أقدمت عليها العصابات الصهيونية المارقة عصر الأربعاء الدامي 10 سبتمبر الجاري بنسف مقر صحيفتي 26 سبتمبر واليمن بغارات جوية ألقت أطناناً من القنابل الأمريكية الفتاكة، في صورة تجسد التوحش الصهيوني ضد الأعيان المدنية والصحفيين والمؤسسات الإعلامية المحمية بموجب القانون الدولي والإنساني. أثبتت الجريمة أن الكيان الصهيوني المارق لا يضع للقانون الدولي ولا لمواثيق الأممالمتحدة أي اعتبار فهو يدوس عليها منذ العام 1948م ويواصل ارتكاب جرائم الحرب ضد الإنسانية.. وخلال ما يقارب العامين دمر العدو الصهيوني المؤسسات الإعلامية في قطاع غزة وقتل أكثر 240 صحفياً وإعلامياً في محاولة بائسة لحجب الحقيقة والتعتيم على المذابح المروعة التي تطال سكان قطاع غزة أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية المعنية بحرية الرأي والتعبير وحماية الصحفيين . ولم تكن جريمة استهداف كوادر صحيفتي 26 سبتمبر واليمن غريبة على كيان عرف عنه التلذذ بسفك الدماء ونسف وتدمير كل ما يظهر أمامه بغض النظر عن طبيعة الهدف سواءً أكان مؤسسة إعلامية أو منشأة صحية أو خدمية فهذا ارهابي جبان، يقتل من أجل القتل والانتقام من كل اليمنيين بشكل عام ومن كل الفلسطينيين، ولا فرق عند مجرمي الحرب بين طفل أو امرأة أو طبيب أو نازح أو صحفي، الجميع في نظر الصهاينة لا مرتع للإبادة والتشريد والتدمير . كما أن هذه الجريمة الصهيونية التي طالت محراب 26 سبتمبر واليمن وتطال المؤسسات الإعلامية في قطاع غزة قد كشفت للعالم مجدداً مستوى الانحطاط الأخلاقي لأمريكا ودول الغرب وزيف الادعاء بحمايتها واحترامها لحرية الرأي والتعبير وحرصها على توفير الحماية للصحفيين في الحروب والنزاعات المسلحة. وبهذا أصبح الحديث عن حرية الرأي والتعبير وحماية الصحفيين والقانون الدولي والإنساني يثير السخرية لأن أمريكا والغرب لا تطبقه إلا عندما يتوافق مع مصالحها ورغباتها ومبرراتها للتدخل السافر في شؤون الشعوب المناهضة لها تحت مسمى حماية الحقوق والحريات وضمان حرية الرأي والتعبير . وأمام هذه الجرائم المروعة و التناقضات والخذلان والصمت الدولي فإننا لن نتوانى ولن ترهبنا غارات العدو الصهيوني ومهما أوغلت في سفك الدماء فإننا سنواصل إسناد فلسطين إعلاميا وفق ما يمليه علينا ديننا ومهنة الصحافة الحرة، وما تمليه علينا ضمائرنا إزاء حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة، وسنواصل واجبنا في نقل الحقيقة وكشف جرائم العصابات الصهيونية وستظل رسالتنا مستمرة ولن توفقها جرائم العدو الصهيوني واستهدافه للمؤسسات الإعلامية والعاملين فيها . رحم الله الزملاء الصحفيين والإعلاميين الذين ارتقوا شهداء عظماء على طريق القدس فقد خسرناهم وخسرهم الإعلام اليمني. وفي هذا المقام لا يتسع الحديث عن إسهاماتهم ودورهم الإعلامي المتميز فهناك ألف قصة وقصة عن أدوارهم ككتاب وإعلاميين بارزين سنتطرق لها في الأعداد القادمة إن شاء الله . في الختام نعزي أنفسنا بهذا المصاب الجلل ونعزي أسر الشهداء ونسأل الله أن يتقبلهم مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا إنه سميع مجيب.