حرب الجواسيس بين شطري اليمن خلال العامين 1983و 1984م كانت حرب صامتة لم يعرف عنها المواطن العادي شيء كانت حرب بين فريقين تمخضت وأسفرت عن حصول فريق الجنوب على معلومات مهمة لكن 2 من 16 وقعوا في قبضة الأمن الوطني وفريق الشمال حصلوا على معلومات " مخورجة" لكن 9 ضباط من 14 وقعوا في قضية عناصر أمن الدولة في الجنوب أي بما شكل أربعة وستين من مائة وكسور أنها تسبة كبيرة بسبب عامل اللهجة جميع عناصر الفريق ينتمون إلى المحافظات الشمالية أما عناصر الفريق الآخر الاثنيان المقبوض عليهم ينتمون إلى المحافظات الجنوبية والعدد الباقي ينتمون جغرافياً إلى المحافظات الشمالية ويعملون في جيش الشطر الجنوبي من الوطن الذي كان يضم في صفوفه من كل مناطق محافظاتاليمن بشطريه ملاحظة: في أوائل عام 1987م لا اذكر التاريخ بالضبط بمبادرة من المناضل سعيد صالح سالم وزير أمن الدولة في الشطر الجنوبي آنذاك سلام الله عليه تم تبادل السجناء تسعة مقابل أثنين ، التسعة خرجوا معززين مكرمين وبصحة جيدة والسجناء في الشمال نعم أعزائي القراء خلال الفترة المذكورة من عام 1984م إلى عام 1987م مكث الضباط المعتقلون المنتسبون إلى الأمن الوطني في سجن فتح محافظة عدن معززين مكرمين بل وقاموا بتدريسهم مهن مختلفة مثل نجارة وهندسة كهربائية وهندسة سيارات وغيرها وكانوا يمنحونهم إجازات أسبوعية خميس وجمعة ولم يتعرضوا إلى أي نوع من الإهانات أ و التعذيب أما الاثنين الضباط اللذين كانا في سجن الأمن الوطني في صنعاء وخلال الفترة المذكورة فقد تعرضا إلى كل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وقد تكرم طيب الذكر سعيد صالح سالم وزير أمن الدولة حينها بإيصال رسالة بالغة الأهمية حيث قال للرئيس علي عبدالله صالح " يا فخامة الرئيس لقد سلمنا لكم التسعة الضباط الذين كانوا مساجين لدينا بصحة جيدة واستلمنا منكم الاثنين الضباط من رفاقنا واحد مجنون وواحد معوق وكل منا عمل بأصله. كما أن الوزير سعيد صالح ومرافقوه الذين قاموا بزيارة سرية إلى صنعاء اعتذروا عن قبول الاستضافة والضيافة وعادوا على متن طيران اليمداء من صنعاء إلى عدن في نفس اليوم ، عودة إلى الموضوع في كل دول العالم قد يحصل الاعتقال والاعتقال الآخر والأسر والأسر الآخر والسجن والسجن الآخر بين الدول المتعادية لكن يحرم ويجرم أن يحصل تعذيب للسجناء ويعتبر جريمة بحق الإنسانية لا تسقط بالتقادم بحسب القانون الدولي الإنساني ، خلال عام 1985م تعددت اللقاءات الدورية بين قيادات الشطرين وكل منهم يحث على تسريع تحقيق الوحدة اليمنية وكانت تلك الخطب الرنانة للاستهلاك السياسي أو المزايدة السياسية التي لا تسمن ولا تشبع من جوع، في 13 يناير من عام 1986م حصلت أحداث مؤلمة قد كتبت عنها في هذه الصحيفة 17 مادة في أعداد سابقة البعض خمن أنها بفعل العدو التاريخي السعودية والبعض خمن بأنها بدعم أيادي خارجية من الرجعيات العربية لكن في الواقع أن تلك الإحداث المؤلمة رفاقنا في الاشتراكي هم الذين صنعوها بأيديهم وأن علي ناصر محمد وزمرته قاموا بالانقلاب على أنفسهم والأحداث والقتل والقتال كانت محصورة داخل الحزب وأن نحن أعداء أنفسنا وما أشبه الأمس باليوم فمازلنا نحن اليمنيين أعداء أنفسنا نقول الآن إن الامبريالية الأمريكية والرجعية السعودية والإمارات العربية المتحدة هم أعدائنا لكن في الواقع أن عدونا الرئيس هو الجهل والمذكورين أعداء فرعيين فإذا تخلصنا من عدونا الرئيس الجهل سنتخلص بسهولة ويسر من أعدائنا الفرعيين فمتى نتخلص من الجهل؟؟؟ سيظل السؤال مطروحا إلى أجل غير مسمى.