المؤسف المعيب أن الأممالمتحدة بمنظماتها الحقوقية والإنسانية وقراراتها الأممية هي عبارة عن مسميات جوفاء.. وقرارات عرجاء غير نافذة تطحنها رحى المصالح الدولية.. فالمتأمل اليوم في وضع الأممالمتحدة تجاه قضايا وأزمات العالم وخاصة الوطن العربي يجد أن هناك قصوراً وعجزاً كبيراً حيث لم تحقق أهدافها في تحسين أحوال الشعوب، وتحقيق الاستقرار السياسي أو الاجتماعي، بل على العكس أدت قراراتها إلى تزايد معدلات انتشار الفقر وعدم الاستقرار الاجتماعي والأمني والحياتي.. من هنا نُدرك أن مدارات استراتيجية التأثير الأممي والدولي في مسار قضايا وأزمات دول المنطقة جعل العالم العربي مسرحاً لتدخلات إقليمية ودولية متعددة الأطراف.. إن الحديث عن تأثير العامل الإقليمي والدولي في ما يحدث في دول المنطقة على مرأى ومسمع من الأممالمتحدة، موقف سلبي يدل دلالة واضحة أن منظمة الأممالمتحدة عاجزة وغير قادرة أن تفرض قراراتها تجاه الدول العظمى.. للأسف الشديد ان سياسة الأممالمتحدة تجاه دول المنطقة والوطن العربي ذو وجهين وتحديداً المشاريع الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة ظاهرها التزام إنساني وأخلاقي وباطنها مصالح أمريكية مدفوعة الثمن.. غير أن تنفيذ هذه المشاريع تصبُّ في مصلحة الكيان الصهيوني، ومع النخب السياسية المنبطحة الموالية للمشروع الأمريكي الذي يغلب عليه الطابع الشكلي الذي يجعل المواطن العربي واقعاً بين قمع الداخل وظلم الخارج.. وتظل الأزمة السياسية قائمة في دول المنطقة في ظل التدخلات الإقليمية والدولية.. الشاهد أن الاحداث التي تشهدها دول المنطقة في فلسطين ولبنان والسودان سوريا واليمن وغيرها من الدول تلعب الإدارة الأمريكية دوراً محورياً أساسياً في صناعتها وتطويعها لصالحها ولصالح الكيان الصهيوني.. ما يحدث في غزة من إبادة جماعية ومجازر يشيب لها الولدان خير دليل على صمت أممي ودولي مطبوع بطابع العنصرية والكيل بمكيالين.. الولاياتالمتحدةالأمريكية تُخطط وتُبرمج والأممالمتحدة تشجب وتدين فقط.. كساعٍ في الهيجاء بلا سلاح.. خُلاصة القول: إن منظمة الأمم تدرك بخطورة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة وتقسيم الوطن العربي في شكل دويلات متناحرة لتمزيق وحدة العرب والمسلمين وإحداث تغيرات جذرية في دول وشعوب المنطقة كي تحقق الأمن والسلم الاجتماعي لدويلة الكيان الصهيوني.. وتقسيم شعوب المنطقة على أساس طوائف وأجناس وأصول قومية ومذاهب متنافرة.. وهذا ما يحدث الآن في العراق ولبنان وسوريا واليمن. صفوة القول: من هنا ندرك أن دول المنطقة قادمة على صراع محتدم بين القوى الكبرى ودول حلف الناتو ومن جهة أخرى سيكون لتركيا والكيان الصهيوني الدور البارز في اشعال فتن النزاعات المذهبية والطائفية والعرقية في المنطقة. والأزمة السورية ستظل على رأس الأحداث القادمة طالما هناك تدخلات إقليمية ودولية في شأنها الداخلي.. كل ما يحدث في دول المنطقة والقادم سيكون أفظع وأدهى في ظل صمت عربي وإقليمي وأممي ودولي وسيكون الهجوم باتجاه السعودية والأردن ودول الخليج وسائر بلدان المغرب العربي والمخطط قد يطول شرحه. الغريب في الأمر: أن منظمة الأممالمتحدة لا تحرك ساكناً عما يحدث في دول المنطقة من تدخلات إقليمية ودولية وكأن الأمر لا يعنيها.. وخلاصة الخلاصة: كل ما يجري في دول المنطقة من أحداث مؤسفة وصراعات مأساوية هو وليد مخطط استعماري قديم- حديث تقوده الصهيونية والإمبريالية العالمية بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية لتمزيق الوطن العربي والعالم الإسلامي من خلال زرع الخلافات المذهبية والطائفية والأثنية في شعوب المنطقة. نافذة شعرية: نحن مازلنا على صهوات خيل الريح.. موتى هامدين.. عمياً نزيد ونستزيد.. ونموت في "حتى".. وفي أنساب خيل الفاتحين.. نتبادل الأدوار.. نشتم بعضنا بعضا.. ونستجدي على بوابة الليل الطويل.. نبكي ولا نبكي.. ونغرق في دموع الآخرين.. متيمين وعاشقين.. ونموت قبل الموت.. في سوح المنون.