المقاومة حق مشروع كفلتها نصوص القانون الدولي وكافة الاتفاقات والمعاهدات الدولية لأي شعب واقع تحت وطأة سلطة احتلالية، وليست المقاومة الفلسطينية بدعًا في مقاومة السلطات الاحتلالية الصهيونية، وبرغم رميها من بعض دراويش الأنظمة الحاكمة بسهام التكفير، فقد لقي نضالها من أجل تقرير المصير من رموز عالمية أغلبها غير إسلامية تأييدًا ودعمًا منقطعي النظير. ظفر المقاومة بتعاطف نخبوي قوي لعل أكثر ما أضر بقضية «فلسطين» -بعد خذلان حكام العرب والمسلمين- قبول سلطة «أوسلو» بتفضل السلطات الصهيوإسرائيلية عليها بسلطة شكلية وتحملها عبء تنسيقات أمنية وضعتها في مواجهة دائمة مع المقاومة التي حملت على عاتقها عبء النضال والتصدي لكل مخططات الاحتلال من أجل نيل ما يصبو إليه الشعب العربي الفلسطيني من حرية واستقلال، وكان آخر ما قامت به «طوفان الأقصى» الذي لقنت من خلاله كيان العدو درسًا لن ينسى، وأفشلت تسريع مسار التطبيع، فإذا بدراويش الأنظمة العربية العميلة المتعاملة مع الكيان الصهيوني من تحت الطاولة يشنون عليها حربًا شعواء ويعتبرون جهادها ضد الصهاينة المعتدين خروجًا على ثوابت الدين ومنحهم المبرر لقتل المدنيين، وكأن فلسطينيي «الضفة» و«القدس» الذين لم يقوموا ب«طوفان أقصى» لم يتعرضوا لأيِّ أذى. لكن في مقابل موقف أولئك الدراويش الأدعياء الخاذل للمقاومة وللقضية على السواء، ظفرت المقاومة -بالتزامن مع الذكرى السنوية ل«طوفان الأقصى»- بتأييدٍ نخبويٍّ نوعيٍّ اختزل -بنخبويته- البشرية جمعاء، وذلك ما يُفهم من استهلال التقرير الإخباري المعنون [شخصيات بارزة دولية وعربية تطلق عريضة دولية لدعم المقاومة الفلسطينية ورفض التطبيع] الذي نشرته مجلة «الهدف» الفلسطينية -نقلا عن «منصة تقدم»- في ال7 من أكتوبر 2024 الاستهلال التالي: (أعلنت مجموعة من الشخصيات السياسية والنقابية والأكاديمية البارزة، صباح اليوم، عن إطلاق عريضة دولية دعماً للمقاومة الفلسطينية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمعركة "طوفان الأقصى". وتضمنت العريضة إعلان موقف واضح ضد التشكيك في نضال المقاومة والتعاون مع الأنظمة المتحالفة مع الاحتلال الإسرائيلي. أشارت العريضة إلى التزام الموقعين على دعم مشروع التحرير الوطني الفلسطيني، وحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتقرير المصير على كامل ترابه الوطني. كما أكدت على ضرورة مواصلة المقاومة بكافة أشكالها ضد المشروع الصهيوني وحلفائه الغربيين والإمبرياليين. ونددت العريضة بكل الأصوات التي تتبنى مواقف معادية للمقاومة وتشكك في مشروعها، معتبرةً أنَّ هذه الأصوات تسعى لزعزعة الجبهة الداخلية من خلال وصف المقاومة بعبارات مستفزة ومهينة). وقد بلغ عدد الموقعين على هذه العريضة الدولية حوالي 170 شخصية نخبوية جمعت بين السياسي والإعلامي الناشط والنقابي والحقوقي والبرلماني والمؤرخ الأديب والعالم، وتمثلت فيها معظم أقطار العالم. إشادة راهبة أمريكية بوطنية «حماس» وبخلاف موقف رأس المداخلة الذي استهدف المقاومة الفلسطينية -في بداية «طوفان الأقصى»- بتسجيلٍ تحريضيٍّ شهيرٍ قال فيه: "الإسرائيليون لديهم أخلاق مع الفلسطينيين، لقد فتحوا لهم الجامعات والصحف وأعطوهم الحرية في التعبد في مساجدهم، وعلى المسلمين محاربة الإخوان المسلمين -يقصد حركة «حماس»-، فهم أفسدوا الإسلام والمسلمين وجهادهم فارغ من المضامين"، فاجأت راهبة أمريكية العالم أجمع بتصريحات أكدت فيها أنَّ حركة «حماس» حركة مقاومة فلسطينية تدافع عن حقوق شعبها في الحياة وفي البقاء مشيرة إلى أنَّ السياسات الاستيطانية الصهيونية في أرض فلسطين تلحق الأذى بالمسلمين والمسيحيين على حدٍّ سواء، وذلك ما أشير إليه بوضوح جلي في سياق الخبر الصحفي المعنون [راهبة أميركية: حماس حركة مقاومة، والمسيحيون يعانون بسبب الاحتلال] الذي نشره «الجزيرة نت» يوم أمسٍ الأول بما يلي: (أثارت تصريحات راهبة أميركية ظهرت في برنامج تلفزيوني شهير بالولاياتالمتحدة جدلًا واسعًا بعدما تحدثت عن تجربتها التي عاشتها على مدى عقدين في الأراضي الفلسطينية، مؤكدةً أنَّ المسيحيين هناك يواجهون معاناة مشابهة لتلك التي يعيشها المسلمون تحت الاحتلال الإسرائيلي. وقالت الأم «أغابيا ستيفانوبولوس» التي أقامت منذ 1996 في بلدة «بيثاني» الفلسطينية في الضفة الغربيةالمحتلة -في مقابلة مع الإعلامي الأميركي «تاكر كارلسون»: إنَّ حركة المقاومة الإسلامية {حماس} "حركة مقاومة تدافع عن شعبها وأرضها"، مشيرةً إلى أنَّ السياسات الإسرائيلية جعلت حياة الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين على حدٍّ سواء "شديدة الصعوبة"، بسبب القيود على الحركة ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات. وأضافت أنَّ عدد المسيحيين الفلسطينيين تراجع بشكل كبير منذ النكبة عام 1948، نتيجة التضييق والتهجير، مؤكدةً أنَّ "المشكلة ليست دينية، بل وطنية"، إذ يتعرض المسيحيون للتمييز ذاته بسبب هويتهم الفلسطينية. وانتقدت الراهبة ما وصفته ب"الدعم الأعمى" من بعض المسيحيين الصهاينة في الولاياتالمتحدة لإسرائيل، مؤكدةً إنهم يتجاهلون معاناة المسيحيين الفلسطينيين ويبررون الاستيطان ومصادرة الأراضي. كما أشارت الأم «أغابيا ستيفانوبولوس» إلى تعرض كنائس ومؤسسات مسيحية في الضفة وغزة للقصف والدمار، معتبرةً ذلك العمل المشين جزءًا من استهداف ممنهج للفلسطينيين).