لم تجد نفعا تلك التصريحات التي ظل يطلقها ترامب بشكل متكرر بهدف توسيع نطاق الصراع، وفرض خطط الضم والتهجير القسري على الشعب الفلسطيني، وكان آخرها التهديد باستئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ونسف كل الاتفاقات الموقعة إذا لم تسلم المقاومة الفلسطينية جميع الأسرى الإسرائيليين خلال مدة أقصاها الساعه الثانية عشر من يوم السبت الفائت وعلى العكس من ذلك تماما ومن جديد أكدت المقاومة الفلسطينية في غزة موقفها الثابت في عدم التنازل عن أي من حقوقها، وبوضوح تام تجلت روح التحدي والصمود الفلسطيني في مواجهة الضغوط والتهديدات الأمريكية وتجلى موقف المقاومة الصامد والراسخ في رفض التنازل عن أي من عناصر القوة وفي آن واحد كان موقف المقاومة الفلسطينية والموقف اليمني الداعم والمساند لها على قدر كبير من الأهمية والمسؤولية ومثل صوتاً قوياً ونقطة فاصلة، في وجه مخططات الهيمنة الأميركية والإسرائيلية.. وكانت الساعة الثانية عشر من ظهر السبت هي ساعة انكشاف حقيقة تصريحات وفرقعات ترامب الكلامية التي أكدت فشل تهديداته ورضوخ قيادة الكيان الصهيوني لشروط المقاومة التي ظهر أبطالها وهم يحملون غنيمة بندقية التيفور فخر السلاح الإسرائيلي وأكثر من ذلك كان الأمر الأكثر دلالة وأهمية هو إطلاق 3 أسرى إسرائيليين فقط مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.. تفاصيل في السياق التالي : طلال الشرعبي رغم انتهاكات إسرائيل وتباطؤها في تنفيذ اتفاق الخروج من المناطق الفلسطينية المتفق عليها وانحيازها لمقترح الرئيس الأمريكي ترامب الداعي لتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن ومحاولته مؤخرا تجاوز ما تم الاتفاق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار والتهديد بنسفه والمطالبة بتسليم الأسرى الإسرائيليين دون التقيد بالمواعيد المتفق عليها. انتصار جديد للمقاومة وفي حين كان هدف ترامب وإسرائيل من التهديدات التي تم إطلاقها هو الحصول على عدد أكبر من الأسرى دون المرور بالمرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق.. تمسكت المقاومة الفلسطينية الباسلة بالمقابل بخيار الثبات والصمود في وجه المؤامرات وأمسكت بزمام المبادرة في إدارة صراع الإرادة والشروط والمتطلبات وتمكنت من ضبط مسار تنفيذ الاتفاق كما هو متفق عليه . موقف يمني حازم كان للموقف اليمني الداعم والمساند للمقاومة دوره في تحقيق ما حققته من انتصارات جديدة وإزاء المستجدات والتطورات والتحديات الجديدة، برزت التظاهرات والتصريحات اليمنية من مختلف المستويات، لتعكس موقفاً حازماً في التصدي لمخططات التهجير والضم والإلغاء والشطب لأي من حركات المقاومة، وترفض بشكل قاطع أي انتهاك لحقوق الفلسطينيين ووجودهم. وجاء الموقف اليمني بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ليشكل رداً قوياً ضد تلك المخططات، إذ أعلن السيد عبد الملك، بوضوح استعداد اليمن للتدخل العسكري، إذا ما تم تنفيذ خطط تهجير الفلسطينيين بالقوة، أو نكث العدو بالاتفاق وعاد إلى التصعيد مجدداً في غزة. وأثبتت تطورات الوقائع والأحداث على صعيد الواقع العملي أن المواقف التي أعلنها السيد عبد الملك ليست مجرد حرب نفسية وتهديدات جوفاء، بل تأتي في إطار التنسيق المستمر مع فصائل المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة، والتشديد على موقف ثابت لا يتغير في مواجهة أي محاولات لفرض حلول أحادية تتجاهل حقوق الشعوب. هزيمة معنوية للعدو وفي هذا السياق جاء نجاح المقاومة الفلسطينية في فرض الهزيمة المدوية على العقل الجمعي الأمريكي الصهيوني المعادي وإسقاط سرديته المبنية على عنتريات الغطرسة والهيمنة والوحشية والإجرام وكالعادة حملت مراسيم تسليم كتائب وسرايا المقاومة الفلسطينية للأسرى الإسرائيليين ضمن الدفعة السادسة العديد من رسائل القوة والانتصار وتوجيه الضربات والهزائم المعنوية للعدو الإسرائيلي لدرجة علا معها صراخ قياداته وتحذيراتهم من مخاطر الارتدادات السلبية للسياسة الترامبية والدعوة إلى عدم مجاراتها مستقبلا . خلاصة وتبقى الخلاصة أن الموقف الأميركي يمثّل الوجه الآخر للصهيونية، رغم ادعاء ترامب "الحرص على السلام"، فإن الواقع يفضح هذا الادعاء الزائف ويكشف خطواته المتناقضة تماماً، إذ يقدم الدعم العسكري والسياسي والمالي للمجرمين الصهاينة، ويتبنى طروحاتهم ومشاريعهم التلمودية ويضغط على الدول العربية، مثل مصر والأردن، لتكون جزءاً من هذه المخططات تحت طائلة التهديد بقطع الدعم المالي عنها إذا رفضت إملاءاته وخططه الرعناء، وهذا يكشف نية عدوانية استعلائية حقيقية لتوسيع نطاق الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة. ورغم كل ذلك ستظل غزة وكل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة أيقونة البطولات والتحدي والمقاومة وما على حاكم البيت الأبيض وقطيعه إلاّ مغادرة خيالات وأوهام أحلام اليقظة والتوقف عن بث الفرقعات النرجسية المرضية التي يعيش لحظاتها مع العصابات "الانجيليصهونية" كون "غزة" وكل فلسطين ويمن الدعم والإسناد والانتصار للقضية الفلسطينية العادلة لا تستقبل تلك الترددات ك(بنما أو كندا والمكسيكك) وسيكون الرحيل والتهجير بإذن الله هو مصير المحتل وليس أصحاب الأرض والعروبة والإسلام .