يعتقد الكثير من ابناء الحاضنة الشعبية لمحور الجهاد والمقاومة انهم قد قطعوا شوطا كبيرا في معركة التحرر والكرامة وأن ما تبقى لحسم الحرب الا القليل جدا من الزمان لتنتهي معاناة الأمة الاسلامية من هيمنة دول الاستكبار الامريكي والغربي في منطقة الشرق الاوسط جاء هذا الاعتقاد عندما تلاحقت هزائم الكيان الاسرائيلي الغاصب والولاياتالمتحدة في المنطقة ابتداء من افغانستان وصولا للعراق ولبنان واليمن وما أحدثه طوفان الاقصى من هزة عنيفة داخل اسرائيل والدول الداعمة لها .. وما ذهب اليه هؤلاء وبقياس المتغيرات ونتائج الميدان يؤشر اننا بالفعل نتجه صوب حسم الصراع لصالح المحور كون ما سبق العقدين الماضيين كان يصب في خانة اليأس المطبق من قدرة الأمة لإستعادة زمام المبادرة وامتلاك عناصر القوة لإدارة المواجهة بعد تفرد الغرب الداعم للكيان بقيادة العالم منفردًا .. ما حدث بعد طوفان الاقصى كان بالفعل هزة عنيفة اربكت الكيان الغاصب وجعله يشعر ببداية زواله الفعلي وان مكانته التي اجتهدت الولاياتالمتحدةالامريكية والدول الغربية ليكون القوة الاولى في منطقة الشرق الاوسط قد اهتزت وتراجعت كثيرا بعد تنامي قدرات محور الجهاد والمقاومة خاصة قوة الجمهورية الاسلامية في ايران هذا الشعور انسحب كذلك للدول الداعمة لإسرائيل فقررت التدخل المباشر وبقوة لاستعادة ترتيب وضعية الكيان الغاصب في رسالة واضحة انهم لن يسمحوا بفكرة تهديد اسرائيل او بروز قوى تمتلك عوامل القوة والردع امام هذا الكيان مهما كلف الامر .. رتبت امريكا وحلفاؤها الغربيون الخطط اللازمة لإيقاف التنامي لدى محور الجهاد والمقاومة واستنفرت جميع امكانياتها وادواتها في المنطقة خاصة الدول العربية المطبعة وأحكمت تنفيذ مخططها بهدف ضرب النفسيات لكن بإستراتيجية استهداف رأس الهرم لدى مكونات المحور فاغتالت في اوقات متقاربة قادة المقاومة في حماس وحزب الله والجمهورية الاسلامية في ايران وكان آخرها قادة الصف الاول من قيادات الجيش والحرس الثوري الايراني فيما عرف بعملية قوة الاسد التي نجا منها سماحة الامام السيد علي الخامنئي المرشد العام والتي نشهد تداعياتها اليوم وكيف ردت ايران على ذلك الاستهداف بعملية الوعد الصادق 3 .. ما بين طوفان الاقصى وعملية الوعد الصادق 3 وما اقدمت عليه الولاياتالمتحدةالامريكية والكيان الغاصب مجموعة افعال في الميدان عندما كانت تقع كانت تحدث ردات فعل لدى جمهور الطرفين فعملية طوفان الاقصى والوعد الصادق وما بينهما من ثبات وعنفوان وبسالة المقاومة الاسلامية في فلسطين بقيادة حركة حماس والجهاد الاسلامي وما رافق هذا الاستبسال من بروز دور الجمهورية اليمنية والحشد الشعبي في العراق كمساند وداعم لمظلومية غزة وما تتعرض له من حرب ابادة اضافة الى تغير المزاج الشعبي العالمي تجاه اسرائيل وبروز وجهها القذر والقبيح في العالم جميعها سجلت نقاط تفاؤل ومظاهر انتصارات تتوالى لصالح محور الجهاد والمقاومة وما قابلها من آثار نفسية سيئة احدثتها جرائم الابادة التي يتعرض لها شعب غزة والاغتيالات التي طالت قيادات المقاومة وعلى رأسها اغتيال السيد حسن نصر الله ويحيى السنوار والكثير من قادة الصف الاول لحماس وحزب الله وداخل ايران وموقف الدول العربية المطبعة مع الكيان وسقوط سوريا بيد ادوات امريكا وصولا لتكالب الغرب وعلى رأسه امريكا ضد الجمهورية الاسلامية في ايران بعدما مارست حقها المشروع في الدفاع عن النفس وكيف تجرأت امريكا لضرب مفاعلات ايران النووية جميعها خلقت ضربة ارتدادية لدى الكثير من جماهير الجهاد والمقاومة ادخلت اليأس من جديد خاصة على مجاميع كانت قد انحازت لجانب المحور بعدما كانت محايدة ما لبثت ان تأزمت نفسيتها وصارت محبطة من جدوى المواجهة التي يرون فيها استعادة هيمنة الكيان والغرب وتراجع وخسارة المحور وان حتمية زوال اسرائيل لا زالت بعيدة جدا .. ما نشهده من ثبات وتصاعد ضربات ايران في عملية الوعد الصادق 3 لمن يفهم تطورات الاحداث ويؤمن بضرورة المواجهة الى النهاية خاصة الجماهير العريضة الواعية الفاعلة من جماهير المحور الذي لديه اليقين المطلق بجدوائية المواجهة فإن ما يحدث في الميدان كله يصب في اتجاه الحسم الايجابي للمعركة لصالح المحور حتما وبلا ريب .. معركة اليوم دخلها محور الجهاد والمقاومة وهي تعدها معركة الخلاص وانها معركة وجودية بعدما ظهر كل طرف من اطراف المواجهة على حقيقته فمن غير المعقول ان نعتبر معركة اليوم معركة اثبات مواقع وتحقيق مصالح ومكاسب لنفوذ او معارك فعل وردت فعل او ما شابه فالمعركة تعتبر معركة حق صريح وباطل صريح وما ميز هذا التوصيف وصار ظاهرا هو الموقف من القضية الفلسطينية فمن يقف في خندق نصرة فلسطين مؤكداً أنه يمثل جانب الحق المطلق والعكس صحيح حتى لو وجدنا دولا عربية واسلامية تقف في خندق واحد مع اسرائيل والدول الغربية.. هنا تبرز الحقيقة والتي اختصرها شهيد الاسلام والانسانية السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه) بقوله ( نحن عندما ننتصر ننتصر وعندما نستشهد ننتصر) وهي عبارة اختزلت جميع مفاهيم وعوامل النصر وفق سنن الله في الكون وبالتأكيد ان جمهور الجهاد والمقاومة يستوعب هذه الملامح وسيمضي داعما ومساندا لأي خطوات تذهب بالمواجهة الى نقطة اللاعودة فإما نكون اولا نكون فلماذا نمكن العدو الكافر والمنافق من ان ينال من معنوياتنا التي ارتفعت وتعالت وثبتت بفعل ايماننا بقدسية انتمائنا للحق وحملنا لراية الخلاص من جبروت وطغيان واستقواء الكافرين والمنافقين.. والعاقبة للمتقين .