في السادس من مايو 2025، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ عن وقف القصف الأمريكي على اليمن بعد ما قال إنه "تفاهم عبر وساطة عمانية"، ليتلقف الإعلام الغربي والعربي الخبر بوصفه "تحولًا استراتيجيًا" في علاقة واشنطن بالحرب على إسرائيل. لكن خلف هذه التصريحات، تكمن أكبر كذبة دبلوماسية رُوّجت لتضليل الشعوب وطمأنة العدو الصهيوني. 1. من قال إن أمريكا تخلّت؟ رغم إعلان ترامب وقف القصف، استمر: الدعم الاستخباراتي الإسرائيلي عبر الأقمار الصناعية الأمريكية. إمدادات الأسلحة إلى تل أبيب. اعتراض الصواريخ اليمنية فوق البحر الأحمر عبر البوارج الأمريكية. 1. الهدف من الكذبة: إنقاذ سمعة إسرائيل وتخفيف الضغط إعطاء انطباع زائف بانفكاك أمريكي عن إسرائيل. كسب الوقت لاحتواء الضغط الشعبي داخل أمريكا بعد ارتفاع الضحايا المدنيين في غزة. الالتفاف على المحور اليمني الذي أحرج تل أبيب وجعلها في مرمى الصواريخ لأول مرة من البحر. 1. الميدان يكشف الحقيقة: أمريكا ما زالت تقاتل بينما كان ترامب يتحدث عن "تفاهم"، أسقطت الدفاعات الأمريكية عشرات الطائرات اليمنية المسيّرة، وحاصرت بوارجها ممرات السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل، في عملية اسمها "الدرع الأزرق". كما تم تزويد "القبة الحديدية" بمنظومات طاقة عالية بتمويل أمريكي مباشر. 1. الإعلام وقع في الفخ أبرز العناوين التي صدرت بعد تصريح ترامب: "انشقاق أمريكي عن إسرائيل؟" "البيت الأبيض ينأى بنفسه عن الحرب" لكن كل هذه العناوين تجاهلت حقيقة واحدة: ترامب لم يوقف دعمه، بل غيّر شكله... من الصاروخ إلى الطاولة. 1. خطاب الحوثي يفضح الكذبة في خطابه بتاريخ 8 مايو، قال السيد عبد الملك الحوثي: "العدو الأمريكي هو من يقود الحرب دفاعًا عن إسرائيل... وإذا انسحب من قصفنا، فهذا لا يعني خروجه من المعركة." وأضاف: "كل دعم يقدم لإسرائيل، ولو كان بكلمة، هو مشاركة مباشرة في العدوان." خاتمة: الكذبة لا تعيش طويلًا لقد صدّق كثيرون كذبة ترامب، وظنّوا أن إسرائيل تُركت وحدها، بينما الحقيقة أن واشنطن تدير المعركة بخبث سياسي وعسكري، وتترك إسرائيل لتبدو ضحية، بينما هي المعتدية والمدعومة حتى النخاع. وحدهم اليمنيون كشفوا الكذبة بالصواريخ... وأعادوا تعريف الحقيقة في زمن التضليل.