العميد الركن د/ حسن حسين الرصابي: منظومات حكم هلامية.. وواقعنا العربي والإسلامي ينبئ بالكثير، وتحديداً في إظهار تكالب التحديات وتعاظم النتائج الكارثية التي حلت بالبلاد والعباد ومدى مسؤوليات القيادات والنخب السياسية والثقافية والاجتماعية. ولم تمر المنطقة العربية والإسلامية بما تشهده اليوم من حالات استتباب الفوضى وانهيار التماسك جراء تمادي الصهاينة على المجتمعات العربية والإسلامية. فها نحن نشاهد ونعايش كل ذلك الصلف الصهيوني للنازي الصهيوني المسمى نتنياهو الذي أصبح منفوخاً مثل ديك رومي يتباهى بما قام به وما يقوم به ويصر علناً على انه سيقوم بمواصلة حربه الإبادية العدائية ضد العرب والمسلمين وفي المقدمة أبناء غزة.. فقد وصلت دباباته إلى ريف دمشق فهم اليوم على مرمى حجر من العاصمة السورية دمشق.. ولا يجد المرء تفسيراً منطقياً للتدخلات الصهيونية في الشأن السوري غير ان هذا الكيان يعاني من فائض قوة وفائض سيطرة.. ومن الملاحظ ان تتزامن مع الحملات الاستهدافية المباشرة للجغرافية العربية والإسلامية أيضاً حرب نفسية مكثفة وحملات إعلامية إحباطيه هدفها نشر حالات من الاستغباء والسيولة، الاجتماعية في سعي إلى كسر الارادات بصورة أساسية.. وكذا توجيه هزات لمنظومات الحكم التي تتحكم برسم الأمور.. وهذه استراتيجية صهيونية أمريكية غربية توافقت على ترويض الأوضاع العربية وقتل أية محاولة للنهوض أو حتى للتماسك وضمان ان يتم لجم الشعوب العربية والإسلامية من خلال أنظمة شديدة الارتباط بالقرار والاجندة التي تعمل بكل ثقلها على تقييد الإرادة العربية وتسيطر على أية مشاعر قومية أو إسلامية بحيث تكون الكلمة الأولى لصالح الكيان الصهيوني ولمصلحة استقرار المشروع الصهيوني وعلى هامش المتن في القضايا المثارة في الواقع الجيوسياسي لمنطقة الشرق الأوسط.. تجري الدوائر الاستخبارية ومأساتها المستمرة على هذا الواقع العربي وترى في انهيار في قيمه وضياع ثوابته مصلحة مهمة للغرب وفي الأخص المشروع الصهيوني الذي يجري دعمه واسناده من حيث الجوهر أو من حيث اتاحة المساحة الواسعة التي تضمن له القوة والتفوق والسيادة في القرار المؤثر في منطقة شديدة التعقيد وشديدة الاشتعال أو هكذا يراد لها حتى يتم تمرير قضايا عديدة وأنظمة فيها القوية والنافذة ان تستمر المنطقة العربية والمنظومة العربية للحكم وكذا النخب السياسية والاجتماعية مفككة وتدخل في الغموض والاضطراب وفي التوجس وفي الصراعات الخفية فيما بينها بحيث لا تقوى على اتخاذ حتى موقف معتدل مما يجري ويحدث في مفاصل هذه الجغرافية ومن يرى ذلك التنمر الواسع والتوحش الصهيوني تجاه الجنوب السوري وما تقوم به تل أبيب من اعمال ومن هجمات وصلت حد استهداف مواقع جوار القصر الرئاسي في دمشق وكذا استهداف عدد من المحافظات السورية، بل ان الصهاينة زادوا في صفاقتهم واستعلائهم أن حركو طائرة هيلوكوبتر نقلت أسلحة إلى دعم الدروز في السويداء.. وانتفاخة النازي الصهيوني مجرم الحرب نتنياهو بانه سوف يدافع عن الدروز ولن يبقى صامتاً إزاء النظام الحاكم في دمشق.. وتعدا الصلف الصهيوني أن أعلن الكيان الإسرائيلي انه سوف يستهدف أي طيران تركي في أجواء سوريا مما يعني ان تل أبيب قد اتجهت لفرض سيطرة جوية كاملة على الأجواء السورية.. وهناك نوايا إسرائيلية لتواجد عسكري دائم في الجنوبين اللبناني والسوري.. وتتجه الدعاية الإسرائيلية إلى مد أياديها الى العراق وإلى مصر وإلى الشمال السعودي.. والمستقبل حافل بالمتغيرات الصهيونية وبفرض الإرادات ولنكن على بينة أن المواقف مفتوحة على صور أكثر قتامة وأكثر سوداوية ولا سيما بعد ان يخلص الصهاينة الأمريكان من صولة غزة واحدة من المعطيات التي ما تزال تفرض ذاتها في المفهوم وفي المنحى الجغرافي وفي اطار الموقف الجيوسياسي من تاريخ هذه المنطقة الأشد اهتزازاً واضطراباً بما يسموه الشرق الأوسط ان المخابرات الدولية حريصة على ان ترصد كل تطور وليس ذلك فقط، بل يمتد الأمر إلى احداث تدخلات عاصفة لن يكون في منأى منها حتى أولئك الذين يبدون تعاوناً كاملاً ويتماهون مع الحسابات الصهيونية والأمريكية والمخاوف ان حالات التبلد هذه يمكنها ان تنشر حالات تمرد .. والخلاصة ان العربي قيادات ونخب ومواطنين محشورون في دراميات العجز والفشل والفوضى والبحث عن انتماء وعن ولاء وهم جميعاً ما بين الارتماء المذل في أحضان الأعداء، وما بين التوجس من الحلفاء ومن جيران الجغرافية من الشعوب الأخرى.. هم في فوضى وفي تخبط وفي اضطراب وفي انتظار ما ستؤول اليه الأمور وتطورات الموقف ولا يعلمون أي المواقف سوف تتلقفهم.. تجري اعلاماً وتسمع موسيقى الاناشيد الوطنية ولكنك لا ترى منظومات دول وأنظمة تعي مسؤولياتها.