في معركة لم يحسب كيان العدو الصهيوني حسابها انقلبت الموازين لصالح ايران شعبا وجيشا وقيادة بعد ان رفعت إسرائيل الراية البيضاء مستنجدة بأمريكا لإنقاذها من ورطة 12 يوما تلقت خلالها ضربات موجعة بالصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية بشكل جعل الآلاف من المستوطنين يدفعون الاف الدولارات لتهربيهم عبر القوارب الى قبرص ومنها الى وجهتم السابقة قبل احتلال فلسطين . 26 سبتمبر – خاص الغباء القاتل جعل رئيس حكومة العدو الصهيوني نتنياهو يغفل في عدوانه السافر على إيران اهم عوامل القوة فيها قبل السلاح والمتمثلة في البعدين الجغرافي والديموغرافي وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ لم يعرف العالم في غابر الازمان سوى إمبراطورتين وقوتين عظيمتين هما الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية قبل ظهور الولاياتالمتحدة بخمسة الف عام ناهيك عن العصابات الصهيونية الدموية التي تم تجميعها من اشتات الأرض وزرعها في فلسطين قبل بضع عشرات من السنين. هذا أولا وثانيا ان غباء نتنياهو في استهداف الحاضنة الشعبية في ايران توهم انه سيؤثر على النظام ومن ذلك توجيه الخطاب المباشر للشعب الإيراني للتحريض بشكل مباشر على النظام وتارة بالتهديد بأخلاء مناطق واسعة بما في ذلك طهران من السكان بشكل جعل من استراتيجية العدو تمثل اكبر حافزاً لتلاحم الحاضنة الشعبية مع القيادة الإيرانية بما في ذلك المعارضة الإيرانية التي أعلنت من دول عدة رفضها للعدوان الصهيوني واستهدافها لتماسك الشعب الإيراني . القدرة على التسلح النووي توقيت العدوان الصهيوني على ايران الهادف الى القضاء على البرنامج النووي الإيراني جاء متأخرا ولم ولن يستطيع القضاء عليه حتى بعد ان دخلت أمريكا بشن غارات على المنشآت النووية الإيرانية (فوردو واصفهان ونطنز) وانه بعد هذه الضربات الفاشلة فإن اليورانيوم المخصب لا يزال موجودا في ايران والعقول النووية موجودة ايضا ولم تتضرر المنشآت وإن ايران باتت اقرب الى تصنيع سلاح نووي بعد ان وصلت نسبة التخصيب الى نسبة 60% بشكل يجعلها بحسب تأكيد بعض الخبراء في مجال الطاقة النووية قادرة على صنع 10 قنابل نووية تقليدية في بضعة أيام . ومما يشير الى ان إيران انتصرت في هذه الحرب التي جاءت لصالحها هو ان التدخل الأمريكي لم يكن بالشكل الذي تظنه إسرائيل وانما تدخل محدود لم يحدث أي تأثير بقدر ما كان مقدمة لوقف الحرب بين إسرائيل وايران والدعوة للسلام لان أمريكا تدرك ان التدخل بشكل ساحق ضد ايران سيشعل النيران في المنطقة وستتأثر المصالح الامريكية في المنطقة ومصالح دول المنطقة ومنها الصين التي يأتي 50% من نفطها المستورد من ايران والسعودية . من أوراق القوة المرعبة من ابرز نقاط القوة الإيرانية التي باتت تثير رعب العدو الصهيوني ما يلي - العمق الجغرافي والديموغرافي والتفاف الشعب حول القيادة الإيرانية. - بقاء البرنامج النووي الإيراني سليما رغم القصف الأمريكي. - قدرة ايران على صناعة السلاح النووي في وقت وجيز. - القدرات الصاروخية الفتاكة الفرط صوتية والطائرات المسيرة. - العلماء والخبرات العسكرية النووية المصنعة والمطورة للصواريخ مستمرة وقادرة على الإنتاج للمزيد من أسلحة الردع. - الموقع الجيوسياسي وتحكم ايران على اهم المنافذ البحرية (مضيق هرمز). - موقف كل من الصين وباكستان وتركيا وروسيا الرافض للمشروع الصهيوني في المنطقة. ماذا بعد امتلاك إيران القنبلة النووية؟ التوجس الدائم والقلق الوجودي لكيان العدو الصهيوني يزداد من امتلاك إيران للسلاح النووي وهذا ما جعل نتنياهو يقولها صراحة: "اذا امتلكت ايران السلاح النووي فإننا لن نبقى في المنطقة" ولذلك شن كيان العدو حربا عدوانية على إيران لكنها فشلت ويجري الحديث في الوسط الصهيوني عن النتائج التي ترتبت على العدوان الذي شنه الكيان على ايران ولم يحقق أي من الأهداف التي يحلم بها العدو وقادته منذ فترة طويلة، وعن خطر السلاح النووي الإيراني كان نتنياهو قد القى خطاباً أمام أعضاء الكونجرس في عام 2015م دعاهم فيه الى عدم الموافقة على الاتفاق النووي بين واشنطنوطهران لان البرنامج النووي الإيراني حسب قوله يمثل تهديدا على إسرائيل والغرب مما أدى الى توتر العلاقة بينه وبين الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في تلك الفترة. فيما يرى خبراء عسكريون ان امتلاك ايران للسلاح النووي بات ضرورة لتحقيق التوازن في الردع مع كيان العدو الصهيوني ولما فيه تعزيز امن واستقرار منطقة الشرق الأوسط. . ترامب يحذر"إسرائيل " وعن قوة وصمود إيران يقول المحلل السياسي أوري غولدبير في مقال نشرته "الجزيرة نت": "أظهرت إيران من القوة ما دفع ترامب إلى تحذير إسرائيل من أي هجوم آخر بعد أن بدا أنّ وقف إطلاق النار وُضع على المحك، وهكذا خرجت إيران من المواجهة- كما تحبّ دائمًا أن تظهر- صامدة، واقفة على قدميها، ومتمسّكة بقدرتها على رسم مسارها المستقبلي."