والإسلامي، مما عزز من مكانته ورمزيته في القضايا العادلة على المسرح الدولي عكس أهمية وضرورة الوحدة والثبات في وجه المستكبرين والطغاة. كيف أسهمت العمليات العسكرية اليمنية في ردع العدو الصهيوني؟ حقيقة العمليات العسكرية اليمنية أسهمت بدور محوري في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية، حيث تعد جزءا من جهود تعزيز صمودها في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وهدفت العمليات إلى توجيه ضغط مباشر وغير مباشر على العدو، سواء من خلال استهداف مصالحه أو التأثير على قدراته الاقتصادية والعسكرية. وبفضل هذا الدور تسهم القوات المسلحة اليمنية في تضييق الخناق على الاحتلال وتعطيل مشاريعه، وأدى إلى تكبيده خسائر اقتصادية ملحوظة كما ترسل هذه العمليات رسائل واضحة حول وحدة الصف والتضامن العربي مع القضية الفلسطينية، وتعزز الروح المعنوية للمقاومة والشعوب الداعمة لنضالهم. برأيك ما تداعيات الاعتداءات المتكررة للعدوان الصهيوامريكي والبريطاني على شعبنا؟ تتسبب الاعتداءات المتكررة التي تشنها قوى العدوان الصهيوأمريكي والبريطاني على اليمن بتداعيات سلبية تمس مختلف جوانب الحياة في البلاد، ولكنها في نفس الوقت رفعت حالة التأهب والتعبئة الشعبية الحقيقية للمواجهة. تلك الاعتداءات طالت المنشآت الخدمية المدنية وهذا ما يتعرض له اليمن من عدوان طيلة العشر السنوات الماضية، إلا أن تلك الاعتداءات لن تثني أبناء الشعب اليمني من القيام بواجبهم الديني والعربي والأخلاقي في نصرة إخوانهم في قطاع غزة الذين خذلهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة وجميعهم وقفوا يشاهدون تلك الجرائم والمجازر الجماعية بحق المدنيين، دون أن تحرك فيهم بقايا ضمير وإنسانية. قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كان واضحا منذ اليوم الأول للعدوان على غزة محذرا الأمريكي من التدخل في الحرب إلى جانب الكيان الصهيوني الذي انكشفت حقيقته العسكرية والنفسية بعملية طوفان الأقصى، وكذلك متحدث القوات المسلحة الذي أكد إيقاف العمليات العسكرية مقابل إيقاف الحرب والحصار المفروض على غزة. لهذا موقف اليمن ثابت وراسخ كرسوخ جبال اليمن الرواسي، لأن القرار هو للشعب اليمني الذي يخرج بأكثر من 700 ساحة في مختلف المحافظات دعما واسنادا لغزة وتأييدا للعمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية التي بفضل الله وصلت إلى عقر دار العدو من الصواريخ والطيران المسير، جهاد في سبيل الله ونصرة المستضعفين بحسب توجيهات الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم. كيف تنظر للتناقضات الامريكية التي تتحدث عن السلام وتدعم العدو الصهيوني؟ إن الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني شجعه على ارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين في غزة، مع استمراره في توفير الغطاء الدبلوماسي والسياسي لهذا الكيان، وفي الوقت نفسه، تسعى أمريكا إلى تقليص العمليات العسكرية للقوات اليمنية وممارسة الضغوط المكثفة على الأنظمة العربية. تلك التحركات سيكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة العربية بأسرها، وأبعد من ذلك، فالعالم بأسره سيدفع ثمنا باهظا لتخاذله وصمته إزاء الجرائم اليومية التي ترتكب بحق الأبرياء في فلسطين، إضافة إلى التصعيد العسكري ضد اليمن. بالتأكيد هذا الوضع سيؤدي بدوره إلى تفاقم التوترات والانقسامات السياسية داخل الدول العربية والإسلامية بسبب المواقف غير الأخلاقية واللاإنسانية الناجمة عن هذه السياسات، بل وستدفع الثمن غاليا، جراء تخاذلها وتواطؤها مع العدو الصهيوني.. إن شعارات السلام المضللة التي تصدرها أمريكا لتهدئة شعوب المنطقة ليست سوى وعود كاذبة ظلت تكررها طيلة العقود السبعة الماضية مع أبناء فلسطين وبالشعارات الزائفة أتاحت المجال للكيان الصهيوني الاستيطان والتوسع والهيمنة على الأراضي الفلسطينية، بمباركة أمريكية تتجلى في دعمها المالي والعسكري المباشر. لقد وفرت أمريكا للكيان خلال سنة واحدة من العدوان على غزة أكثر من 18 مليار دولار لتمويل أسلحتهم الفتاكة وقنابلهم التدميرية وفقا لما نشرته وسائل إعلام أمريكية، دون أدنى مسعى جاد لإيقاف العدوان الذي بلغ عامه الثاني على التوالي. في ظل هذا التعنت الأمريكي-الصهيوني المستمر وهما وجهان لعملة واحدة بالمنطقة العربية، يقف اليوم الشعب اليمني أمام لحظة تاريخية فارقة، يتطلب من كافة الشعوب العربية تجسيد الموقف الحاسم لإنهاء الذل وخنوع الأنظمة أمام العدو.. إلا أنه من اللافت بأن العمليات البحرية اليمنية كانت موجعة للعدو الأمريكي والبريطاني على حد سواء كشفت هشاشة البعبع الأمريكي لتضطر بشكل متكرر إلى سحب حاملات الطائرات والقطع الحربية التابعة لها من البحر الأحمر على وقع الضربات النوعية للقوات المسلحة اليمنية بالصواريخ الباليستية والمسيرات اليمنية، لتغدو أهمية التطورات العسكرية اليمنية أمام استنهاض دور الشعوب والانضمام إلى صفوف الأحرار لمواجهة المخاطر والتحديات الراهنة. كيف تنظر للرد العسكري اليمني على الاعتداءات الصهيونية؟ الرد العسكري للقوات المسلحة اليمنية على الاعتداءات الإسرائيلية بالإضافة إلى العمليات الاستباقية ضد الاعتداءات الامريكية، يؤكد مدى التحول النوعي للقدرات اليمنية في معادلة الصراع مع الأعداء بعد عشر سنوات من الحرب على اليمن، ويظهر الاستعداد والجاهزية غير المسبوقة في تاريخ القوات المسلحة اليمنية في استخدام مبدأ التصعيد المتكافئ اعتمادا وتوكلا على الله. أصبحنا اليوم نشهد قاعدة المطار بالمطار والميناء بالميناء والكهرباء بالكهرباء، لتبرز كرسالة حازمة مفادها أن كل اعتداء سيقابله رد يوازيه من حيث التأثير والتبعات، فإن تنفيذ العمليات العسكرية اليمنية بعناية يعزز من قدرة القوات اليمنية على فرض توازن جديد في مواجهة العدوان الإسرائيلي والامريكي، لما تشهده القوات المسلحة من تطورات مستمرة للقدرات المختلفة، والقادم مليء بالمفاجآت. أن أحد الجوانب اللافتة في الرد العسكري اليمني الاستراتيجي التي تبدو مؤرقة للعدو وقطعان الصهاينة هو إدخال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ بشكل يومي، واستمرار حالة الهلع والهستيريا في اوساطهم نتيجة الضربات التي تفرضها الصواريخ الفرط صوتية.. هذا التصعيد النوعي يكشف عن تطور كبير في القدرات العسكرية اليمنية ويكرس واقعا جديدا في معادلة الانتصار العربي على الكيان الصهيوني ويضعه أمام تحديات غير مسبوقة يتوجب عليه الرحيل من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. ما الذي يجب على أبناء الشعب اليمني في هذه المرحلة؟ على أبناء الشعب اليمني في هذه الفترة التي تشهد تصعيدا مسلحا للعدو الصهيوني والأمريكي، بالإضافة إلى مرتزقة الادوات السعودية والامارات نتيجة دعم القضية الفلسطينية، أن يتحلوا باليقظة الأمنية والحفاظ على وحدة الصف والا يعيروا أي اهتمام للشائعات والارجافات التي يبثها العدو. الشعب اليمني تحرك لنصرة غزة ولن يعود إلا منتصرا للقضية فجبهة الوعي أصبحت كبيرة وواسعة تدرك ما يحيك به العدوان من مؤامرات ودسائس ماثلة للعيان، لهذا انطلق المواطنون ملتحقين بدورات طوفان الأقصى ضمن مرحلة التعبئة والتحشيد والتدريب استجابة لدعوة السيد القائد ليكونوا على اتم الاستعداد والجهوزية العالية. الى أي مدى كانت دورات طوفان الأقصى فعالة في التعبئة والتحشيد؟ دورات طوفان الأقصى أسهمت بدور بالغ الأهمية في تحسين فعالية التدريب، حيث تتركت أثرا كبيرا يعكس مدى نجاحها واستجابتها من قبل المشاركين، وسط اقبال كبير وواسع للآلاف من أبناء قبائل البيضاء وبقية المحافظاتاليمنية بشكل عام. وعكس الالتحاق والاقبال على دورات طوفان الأقصى الالتزام الايماني العميق والتعلق بالقضية الفلسطينية، وتأكيدا للوعي اليمني بأهمية الانتصار لغزة تجاوز الحدود الجغرافية تعبيرا عن الهوية الإيمانية بالمواقف المشرفة حيال القضايا العربية والإسلامية المشتركة. ما الاستعدادات والجاهزية لأبناء البيضاء ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس؟ أبناء محافظة البيضاء يمثلون جزءا أصيلا لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن، حيث بذلوا وقدموا التضحيات العظيمة في سبيل الله نصرة للحق ومواجهة للعدوان وحفظ أمن واستقرار اليمن، فكانت لهم اسهامات بارزة في ميادين مختلفة، مؤكدين دوما إصرارهم واستعدادهم لبذل كل ما يلزم من جهود وتضحيات خدمة للدين وللوطن والقضية التي يحملونها في مواجهة العدو الصهيوني الأمريكي واذنابه أينما وجدوا. كما أثبت أبناء البيضاء وعيهم العميق بما يحاك ضد البلاد والعباد من مؤامرات وأساليب قذرة للعدوان تستهدف تمزيق المجتمع واشعال الفتن داخله، وكانوا يقظين بحمد الله تجاه تلك المحاولات التي باءت بالفشل الذريع، متمسكين بوحدتهم وصبرهم وإيمانهم بنصرة القضية الأساسية واضعين المصلحة العامة فوق كل اعتبار.. وما الثبات الجهادي في الجبهات الذي يظهره أبناء البيضاء الاحرار إلا انعكاسا لقيمهم الأصيلة وارتباطهم الوثيق بالله وبالمسيرة القرآنية وهويتهم الايمانية التي منها أصبحت ارادتهم صلبة ودورهم متواصل يجعلهم نموذجا يحتذى به في التضحية والإصرار لتجاوز التحديات وتحقيق الحرية والاستقلال. إن مشاركة أبناء البيضاء ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس بالاستعدادات والجاهزية القتالية العالية والادراك الكبير بأهمية هذه المواجهة، التي تنطلق من تعزيز الجانب الإيماني الجهادي الراسخ من أساسيات النصر والثبات في مواجهة الأعداء مهما كانت التحديات، والتحضير من خلال التدريب والجهوزية العالية لضمان تحقيق الأهداف المنشودة، بما يعزز القوة ووحدة الصف في كافة المجالات لتحقيق النصر بإذن الله . ما الذي تود قوله في نهاية هذا اللقاء؟ نتوجه بالشكر والامتنان للأحرار من أبناء الشعب اليمني الذين اظهروا وفاءهم وإخلاصهم منفردين من بين شعوب العالم إلى جانب المستضعفين من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة قولا وعملا وهذا واجب ديني وأخلاقي لا يساوي شيئا مما يقدمه أبناء غزة في مواجهة الغطرسة الصهيونية. إن الوقوف صفا واحدا خلف القيادة الحكيمة هو أساس النصر والطريق الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار، بالإضافة إلى توحيد الجبهة الداخلية هي السد المنيع أمام كل محاولات الأعداء لزرع الفتنة وتأجيج الخلافات بيننا، وعلى كل أبناء المجتمع أن يكونوا على وعي كبير بالمؤامرات التي تحاك ضدهم، والعمل على نبذ كل أسباب الفرقة والاختلاف، ولن يستطيع الأعداء تحقيق مآربهم، بعد انكشاف أمرهم وضبط خلايا التجسس الأخيرة السعودية البريطانية يعد انتصارا أمنيا جديدا لأبناء الشعب اليمني. كما نوجه رسالة لكل من يتربص ويحيك الدسائس بالشعب اليمني الصامد، بأن احلامهم ومؤامراتهم ستسقط تحت يقظة ووعي أبناء الشعب اليمني واجهزته الأمنية وستلاقون الضربات واحدة تلو الأخرى لأن عزيمتنا صلبة لا تلين اطلاقا مهما حاولتم بث الحقد والفرقة وزرع الدمار، فلن تجدوا فينا إلا الجبال التي لا تهتز والبحار التي لا تجف، لذلك كان وسيبقى اليمن عصيا على الأعداء والغزاة، وندعو المغرر بهم العودة إلى صف الوطن للعيش بكرامة وشموخ، فالارتزاق للخارج حالة منبوذة وستبقى لعنة تلاحق صاحبها في صفحات التاريخ جيلا بعد جيل.