اعترفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية أن الغارات الجوية التي شنها العدو الإسرائيلي على العاصمة صنعاء وعدد من المناطق اليمنية لم تحقق أهدافها، بل أتت بنتائج عكسية تصب في مصلحة "الحكومة في صنعاء". وبحسب الصحيفة، فإن الضربات الجوية التي طالت شخصيات سياسية يمنية بارزة من حكومة صنعاء منحتهم فرصة أكبر لحشد التأييد الشعبي، وإبراز أنفسهم كقوة مواجهة للكيان الصهيوني في قلب المنطقة. ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية معارضة أن الهجمات الجوية "عززت من شرعية الحكومة في صنعاء داخلياً، ورسخت صورتهم كخط الدفاع الأول عن الأمة في مواجهة العدوان الإسرائيلي"، مؤكدة أن معظم الشهداء الذين ارتقوا لم يكونوا من الصف الأول في القيادة العسكرية، ما يجعل الضربات فاقدة لأي تأثير استراتيجي. وكانت حكومة التغيير والبناء في صنعاء قد ودّعت عددًا من مسؤوليها السياسيين الذين ارتقوا في غارات صهيونية آثمة أواخر أغسطس، بينهم رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء والمسؤولين، في جريمة أثارت استياءً واسعًا في الأوساط الشعبية والرسمية اليمنية. وفي المقابل، واصل القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عمليات نوعية ضد الكيان الغاصب، تم خلالها تنفيذ عدد من العمليات بالصواريخ والطائرات المسيرة. حيث اعترف العدو هذا الأسبوع بأصابت طائرة مسيرة يمنية مطار رامون قرب مدينة إيلات، موقعة إصابات مباشرة في صفوف المستوطنين. ويرى محللون أن صمود الشعب اليمني أمام الغارات، واستمرارهم في تصعيد العمليات ضد الكيان، عزز مكانتهم كجزء أصيل من محور المقاومة إلى جانب غزة، في وقت تتزايد فيه التكهنات بشأن الملاحة في البحر الأحمر، ما يؤكد أن محاولات العدو لإضعاف اليمن لن تؤدي إلا إلى زيادة حضوره وتأثيره في المعادلة الإقليمية.