قراءة من كتاب شذى المعارف لمؤلفه القاضي د\ حسن حسين الرصابي. الى اليوم .. الأمور تكسوها الضبابية والكثير من الحسابات الجيوسياسية الجارية في هذه المساحة الأوسطية تمر في المنطقة الرمادية .. حيث لا ثوابت في ما هو قائم سواء في التحالفات أو التوافقات او حتى في التناقضات في علاقات المكونات الجيوسياسية في هذا الامتداد الشرق الأوسطي . الاعراب منقسمون كماهي عادتهم في النظر إلى ما حدث في سوريا أو الذي يجري تفاعلاته جراء سقوط نظام الرئيس بشار الأسد لاسيما وان حرب وثائق تجري على قدم وساق وكل طرف من اطراف الاعراب بأغنيائهم وفقرائهم بمشرقهم ومغربهم هم في لحظة اضطراب وتسيس كل موقف وكل اتجاه .. لان الغبار يملأ الجغرافية السورية والشامية ويمتد بأثره إلى مختلف المناطق العربية . لاسيما وان اللاعبين في مجملهم في الساحة السورية في الشرق الأوسط له بصماته وتأثيره ' بل ان بعضهم انساق في موقف بدأ يتردد فيه عن إيضاح أي موقف معلن وتركت المسألة إلى دبلوماسية غامضة لا يعلم ما ذا تريد ولا يدرك الى اين تسير .. فالبعض من الاعراب يرى ان يدعم ما حدث في سوريا ويتجهون الى ملء الفراغ المتروك فيما آخرون يبدون من حرص الحذر والمخاتلة والمراوحة ما يجعل اسئلة عديدة تفرض نفسها على واقع هذا الشرق الاوسط المضطرب الذي يعاني من شدة اشتعال المواقف والحرب التي اشعلته إسرائيل في غزة ثم جنوبلبنان وهاهي تغير الانشطة بتحركاتها ضد سوريا سواء في تدمير مقدرات الجيش السوري أو في بسط السيطرة على مناطق سورية عديدة اصبحت على مقربة من دمشق العاصمة . فيما النفوذ الروسي بدأ ينحسر وينكمش ويبدو ان هناك ابراراً روسياً باتجاه الضفة الأخرى في البحر الابيض المتوسط إلى "ليبيا" .. وهناك محاولات روسية للذهاب الى البحر الأحمر الى السودان الذي بدأ يظهر تمنعاً من القبول بالنفوذ العسكري الروسي وانشغاله في حربه مع بعضه مع ما يسمى قوات الدعم السريع .. وقد امتازت هذه المرحلة بجملة من المؤشرات يمكن ابرازها : أولاً : ان ما حدث في سوريا قد احدث إرباكاً لقوى دولية واقليمية . ثانياً : الاستثمار الصهيوني في التوسع وفي فرض سطوة اضافية من خلال التواجد الصهيوني في سوريا . ثالثاً : انهاك الجيش الصهيوني في غزة واضطرابه جراء ضلوع اليمن بضرب العمق الصهيوني الذي شذب من الغرور الصهيوني وكسر ارادة الانتصار المهيمنة على قيادة الصهيونية . في ذات الوقت بدت مصر في حالة ترقب ومثلها تونس حيث يرتفع مؤشر المخاوف من العدوى السورية إذ ترى القاهرة التي تعاني من ضيق اقتصادي ومن أزمة ماليه مستفحلة ما تسمى بالفقر الدولاري الذي رفع من نسبة التضخم والبطالة والفقر ومن اشعال الاسعار مما أوحى بان متغيرات ربما تكون عاصفة قد تشهدها القاهرة والى جانبها تونس نظراً لترابطهما مع ما يسمى ثورات الربيع العربي غير المكتملة في ذات المنحى تبعت المال السعودي والمال الاماراتي تغذيا العديد من الصراعات في المنطقة سواءً في السودان أو سوريا أو في تونس وفي اليمن .. كلها اوراق تصب في مصلحة الأجندة الصهيونية في المنطقة بمعنى ان ابوظبي تقود الازمات بالوكالة عن المشروع الصهيوني الذي يسير على قدم وساق لفرض الحالة الصهيونية عبر اتفاقات "أبراهام " .. التي توفر مسافة مريحة لتل ابيب للنفاذ إلى عمق المنظومة العربية في المنطقة . إذاً المنطقة بكاملها تعيش اضطرابات عديدة والعمل يجري بوتيرة عالية لتقبل النفوذ الصهيوني ولا سيما بعد أن تمكن الصهاينة من تحييد حزب الله ومن تغيير النمط السياسي في سوريا ويتبع لبنان لاسيما وان هناك جهوداً تبذل من اجل انتخاب البرلمان رئيس للبنان خلال الثلث الأول من شهر يناير 2025م بعد أشهر طويلة من التعطيل .. وهذا العدو الصهيوني يمارس في ذات الوقت عدواناً ضد اليمن الذي تسعى الى فرض معطياته اليمنية في البحر الأحمر والبحر العربي وأن يتصدر الموقف الاسنادي للمقاومة الاسلامية في غزة في حين عجزت ادوات العدوان على تحييد اليمن أو اسكاته .. ويبقى الأمل مشرعاً في اليمن وقدرته على انهاك الجيش الصهيوني والنظام الأمني الإسرائيلي وعلى الثبات والصمود .. ومع ذلك تبقى الحسابات مفتوحة لهذا الصراع وهذه المواجهات ..