شرطة عدن تعلن عن مستجدات في قضية اغتيال شيخ العقارب    السقلدي: من يترحم على الاحتلال البريطاني يهين دماء الشهداء ويشكك بمشروعية الثورة    من قتل الحمدي قتل أمين؛ ومن قتلهما قتل اليمن    جدولة معلّقة.. خلاف خفي بين اليمنية وإدارة مطار المخا    جدولة معلّقة.. خلاف خفي بين اليمنية وإدارة مطار المخا    جدولة معلّقة.. خلاف خفي بين اليمنية وإدارة مطار المخا    قراءة تحليلية لنص "فضاءٌ ضاق بطائر" ل"أحمد سيف حاشد"    يوفنتوس يخطط للتعاقد مع سكرينيار    لحج.. ندوة نسوية تناقش تمكين المرأة الريفية في التنمية    عدن تغرق في الظلام مع ارتفاع ساعات انقطاع الكهرباء    صنعاء: ضبط 2,957 دراجة نارية خلال 5 ايام    سقوط كذبة الحكم الذاتي واحتراق ورقة الإخوان في حضرموت    وزارة الشباب تنظم فعالية تأبينية للوزير الشهيد الدكتور محمد المولَّد    بريطانيا: مجموعة الاتصال ستقدم مساعدات بقيمة 66.7 مليار دولار لأوكرانيا    مسير ووقفة مسلحة في مديرية صنعاء الجديدة بالذكرى الثانية ل "طوفان الأقصى"    عطيفي يتفقد أعمال الجمعية الزراعية في باجل بالحديدة    دي يونغ يجدد عقده مع برشلونة حتى عام 2029    هل نشهد قريبًا تحركًا حقيقياً لإعادة تشغيل مصفاة عدن.!    انتقالي يهر والسلطة المحلية يكرمان أوائل طلاب ثانوية الشهيد عبدالمحسن بالمديرية    تقرير : أكتوبر مجيد عهد جديد.. الجنوب يحتفي بالذكرى ال 62 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد    ابتكار قرنية شفافة يقدم حلا لأزمة نقص التبرعات العالمية    اعتقال مسؤول محلي سابق وناشط مدني خلال تظاهرة احتجاجية في عدن    صندوق المعاقين يحوّل الدفعة الثانية من المساعدات الدراسية للعام 2024-2025    الذهب يرتفع قرب مستوى قياسي جديد    مرصد منظمة التعاون الإسلامي: الأقصى يواجه اقتحامات إسرائيلية يومية رغم وقف إطلاق النار    تعز تودع شهيدين من أبطال الجيش الوطني    باكستان تضرب محطتي نفط وكهرباء في كابل وانباء عن هدنة مؤقتة    معهد امريكي: شواء اللحوم يزيد خطر الاصابة بالسرطان    انجاز امني: ضبط عصابة خطف التلفونات بالدراجات النارية    جنيه الذهب يخترق حاجز ال 500 الف ريال في اليمن    منع صيد الوعول مؤقتاً في حضرموت    ذمار.. مقتل مواطن برصاصة طائشة خلال خلاف عائلي    صنعاء.. جمعية الصرافين تعمّم بإعادة التعامل مع شركة ومنشأة صرافة    لبنان تقترب من الآسيوية.. واليمن تضرب بتسعة    برأسيتين.. قطر تعبر إلى المونديال    صعود الذهب إلى قمة تاريخية جديدة    المنتخبات المتأهلة لكأس العالم 2026    قراءة تحليلية لنص "الأمل المتصحر بالحرب" ل"أحمد سيف حاشد"    اليمن يقترب من التأهل لكأس آسيا 2027 بعد اكتساح بروناي    مبابي يتصدر قائمة أفضل مهاجمي العالم ومرموش يتفوق على رونالدو    أصبحت حديث العالم ...فأر يقتحم مباراة بلجيكا وويلز في إطار تصفيات كأس العالم .!    اندلاع حريق في مخيم للنازحين بأبين    عدن.. ضبط سائق باص حاول اختطاف فتاة    شبام.. القلب النابض في وادي حضرموت يرفع اليوم صوت الجنوب العربي عالياً    صندوق النقد يرفع توقعاته للنمو في السعودية إلى 4% في 2025    ما سر حضور رئيس فيفا قمة شرم الشيخ؟    دراسة: الإقلاع عن التدخين في مرحلة متقدمة يبطئ تدهور الذاكرة    الضالع بعيون ابينية    متى يبدأ شهر رمضان 2026/1447؟    448 مليون ريال إيرادات شباك التذاكر في السعودية    القلم الذي لا ينقل أنين الوطن لا يصلح للكتابة    موقف فاضح للمرتزقة في مصر    أبناء وبنات الشيباني يصدرون بيان ثاني بشأن تجاوزات ومغالطات اخيهم الشيباني    أبناء وبنات الشيباني يصدرون بيان ثاني بشأن تجاوزات ومغالطات اخيهم الشيباني    ورثة المرحوم " الشيباني " يجددون بيانهم ضد عبد الكريم الشيباني ويتهمونه بالاستيلاء والتضليل ويطالبون بإنصافهم من الجهات الرسمية    قطاع الحج والعمرة يعلن بدء تطبيق اشتراطات اللياقة الطبية وفق التعليمات الصحية السعودية لموسم حج 1447ه    الرمان... الفاكهة الأغنى بالفوائد الصحية عصيره يخفض ضغط الدم... وبذوره لها خصائص مضادة للالتهابات    ما فوائد تناول المغنيسيوم وفيتامين «بي-6» معاً؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد مرور 40 عاما على مؤتمر بازل .. المسيحية الصهيونية تتوسع في دعم رؤية »إسرائيل الكبرى«
نشر في 26 سبتمبر يوم 25 - 08 - 2025

بعد 88 عاما.. وفي نفس المدينة بازل السويسرية، وفي نفس القاعة, انعقد خلال الفترة 27- 29 أغسطس 1985م, أول مؤتمر صهيوني مسيحي دولي, ضم أكثر من 600 رجل دين ومفكر مسيحي, وقد هتفوا بحياة (إسرائيل الكبرى), وصلوا من أجل "عاصمتهم الموحدة الأبدية القدس"..
وقرروا الانتشار في الأرض تنظيما وحركة وفكرا لخدمة وحماية وتكملة المشروع الصهيوني, ومن أجل "ارضاء الرب".
علي الشراعي
لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تجسد مركز استقطاب الحركات الصهيونية المسيحية المعاصرة، هذه الحركات تتجذر في الكنيسة الإنجيلية الأمريكية وتمتد فروعها في شتى شرائح المجتمع الأمريكي عبر الكنيسة والإعلام والجامعة معا.
الصهيونية المسيحية
برزت في النصف الأول من القرن العشرين العديد من المنظمات الصهيونية المسيحية، وقد كان لها دور كبير في السياسة الخارجية الأمريكية وخصوصا فيما يتعلق بقضية فلسطين, واقامة دولة لليهود فيها، ففلسطين عند التيار الأصولي المسيحي وخصوصا التيار الرئيسي البروتستانتي الأمريكي, والذي وصل تعداده في بداية التسعينيات من القرن الماضي لأكثر من 75 مليون نسمة هي "الأرض المقدسة التي كانت مسرحا لأحداث العهد القديم.. وإن إنشاء إسرائيل واستعادة اليهود للقدس هما اشارتان رئيسيتان لتحقيق النبوءة بنهاية الأزمنة, وبرهانا على صلاحية التوراة"، حيث وجد فيها أكثر من 250منظمة من المنظمات المسيحية الصهيونية مع نهاية التسعينيات من القرن الماضي.
منظمة السفارة
لا تقف الحركة الصهيونية المسيحية عند حدود المنظمات الأمريكية ودوها, بل إنها تحاول أن تتوسع لتشمل دولا عديدة أخرى, إما من خلال الكنائس, أو من خلال ما للولايات المتحدة الأمريكية من هيمنة وتأثير مادي ومعنوي على هذه الدول، لعل من أبرز ظاهرة توسع تلك التي تتمثل في انتشار "منظمة السفارة المسحية الدولية" في القدس، حيث تأسست هذه المنظمة في 30 سبتمبر 1980م, في القسم الغربي من مدينة القدس ردا على مبادرة "13" دولة بنقل مقار سفارتها من القدس إلى تل أبيب كمبادرة رفض لقرار الحكومة الصهيونية تهويد القدس الشرقية وتوحيدها مع القدس الغربية وإعلان المدينة المحتلة عاصمة أبدية لإسرائيل.
حيث تعتبر منظمة "السفارة المسيحية الدولية" هي أكثر التنظيمات والقوى الصهيونية المسيحية المعاصرة انتشارا ونفوذا في الساحة الدولية، وتضامنا مع العدو الصهيوني تداعى أكثر من ألف رجل دين من رجالات الصهيونية المسيحية من كنائس في "23 دولة" وعقدوا مؤتمرا في القدس برئاسة الدكتور "دوجلاس يونج" مدير المعهد الأمريكي لدراسات الأرض المقدسة، انتخب هذا المؤتمر صهيونيا مسيحيا متطرفا "جان فان دير هوفين" وهو هولندي لرئاسة المنظمة، وحدد البيان الأول مبرر وهدف تكوين المنظمة وقد جاء فيه: "إن الله وحدة هو الذي أنشأ هذه السفارة الدولية في هذه الساعات الحرجة من أجل تحقيق راحة صهيون واستجابة حب جديد لإسرائيل"، ويؤمن أعضاء هذه المنظمة بأن: "الله قد وهب أرض فلسطين لإبراهيم وأبنائه من بعده", كما يعارضون بشدة فكرة ممارسة الضغوط على العدو الصهيوني للانسحاب من الأراضي العربية المحتلة, ويؤمنون بأنه على العدو الصهيوني أن يمتد من "نهر الفرات إلى النيل"،ويقول زعيم هذه المنظمة" هوفين": إسرائيل بحاجة إلى الضفة الغربية وغزة لتوفير أماكن ليهود الاتحاد السوفيتي للاستيطان فيها"، (مجلة العربي, العدد 326, السنة التاسعة والعشرون, يناير 1986م).
مقرها ومراكزها
افتتحت مكتبها في القسم الغربي من القدس بحضور كبار قادة العدو الصهيوني, وفي الوقت نفسه أعلنت عن افتتاح "قنصليات" لها في أكثر من 40 دولة في أوروبا وأسيا وافريقيا وكندا واستراليا, وأخذ يدير هذه المكاتب رجال دين مسيحيون متعصبون للصهيونية, وممن يحملون مشاعر العداء تجاه المسلمين والعرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص، أقامت المنظمة فروعا لها حيث بلغت في مطلع التسعينيات من القرن الماضي أكثر من أربعين دولة, أما في الولايات المتحدة فقد أقامت 22 مركزا في 22 ولاية, أما مقرها الرئيسي فهو في مدينة "مونتريت" في ولاية "كارولينا"، وقد اتخذت السفارة من ولاية " كارولينا الشمالية " مقرا لها, وافتتحت فروعا لها في عدد كبير من المدن الأمريكية الرئيسية, وقامت هذه المراكز بجمع التبرعات للعدو الصهيوني وعقد المؤتمرات وتسير المظاهرات وحشدها, وبيع المنتجات الصهيونية وتنظيم الرحلات السياحية إليه, وممارسة الضغوط السياسية على صانعي القرار في دول العالم لصالح العدو الصهيوني.
أهداف السفارة
وقد حددت منظمة السفارة أهدافها في منشور أصدرته لهذا الغرض في عام 1980م على الشكل التالي:
1- الاهتمام البالغ بالشعب اليهودي وإسرائيل.
2- تذكير وتشجيع المسيحيين والكنائس للصلاة, من أجل القدس وأرض اسرائيل وتحريضهم لممارسة التأثير في بلدهم لصالح إسرائيل .
3- انشاء مشروعات اقتصادية واجتماعية في اسرائيل .
وقد اختصر زعيم هذه السفارة أهداف منظمته بقوله: "أننا صهاينة أكثر من الإسرائيليين أنفسهم"، وتصل موازنة منظمته إلى أكثر من "مائة مليون دولار", وملايين من الأتباع وعشرات الآلاف في جميع أنحاء العالم, وقد نظمت هذه السفارة على مدي الأعوام الماضية منذ تأسيسها مهرجانات ومسيرات حاشدة في شوارع القدس, احتفالا بتأسيس ما يسمى "إسرائيل", بالأعياد الدينية اليهودية .
برامجها ونشاطاتها
نجحت منظمة السفارة المسيحية الدولية بحشد الآلاف من رجال الدين المسيحيين للمشاركة في هذه المهرجانات سنويا ويحرص قادة العدو الصهيوني على حضور هذه الاحتفالات ودعم تنظيمها وتشجيعها . ففي احتفالات عام 1983م, التي استمرت لأكثر من أسبوع, شارك فيها أكثر من ثلاثة آلاف مسيحي صهيوني أصولي, وتنوعت خلالها البرامج وشملت زيارات للمستوطنات, وزراعة الأشجار- لعلها شجرة الغرقد-, وتلقى دروس اللغة العبرية وغيرها من النشاطات والبرامج, بالإضافة إلى اقامة الصلوات المسيحية التي يقول عنها زعيم المنظمة في منشور لها وزع عام 1982م: "أن الصلاة الحقيقية من أجل إسرائيل تطلب الدفاع عنها.. وسواء كنا نصلي للقدس الموحدة تحت الحكم اليهودي, أو من أجل الافراج عن اليهود السوفييت, فإننا يجب أن نمتلك الشجاعة للتحدث بصوت عال أمام حكوماتنا, وكل رسالة نبعث بها إلى قيادات دولنا ستعود بالفائدة على الشعب الإسرائيلي" . وفي احتفالاتها في اكتوبر سنة 1984م, حشدت منظمة السفارة "سبعة آلاف" من رجال الدين المسيحي جاءوا من أكثر من "50 دولة", وقد تجمعوا في القدس وزاروا المستوطنات وسيروا المظاهرات تأييدا للعدو الصهيوني ودعم له! . وتحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر بتاريخ 13 أكتوبر 1984م: "لقد حضر هذه الاحتفالات رئيس وزراء إسرائيل وقادتها, وكان عنوانها "القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل".. وأقيمت الصلوات المسيحية من أجل هذا الهدف".
ويقضي برنامجها بأن يكون لها مركز في كل ولاية . ويقوم على رأس كل مركز رجل دين مسيحي صهيوني برتبة "قنصل" مهمة هذه المراكز هي تنظيم التجمعات والمظاهرات المؤيدة للعدو الصهيوني, وجمع التبرعات والمساعدات, وبيع السندات لدعم العدو الصهيوني . فخلال اجتياح وغزو لبنان في سنة 1982م, قامت المنظمة بحملات واسعة للتبرع بالدم لمصلحة الجيش الصهيوني الذي مني في لبنان بخسائر بشرية بلغت "645 قتيلا" و"3840 جريحا" استنادا إلى الأرقام الرسمية الصهيونية آنذاك . وأنشأت فرقة للغناء أسمتها " فرقة أغاني صهيون", وجمعت المساعدات المالية, وشجعت بيع السندات الصهيونية داخل الكنائس المسيحية الأمريكية.
شبكة الإعلام
تستخدم السفارة شبكة واسعة من أجهزة الإعلام لنشر أهدافها وتثقيف أتباعها في كيفية خدمة قضايا العدو الصهيوني . فهي تصدر مجلة اخبارية ربع سنوية باسم "المراجعة" بالإضافة إلى عشرات من الأوراق والنشرات والبيانات الدورية, وانتجت فيلما صهيونيا, وشكلت لجانا للعمل السياسي, ونظمت حملات مستمرة من الرسائل البريدية إلى صانعي القرار في عدد من دول العالم, وصارت تدعو لجلسات الاستماع في الكونجرس الأمريكي, ولاحقا صدر عن منظمة السفارة المسيحية الدولية عدة صحف جديدة تروج لأفكارها ومبادئها , منها المجلة الشهرية "وزارات", وتتولى مجلة ثالثة نشر دراسات التقارير التي تصدر عن المنظمة وهي "Charisma", ذات الانتشار الواسع داخل الولايات المتحدة وخارجها . (الصهيونية المسيحية – محمد السماك) .
الضغط السياسي
وتجاوبا مع الضغط الذي مارسته منظمة السفارة المسيحية الدولية صدر عن مجلس الكونجرس الأمريكي "مجلس الشيوخ ومجلس النواب", بيان بالاعتراف بالقدس عاصمة للعدو الصهيوني, وبدعوة الإدارة الأمريكية لتعديل موقفها من هذا الموضوع والاعتراف "بالقدس موحدة عاصمة أبدية لإسرائيل" . حيث صدر القراران في شهر أبريل 1990م .
خطر المنظمة
واستشعر مسيحيو فلسطين المحتلة مدى خطورة هذه المنظمة, ففي مؤتمر صحفي في نوفمبر 1984م, عقده المطران "أيليا خورى" عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية – الذى أبعدته سلطات العدو الصهيوني عام 1969م-, قال: "إن وراء قيام هذه السفارة مجموعة من المسيحيين المهووسين, وباعتراف من القيادة الصهيونية, وبتشجيع منها بدعاوى الحفاظ على المصالح المسيحية في فلسطين, وإنني أؤكد إن المسيحيين هم براء من هذه السفارة وعلى رأسهم المسيحيون العرب" .
مؤتمر بازل الجديد
ولعل أبرز نشاطات منظمة السفارة الدولية خلال الخمس السنوات الأولى منذ تأسيسها سنة 1980م, عقد مؤتمرها الصهيوني المسيحي الدولي والذي حرصت على عقده في نفس المكان الذي انعقد فيه أول مؤتمر للحركة الصهيونية في مدينة "بازل" بسويسرا, وقد عقد مؤتمر بازل الجديد خلال الفترة 27- 29 أغسطس 1985م, بحضور أكثر من "600" من القيادات الصهيونية المسيحية, قدموا من "37" دولة, اضافة إلى أكثر من هذا العدد من المراقبين حضروا من الصين والهند وسريلانكا ونيجيريا وجنوب افريقيا والجابون وساحل العاج وزائير . بخلاف ممثلين عن المنظمات الصهيونية اليهودية ومؤسسات العدو الصهيوني . كما شارك عدد من رجال المذهب الكاثوليكي المسيحي الذين هاجموا موقف "الفاتيكان" من عدم اعترافه بما يسمى إسرائيل . يعتبر المؤتمر الذى عقدته المنظمة في مدينة "بال" بسويسرا, عنوانا لمرحلة جديدة من عمل الصهيونية المسيحية. فقد اختارت المنظمة مدينة بال بالذات, واختارت القاعة نفسها التي عقد فيها المؤتمر الصهيوني اليهودي الأول سنة 1897م , واختارت كذلك شهر أغسطس بالذات بعد "88 سنة", لتعقد مؤتمرها الدولي الأول في اغسطس 1985م .
وتحدثت صحيفة "واشنطن بوست" في عددها الصادر يوم 31 أغسطس 1985م, على لسان القس "ديفيد لويس" أحد أبرز القيادات الصهيونية المسيحية الأمريكية: "ستشهد الكنائس العالمية في المرحلة القادمة أعظم نقاش شهده العالم المسيحي, حول موقف الكنيسة من إسرائيل".
بيان المؤتمر
جاء في البيان الذي صدر عن هذا المؤتمر المسيحي الصهيوني الأول في مدينة بال السويسرية: "نحن الوفود المجتمعين هنا, من دول مختلفة وممثلي كنائس متنوعة, في نفس القاعة الصغيرة والتي اجتمع فيها منذ 88 عاما مضت الدكتور تيودور هرتزل ومعه وفود المؤتمر الصهيوني الأول والذي وضع اللبنة الأولى لإعادة ميلاد دولة إسرائيل, جئنا معا للصلاة ولإرضاء الرب, ولكي نعبر عن ديننا الكبير وشغفنا العظيم بإسرائيل " الشعب والأرض والعقيدة " و لكي نعبر عن التضامن معها , وأننا ندرك اليوم وبعد اليوم المعاناة المريرة التي تعرض لها اليهود , إنهم مازالوا يواجهون قوى حاقدة ومدمرة مثل تلك التي تعرضوا لها في الماضي " .
اضطهاد اليهود
واكد البيان : " وإننا كمسيحيين ندرك أن الكنيسة أيضا لم تنصف اليهود طوال تاريخ معاناتهم واضطهادهم . إننا نتوحد اليوم في أوروبا بعد مرور أربعين عاما على اضطهاد اليهود - الهولوكست - لكي نعبر عن تأييدنا لإسرائيل , ونتحدث عن الدولة التي تم إعدادها ميلادها هنا في بال , إننا نقول : " أبدا .. ولا رجعة للقوى التي يمكن أن تتسبب في استرجاع أو تكرار هولوكست جديدة ضد الشعب اليهودي " .
البعد الديني
كما ورد في مبادئ الإعلان أيضا : " إننا نهنئ ما اسموه " دولة إسرائيل" ومواطنيها على الإنجازات العديدة التي تحققت في فترة وجيزة تقل عن أربعة عقود , إننا نحضكم على أن تكونوا أقوياء في الله وعلى أن تستلهموا قدرته في مواجهة ما يعترضكم من عقبات , وإننا نناشدكم بحب أن تحاولوا تحقيق العديد مما تصبون إليه - حلم (إسرائيل الكبرى) من النيل إلى الفرات - . وعليكم أن تدركوا أن يد الله وحدها هي التي ساعدتكم على استعادة الأرض وجمعتكم من منفاكم طبقا للنبوءات التي وردت في النصوص المقدسة . وأخيرا فإننا ندعوا كل مسيحي أن يشجع ويدعم أصدقاء اليهود في كل خطواتهم الحرة التي يستلهمونها من الله " .
القرارات الأربعة عشر
وقد تركزت قرارات مؤتمر بازل الجديد على عدد من القضايا الرئيسية بقرارات أربعة عشر أبرزها :
1-الضغط باتجاه مزيد من الاعتراف الدولي " بإسرائيل " كدولة لليهود , ودعم عمليات تجميعهم من شتى أنحاء العالم , وخصوصا من الاتحاد السوفيتي , لاستيطان الضفة الغربية وغزة , وتكملة المشروع الصهيوني الممتد من الفرات إلى النيل , تحقيقا للنبوءات التوراتية .
2-مطالبة جميع الدول والمؤسسات الدولية الحكومية والخاصة فتح أبوابها كاملة للمشاركة الإسرائيلية، وعلى الدول الصديقة الانسحاب من هذه التجمعات إذا ما طردت منها إسرائيل .
3-مطالبة جميع الأمم بالاعتراف بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل , وبالتالي نقل سفاراتها إليها .
4- إدانة كل أشكال معاداة السامية وتشمل اللاسامية عداء اليهودية والصهيونية وإسرائيل .
5- يعلن المؤتمر بأن يهودا والسامرة هما بالحق التوراتي، والقانون الدولي وبحكم الواقع جزء من إسرائيل , وعلى إسرائيل أن تعلن ضمها على هذا الأساس . ونطالب مجتمعاتنا وكنائسنا " بالتوأمة " مع مثيلاتها في يهودا والسامرة والمساهمة في تأسيس حدائق وغابات فيها
6- مطالبة الدول الصديقة بالامتناع عن تسليح العرب بما فيهم مصر التي وقعت اتفاقية مع إسرائيل , مالم تلتزم بنصوص اتفاقية إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل , بما في ذلك العلاقات التجارية والسياحية .
7-تشجيع أطروحة توطين الفلسطينيين " يسميهم المؤتمر اللاجئون من إسرائيل " في الوطن العربي , كما يطالب المؤتمر بالعدالة لليهود الذين فقدوا أسرهم وأملاكهم وبيوتهم خلال عمليات - ما يسمى زعما - قمعهم في البلدان العربية وأجبروا على طلب اللجوء إلى إسرائيل ودول أخرى .
8-دعم ومساندة الاقتصاد الإسرائيلي وانشاء صندوق استثمار مسيحي دولي لهذا الغاية مقرة في أمستردام وبرأسمال مبدئي قدرة " مائة مليون دولار " ويخصص للصناعات التقنية والسياحية في إسرائيل .
9- نطالب كل الحكومات بنبذ منظمة التحرير الفلسطينية , وعدم تقديم أي عون أو مساعدة لها أو الاعتراف بها , أو بالمنظمات التابعة لها باعتبار أنها منظمات إرهابية تهدف إلى تدمير إسرائيل وشعبها ( وتأتي هذا المطالبة تنفيذا لما ورد في التوراة حول أن الله يبارك من يبارك اليهود ويلعن من يلعنهم ) .
10-مطالبة العالم بعدم الانصياع لأنظمة المقاطعة العربية لإسرائيل .
11-تعبئة الكنائس لنصرة إسرائيل وانشاء تنظيمات بجذور شعبية لهذه الغاية , ومطالبة مجلس الكنائس العالمي بالاعتراف بالرابط التوراتي بين الشعب اليهودي وأرضه الموعودة ودولته إسرائيل .
12- الصلاة انتظارا للمجيء الثاني للمسيح ومملكته القادمة في القدس . يصلى أعضاء المؤتمر وينظرون بلهفة لليوم الذي يصبح فيه القدس عاصمة لليهود , وحينما تصير مملكة الرب – إسرائيل - حقيقة واقعة .( الدكتور يوسف الحسن - البعد الديني في السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي - الصهيوني ) .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.