دعا أكاديميون وباحثون بجامعة صنعاء، إلى تشجيع الباحثين على تنفيذ مزيد من الدراسات والأبحاث حول ثورة ال 21 من سبتمبر المجيدة، ودورها في تعزيز وعي الشعب وتحقيق السيادة الوطنية. وأكد المشاركون في الندوة التي نظمها اليوم، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بجامعة صنعاء، بعنوان "ثورة 21 سبتمبر.. عقد من الصمود في مواجهة العدوان والوصاية" على ضرورة تعزيز برامج الصمود وغرس قيم المقاومة لدى الأجيال القادمة. وأشارت التوصيات إلى أهمية العمل على تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة العدوان الخارجي، ومشاريع التقسيم والتجزئة، ودعم مسار البناء والتنمية الاقتصادية بالتوازي مع الصمود العسكري والسياسي لضمان تعزيز الاستقلال الوطني والاكتفاء الذاتي. وأكدت أن ثورة 21 سبتمبر المجيدة شعلة أمل ونبراس صمود ينبغي على الجميع الحفظ عليها، خاصة واليمن يواجه العدوان الأمريكي الإسرائيلي والاحتلال السعودي- الإماراتي. وفي الندوة، أكد رئيس الجامعة الدكتور محمد البخيتي أن ثورة 21 سبتمبر المجيدة جاءت لتنتصر لإرادة الشعب اليمني في الحرية والاستقلال، من خلال ما حملته من أهداف وطنية تحقق الكثير منها حتى الآن رغم ما تعرضت له الثورة من استهداف ومؤامرات كبرى منذ انطلاقها. واستعرض المراحل والأوضاع التي مر بها اليمن قبل وبعد ثورة ال21 من سبتمبر، وما حققته من منجزات محمية بإرادة شعبية لا تقهر وقيادة فريدة استطاعت أن تقود الشعب اليمني بحكمة واقتدار في أصعب المراحل وأحلك الظروف حتى أوصلته إلى ما هو عليه من العزة والمكانة العظيمة. وأشار الدكتور البخيتي، إلى إن هذه الثورة جاءت كضرورة ملحة بعد أن وصلت البلاد إلى حالة من الفوضى والانفلات الأمني والاستهداف الممنهج للبلد على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكانت بمثابة حديقة خلفية لدول الجوار وسلب منها القرار والإرادة. وتطرق إلى الموقف اليمني المشرف بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة من قبل الصهاينة بدعم أمريكي غربي في ظل خذلان عربي وإسلامي مخزي.. مبينا أن هذا الموقف المشرف هو نتاج لثورة الحرية والاستقلال التي كسرت قيود التبعية والارتهان لأمريكا. وأشار إلى أوضاع جامعة صنعاء قبل وبعد ثورة 21 سبتمبر، وما حققته من إنجازات على الصعيد الأكاديمي والتعليمي، والبحثي، وتطوير وتحديث البرامج الأكاديمية في مساقات البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، بفضل جهود وصمود وثبات جميع منتسبيها من أكاديميين وإداريين وطلبة. وذكر الدكتور البخيتي أن جامعة صنعاء التي تضم أكثر من 60 ألف طالب وطالبة في جميع التخصصات، استطاعت ان تتقدم في قائمة التصنيف العالمي للجامعات خلال السبع السنوات الماضية أكثر من 3357 مرتبة متجاوزة آلاف الجامعات العالمية العريقة، بعد أن كانت في المرتبة 5413 عام 2018م وأصبحت خلال يوليو الماضي في المرتبة 2056 عالمياً من بين 32 ألف جامعة عالمية. وفي الندوة التي حضرها نائب وزير الإعلام الدكتور عمر البخيتي، وعدد من عمداء الجامعات والمراكز البحثية، والأكاديميين، أشار مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالجامعة الدكتور حسين مطهر، إلى أهمية الندوة للحديث عن أهداف وإنجازات واستراتيجيات ثورة ال21 من سبتمبر، بالتزامن مع الاحتفال بأعياد الثورة اليمنية 26 سبتمبر، و14 أكتوبر، والاستقلال ال30 من نوفمبر. وأكد أن ثورة 21 سبتمبر أثبتت خلال عقد من الزمن أنها ثورة صمود وصبر وثبات وأنها مشروع وطني يعبر عن هوية الأمة وخيارها في التحرر والاستقلال.. مشيراً إلى أن اليمنيين يحيون هذه المناسبة للتأكيد بأن هذه الثورة لم تكن حدثاً عادياً بل هي امتداد لمسيرة كفاح طويلة، ورؤية استراتيجية تضع اليمن في موقعه الطبيعي حراً مستقلاً بعيداً عن التبعية والوصاية والارتهان الخارجي. وذكر الدكتور مطهر أن هذه الثورة جاءت لتقطع الطريق على المتآمرين، لأن شعارها الأساسي الذي رفعته بعد قيامها هو بناء الدولة اليمنية الحديثة وتحقيق الشراكة الوطنية. وتناولت الندوة التي أدارها مساعد رئيس جامعة صنعاء لشؤون المراكز البحثية والعلمية الدكتور زيد الوريث، ثلاث أوراق عمل، قدم الأولى الدكتور عادل غنيمة بعنوان "ثورة 21 سبتمبر الأسباب والأهداف والإنجازات التي حققتها عملية التغيير على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني".. مؤكداً أن ثورة 21 سبتمبر شكلت علامة فارقة في تاريخ اليمن المعاصر وتحولاً مفصلياً في حياة اليمنيين بعد عقود من التبعية السياسية والفساد والمؤامرات الخطيرة التي كان يتعرض لها اليمن. واستعرض أهم الإنجازات السياسية لثورة 21 سبتمبر في عقدها الأول والمتمثلة في التحرر من الوصاية والتبعية السياسية للخارج، وإسقاط مشروع الأقلمة، وتحقيق الشراكة الوطنية، ومقاومة التطبيع، إضافة إلى الانجازات الأمنية التي تحققت بعد الثورة، وإنشاء منظومة أمنية واستخباراتية قوية، وبناء جيش يمني وفق أسس صحيحة، والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي والاقتصادي. فيما أكد الدكتور محمد العاقل في الورقة الثانية بعنوان "استراتيجية ثورة 21 من سبتمبر استقلال وكرامة"، أن ثورة 21 سبتمبر هي امتداد للثورات السابقة وتصحيح لمساراتها، والتي حققت انتصارات في دحر المرتزقة وتحرير الأرض. وأشار إلى أن ثورة 21 سبتمبر شكلت نقطة تحول في بنية السلطة في اليمن.. لافتا إلى وضع اليمن قبل الثورة، وأسباب ومقدمات الثورة، وكذا اليمن بعد ثورة 21 سبتمبر، وتجلياتها في نجاح أهدافها بالانتقال إلى آفاق جديدة من العزة والكرامة وتجسيد إرادة وتطلعات الشعب اليمني والأمة والشعوب التواقة للحرية والاستقلال، والانتصار لقيم ومبادئ الثورة، تجاه نصرة قضايا الأمة. وركزت الورقة الثالثة المقدمة من الدكتور عبد العزيز أبو طالب، على دور ثورة 21 سبتمبر في استعادة القرار اليمني والسيادة الوطنية، ومنطلقات الثورة، وخطورة فقدان الدولة للسيادة وارتهانها للتبعية، ومظاهر التبعية وانتقاص السيادة في اليمن قبل 21 سبتمبر، وأبرزها تدخلات السفير الأمريكي في شؤون اليمن والوصاية السعودية على اليمن. وأوضحت الورقة بالأدلة والوثائق كيفية قبول النظام بتوجيهات دولة أجنبية بمنع التنقيب واستخراج النفط والغاز بمحافظات معينة مثل الجوف وحضرموت ومأرب، وانتهاك السيادة اليمنية بالطائرات الأمريكية، وتبني اليمن مواقف إقليمية ودولية لا تعبر عن رغبة الشعب ولا تعكس قيمه ومبادئه وهويته، ووضع اليمن تحت ما يسمى وصاية الدول العشر.