تثبت المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة أنها تمسك بزمام المبادرة في ميادين القتال والمواجهة مع القوات الصهيونية المتوغلة في القطاع، وذلك من خلال ما تجسده من احترافية قتالية وقدرة على تطوير تكتيكاتها العسكرية وإعادة إنتاج اشكال جديدة من عملياتها النوعية والمركبة بالإضافة إلى إعادة تنظيم صفوفها، ومن خلال أيضا ما تجسده من جرأة كبيرة وخاصة في الاشتباك المباشر مع قوات العدو وتنفيذ عمليات الإغارة والتسلل والاستهداف والتفجير والتدمير والاحراق للدبابات والآليات العسكرية وناقلات الجند المدرعة، ومباغتة العدو من خلف خطوط تموضعه ومناطق سيطرته التي اعتقد أنها أصبحت آمنة وتكبيده المزيد والمزيد من الخسائر فادحة في الأرواح والعتاد.. في التقرير التالي سنتناول أبرز العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد القوات الصهيونية المتوغلة في قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية، كما سنتناول تطورات حرب الإبادة التي يشنها كيان الاحتلال ضد أهالي قطاع غزة.. فإلى التفاصيل: موسى محمد حسن يؤكد محللون عسكريون ان المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تبني نقاط قوتها على تهديم نقاط ضعف جيش الاحتلال الصهيوني، حيث تقوم باستهداف جنوده لتعميق النقص الذي يعانيه في القوة البشرية، وتحاول أيضا ضرب معنوياته بتصعيد الخطاب الإعلامي حول إمكانية أسر جنود صهاينة من ميادين المواجهة.. وتستخدم المقاومة الكمائن وعمليات التسلل والإغارة والاشتباك المباشر، مما يثبت أنها قادرة على إعادة إنتاج شكل جديد من عمليات المقاومة، وأنها أعادت تنظيم صفوفها. وأظهرت المقاومة تطوراً لافتاً في أدائها وظهر ذلك جليا في نجاح عملياتها، من خلال الرصد والتخطيط والمراقبة الدقيقة لأماكن تموضع قوات الاحتلال، بالإضافة إلى أن نجاحها في اكتشاف الثغرات الأمنية التي تتيح لها زرع حقول ألغام ووضع عبوات ناسفة ومتفجرة وتفخيخ منازل ومباني بالإضافة الى مهاجمة واستهداف مواقع جيش الاحتلال. استهداف تجمعات لجيش للاحتلال وخطوط الإمداد لقواته وفي سياق الملاحم البطولية والعمليات العسكرية النوعية التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة خلال معارك التصدي والمواجهة مع جيش الاحتلال والتنكيل بقواته المتوغلة في القطاع، بثت سرايا القدس يوم أمس الأحد، مشاهد قالت إنها من قصف مجاهديها بقذائف الهاون تجمعات لجنود وآليات الاحتلال الصهيوني وخطوط الإمداد في خان يونس جنوبي قطاع غزة. وتضمنت المشاهد عملية الإعداد والتجهيز لإطلاق قذائف الهاون باتجاه الهدف الصهيوني، ثم التنفيذ من قبل مجاهدين من السرايا. وأظهرت أيضا مكان سقوط قذائف الهاون التي أطلقها مجاهدو السرايا، حيث تصاعد الدخان من المكان المستهدف. وفي إطار عملياتها المتواصلة منذ فترة في مختلف مناطق القطاع، أعلنت سرايا القدس في وقت سابق تدمير آلية عسكرية صهيونية بعبوة تم زرعها قبل 4أيام على طريق كيسوفيم شمال شرق خان يونس. ومن جهتها، أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس تدمير آليات صهيونية في غزة. وكانت مواقع صهيونية أكدت أمس الأول السبت، أن مقاومين فلسطينيين اشتبكوا في خان يونس مع جنود "الجيش الإسرائيلي" الذين تم نقل بعضهم جوا بعد إصابتهم، وفجروا مباني مفخخة أثناء الاشتباك. وقالت هذه المصادر أن فلسطينيين خرجوا من الأنفاق واشتبكوا مع جنود الجيش في خان يونس. قنص جنود وتدمير دبابات ويوم أمس الأول -السبت-، أعلنت كتائب القسام أن مجاهديها تمكنوا من قنص جندي صهيوني وإصابته إصابة قاتلة في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس. كما اعلنت كتائب القسام تدمير دبابة صهيونية من نوع ميركافا بعبوة ناسفة شديدة الانفجار في حي الزيتون بمدينة غزة يوم السادس من يوليو الجاري. وفي عملية سابقة، قالت الكتائب إن مجاهديها فجّروا جرافتين عسكريتين من طراز "دي9" بعبوات شديدة الانفجار في حي الزيتون. وسبق أن أعلنت كتائب القسام أنها استهدفت الخميس الماضي دبابة ميركافا صهيونية بعبوة أرضية شديدة الانفجار، تم إعدادها مسبقا، في منطقة "المسلخ" جنوب غربي مدينة خان يونس. وكانت كتائب القسام قد بثت قبل بضعة أيام مشاهد توثق محاولة أسر الجندي الصهيوني "أزولاي" قبل تصفيته، إلى جانب صور أظهرت هروب جندي صهيوني من مقاتليها، في تناقض مع الرواية الصهيونية. قصف تجمعات وتفجير آليات من جهتها، أعلنت سرايا القدس، يوم أمس الأول -السبت-، أن مجاهديها دمروا آلية صهيونية من نوع ميركافا بتفجير عبوة مضادة للدروع أثناء توغلها شرق حي التفاح بمدينة غزة. كما قالت السرايا إنها فجّرت آلية عسكرية صهيونية بعبوة برميلية شديدة الانفجار في منطقة الشيخ ناصر شرق خان يونس، وأكدت قصف تجمعات لجيش الاحتلال بقذائف الهاون في جبل الصوراني شرق حي التفاح بمدينة غزة. في المقابل، أفادت وسائل إعلام عبرية يوم أمس الأول، بإصابة 4جنود صهاينة في انفجار عبوة بمركبة عسكرية في خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقالت إن جنديا خامسا أُصيب خلال اشتباكات شمالي غزة.. حدث أمني واشتباكات مباشرة وكانت وسائل إعلام صهيونية قد تحدثت مساء أمس الأول السبت، عن حدث أمني في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وقالت ان اشتباكات مباشرة جرت بين المقاومة وجنود صهاينة. ووفقا لما نشره الإعلام الصهيوني، فقد خرج مقاتلو المقاومة من الأنفاق واشتبكوا مع الجنود الصهاينة الذين تم نقل بعضهم جوا بعد أصابتهم. كما قام مقاتلو المقاومة بتفجير بعض المنازل المفخخة في المنطقة خلال الاشتباكات مع الجنود الصهاينة. وفي وقت سابق من يوم أمس الأول، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن 5جنود صهاينة أصيبوا في 3حوادث منفصلة بقطاع غزة، وأن مروحيات الجيش الصهيوني نقلت عددا من المصابين. وفي ذات اليوم، أعلنت سرايا القدس تدمير آلية عسكرية صهيونية بعبوة تم زرعها قبل 4 أيام على طريق كيسوفيم شمال شرق خان يونس. كما أعلنت سرايا القدس وكتائب القسام، تدمير آليات صهيونية في غزة، فيما بثت مواقع عبرية صورا لإجلاء عدد من الجنود المصابين بمروحيات عسكرية إلى مستشفيات داخل كيان الاحتلال. إلى ذلك، قالت مواقع صهيونية ان معارك واشتباكات عنيفة استمرت لساعات، بعضها جرى وجها لوجه في مناطق متعددة من قطاع غزة، وسط تصاعد لافت في وتيرة المواجهات وتكثيف لاستخدام سلاح العبوات والكمائن. وبثت وسائل إعلام صهيونية صورا لمروحيات عسكرية تُقل مصابين من مواقع الاشتباك، وأشارت إلى وصولها لمستشفيات تل هشومير وبيلينسون وسوروكا وإيخيلوف، ما يعكس اتساع رقعة الإصابات. في غضون ذلك، وثّقت صور خاصة تحليق طائرات حربية صهيونية على ارتفاع منخفض جنوب القطاع، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي استهدف محاور قتالية شمال مدينة خان يونس. تكتيكات جديدة وفي السياق، قالت شبكة "سي إن إن" الأميركية إن الهجوم الذي نفذته كتائب القسام منذ أيام في بيت حانون يعكس تحولا في تكتيكات الحركة نحو "حرب العصابات"، رغم ما تعرضت له من استنزاف. وذكرت الشبكة أن الهجمات الأخيرة تثبت أن هدف كيان الاحتلال في القضاء على حماس لا يزال بعيد المنال، مشيرة إلى أن المقاومة لا تزال قادرة على المبادرة ونصب الكمائن للقوات الصهيونية. ونقلت الشبكة عن الجنرال الصهيوني المتقاعد يسرائيل زيف، الرئيس السابق لهيئة العمليات في جيش الاحتلال، أن حماس درست نمط حركة القوات الصهيونية وحددت نقاط الضعف بدقة. مقاوم فلسطيني يتسلل ويلقي عبوات داخل آلية صهيونية إلى ذلك، بثت هيئة البث الصهيونية يوم أمس الأول السبت، مقطع فيديو لمقاوم فلسطيني وهو يتجه نحو آلية صهيونية ويلقي عبوات بداخلها.. وأظهر مقطع الفيديو الذي بثته هيئة البث الصهيونية، مقاوما فلسطينيا وهو يتجه بسرعة نحو آلية صهيونية كانت متوقفة في منطقة بشمال قطاع غزة ويلقي عبوات بداخلها، ثم يعود مسرعا دون أن يصاب بأي أذى إلى المكان الذي انطلق منه. وأظهر المقطع، اندلاع النيران في الآلية الصهيونية، حيث تصاعد دخان كثيف منها وانتشر في كامل المنطقة. وقالت وسائل إعلام صهيونية ان مقطع الفيديو تضمن هجوما لمقاتلين فلسطينيين شمالي القطاع، استهدف أحدهم آلية صهيونية بقذيفة "آر بي جي". وفي نفس السياق، ذكرت مواقع صهيونية أن مقاومين فلسطينيين خرجوا من الأنفاق واشتبكوا مع جنود "الجيش الإسرائيلي" في خان يونس جنوبي القطاع. وهذا المشهد البطولي مماثل لمشهد بطولي نفذه أحد مجاهدي كتائب القسام خلال الشهر الماضي في منطقة خان يونس، حيث تمكن أحد مجاهدي القسام من التسلل إلى قلب منطقة عسكرية صهيونية شديدة التحصين، وصعد فوق ناقلة جند مدرعة، وألقى عبوة "شواظ" الناسفة داخل قمرة القيادة، قبل أن ينسحب من الموقع بمهارة. وكان ذلك في كمين بخان يونس، وأسفر عن مقتل 7جنود صهاينة. وتقوم فصائل المقاومة الفلسطينية في الفترة الأخيرة بعمليات نوعية ضد قوات الاحتلال الصهيوني في مختلف مناطق قطاع غزة وخاصة في خان يونس والشجاعية وجباليا، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال. تطورات حرب الإبادة ويواصل كيان الاحتلال الصهيوني عدوانه الوحشي وحرب الإبادة على قطاع غزة بدعم أمريكي مطلق وكامل. وفي سياق مجازر الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أهالي غزة، قالت مصادر في مستشفيات قطاع غزة أمس الأحد، ان عشرات الفلسطينيين استشهدوا في غارات صهيونية على القطاع منذ الفجر أمس الأحد وحتى بعد الظهر، بينهم 21 في مخيم النصيرات. وافادت المصادر ان عدد الشهداء ارتفع إلى 50 بسبب الغارات الصهيونية على القطاع منذ فجر أمس حتى بعد الظهر بينهم، 21 بمخيم النصيرات. واستقبل مستشفى العودة 10 شهداء -بينهم 6 أطفال- و16 مصابا بعد استهداف الاحتلال نقطة توزيع مياه في شمال غرب مخيم النصيرات. وأفادت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بوصول جثامين 10 شهداء إضافة إلى مصابين، بعضهم أطفال، سقطوا إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة "العربيد" في جنوب مخيم النصيرات. وأفاد مصدر في مستشفى الشفاء باستشهاد 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على شقة سكنية في شارع حميد غربي غزة، كما استقبل المستشفى شهيدة و3مصابين إثر قصف شقة سكنية لعائلة الداية بمحيط مسجد المجمع الإسلامي في حي الصبرة جنوبيغزة. وذكر مجمع ناصر الطبي أن 6فلسطينيين استشهدوا في قصف إسرائيلي على خيمة نازحين في منطقة المواصي، وأعلن استشهاد فلسطينيين في قصف من مسيرات إسرائيلية شمالي مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وأفاد مصدر في المستشفى المعمداني باستشهاد 6أشخاص بينهم الطبيب أحمد قنديل في قصف إسرائيلي على منطقة السامر وسط مدينة غزة، وأكد أن قصفا إسرائيليا استهدف حي الزيتون أدى إلى استشهاد شخص وإصابة آخرين. وذكر مصدر في الإسعاف والطوارئ أن فلسطينيا استشهد وأصيب آخرون إثر استهداف قوات الاحتلال منتظري المساعدات شمالي رفح. وأعلن الصليب الأحمر أن المستشفى التابع للمنظمة في رفح استقبل أمس الأول السبت، 132مصابا بالسلاح ضمن إصابات جماعية قرب مواقع توزيع المساعدات، وأشار إلى أنه منذ إنشاء مواقع توزيع المساعدات عالجت فرق المنظمة أكثر من 3400مصاب بالأسلحة وسجلت استشهاد أكثر من 250شخصا. 196 ألف شهيد وجريح والعدوان مستمر ويرتكب كيان الاحتلال الصهيوني -بدعم أميركي مطلق- إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلّفت نحو 196 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح حتى الآن، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.