من وسط الحشود المليونية المباركة في ميدان السبعين المعبرة عن الموقف اليمني الثابت والراسخ تجاه قضية الأمة الإسلامية والعربية "فلسطين" ومظلومية الشعب الفلسطيني طيلة 8 عقود تحت وطأة الاحتلال الصهيوني المجرم وتجرع أبناؤه في غزة والضفة وكل فلسطين ويلات ومآسي الحرب العدوانية والقتل والتشريد والتطهير العرقي وشتى أنواع التعذيب والتنكيل و...الخ.. وما لفت ناظري خلال المظاهرة صورة رائعة ومشرقة تبعث العزة والشموخ عندما رأيت أطفالاً في أعمار الزهور يقومون بتوزيع الحلويات على المتواجدين في الميدان ويعبرون بكلامهم الكبير برغم صغر سنهم عن فرحتهم بوقف إطلاق النار في فلسطين.. أطفال لا يتجاوز أعمارهم الثانية عشرة اقصد القول لا يعرفون المذهبية والسلالية والمناطقية و...الخ، التي يكررها البعض بشكل عدائي على أبناء اليمن أو بحقد أعمى من الأعداء خارج الوطن والمرتزقة متنكري أوطانهم.. الحقيقة كل اليمنيين من زمان في شمال الوطن وجنوبه كانت قضيتهم الأولى فلسطين وبعد الوحدة صحيح كانت الأنظمة قليلا ما تقوم بمواقف عملية نتيجة لخوف سياسي واقتصادي وعسكري وغيره لكن في اليمن لم يكن هناك عمل تقوم به الدولة يبعد الشعب عن قضيته الأولى.. بعد ثورة 21 سبتمبر المجيدة اختلف النظام من نظام له حساباته ومخاوفه إلى نظام يحكم مسيرته القرآن الكريم في كل تصرف لذلك خرجنا مناصرين بالكلمة والمال والدم متوكلين على الله ولدينا استعداد بدني ونفسي لتلقي تبعات كل تلك المخاوف ومتأكدين إننا في الأخير منتصرين للمبادئ والقيم والدين والإنسانية مهما كانت التحديات وتعاظمت النتائج ولله الأمر من قبل ومن بعد.