حرب ينهش في أفئدة أشرف خلق الله.. في نفوس المرابطين الاتقياء من أبناء غزة فيما الموائد العربية في القصور تشكو من التخمة ومن تكديس الأغذية التي تملأ تلك المخازن والذي يصيب المرء بالألم ان المترفين والاغنياء والمتسلقين من أبنا أمة الضاد المأفونة في الملذات والترف والموائد المفتوحة كل هذا يجري بياناً عياناً جهاراً على شاشات التلفزة في أرجاء الأمة والوطن العربي الموبوء بالمتخمين في الوقت الذي يهاجم الجوع سكان عزة كبيرهم وصغيرهم ولا يندي من جبين الاعراب من محيطهم إلى خليجهم أدنى إحساس أو مشاعر. ومن الجلي ان كل هؤلاء الأعراب قد تبلدوا وظلت مشاعرهم وماتت فيهم النخوة والمروة والشهامة، وحين تطالعك المشاهد المؤلمة لتدافع أطفال غزة وشبابها على طلب الغذاء وعلى المساعدات الإنسانية ومصائد القتل يتأكد من: - إصرار الامريكان والإسرائيليين على إيقاع المزيد من الإذلال لأبناء أمة الضاد. - إعطاء الرأي العام الإسرائيلي صورة لما يمكن ان تقوم به حكومة نتنياهو المتطرفة من أعمال لكسر إرادة المقاومة. - شق الصف المقاوم بحيث يظهر صولة حكومة نتنياهو وضعف حكومة المقاومة في غزة. - محاولة تدجين المجتمع الدولي على مظاهر الاساءات إلى المجتمع العربي الإسلامي الغزاوي.. والسعي إلى احتواء الموقف الأوربي الضاغط على تل أبيب جراء حرب التجويع، والقتل المبرمجة ضد سكان غزة وأطفالها. - محاولة إرضاء إدارة ترامب بعد أن تعالت الأصوات الناقدة لتماهي الموقف الأمريكي مع الطغيان الإسرائيلي. هذه هي الحقيقة التي تحاول واشنطن تتناسيها أو تغيبها والاكتفاء بالقشور الرامية التي تسعى الى ان تكون الغطاء لموقفها من حرب التجويع والقتل عند مراكز التوزيع بعد أن تصاعدت وتيرت القتل بالعشرات كل يوم وبعد أن تصاعدت الانتقادات الدولية ضد السياسة الأمريكية بدءاً من استدعاء ات السفراء الإسرائيليين إزاء حرب التجويع والقتل الذي يشنها نتنياهو وحكومته المتشددة المتطرفة ولذا ندرك عندما ترفض الدول في المشاركة في توزيع المساعدات الإنسانية من خلال إشراف أمريكي إسرائيلي فقد ثبت ان الغرض هو كسر إرادة المقاومين في غزة وإيقاع المزيد من الاذلال على سكان غزة وعلى المرابطين هناك .. وليس كما تدعي إدارة ترامب ومعهم حكومة نتنياهو لمحاصرة حماس وعدم اتاحة الفرصة امامها لتعزيز سلطتها.. الذي يجعلنا نتساءل حول هذا الوضع.. الا يجدر بقادة العرب ان يقرأون المستقبل وما سوف يحفل به من عواصف ومن مواقف شديدة الاشتعال.. لآن ما جرى ويجري في قطاع غزة هو مجرد مؤشر لما سيأتي كاسحاً إلى المنطقة سواءً من المتغيرات السياسية أو من جراء استفحال النفوذ الإسرائيلي الذي يحدد دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وربما إلى أبعد من ذلك.. لأن ما ظهر في الاستراتيجية الإسرائيلية يصل الى مفهوم مفاده ان كل مرحلة توضع اهداف إسرائيلية أخرى معززة لنفوذها وامتداداتها الجغرافية التي سوف تؤمن للجيبولتيك الإسرائيلي الذي لا يبدوا له حدود معينة، بل حسب الانهيارات التي تصادف التحركات الإسرائيلية في الجغرافية العربية.. لذلك فأن حرب التجويع والقتل المنفذة في غزة هدفها ابعد مما يعلن عنه في الاعلام.. وله ابعاد استراتيجية إذ يجري من خلال ضرب غزة وتجويعها وتهجير أهلها.. صياغة معادلة إسرائيلية سوف تمتد إلى المنطقة العربية بكاملها وسوف تتوالى الانهيارات طالما وجدت قيادات عربية هشة وانبطاحيه ومرتهنة.. ان معاناة غزة وكارثة التجويع التي تواجهها تتطلب تحركاً فورياً وموقف جاداً من جميع الأطراف لا سيما الدول العربية والإسلامية التي تتحمل مسؤولية أخلاقية وإنسانية، ودينية تجاه الشعب الفلسطيني.. ان التكاتف والتحرك الفوري لإيصال المساعدات وإنها الحصار ووقف الإبادة ليس مجرد واجب انساني، بل هو ضرورة إخلافيه، ودينية لذي يتوجب على قادة الأمة العربية والإسلامية اتخاذ خطوات فاعلة لوقف حرب الإبادة وكسر الحصار وحرب التجويع الذي تستخدمه إسرائيل في غزة. 2 \ 7 \ 2025م