قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي ان موقع اليمن الجغرافي المتميز على البحرين الأحمر والعربي وما تكتنزه من ثروات معدنية كبيرة في جبالها وصحاريها وجزرها وسواحلها سيبقى محل اطماع القوى الاقليمية والدولية التي تعمل منذ ستينيات القرن الماضي على تغذية الصراعات الداخلية والانقسامات داخل المجتمع اليمني ونسيجه الاجتماعي الموحد ليسهل عليها نهب الثروات وفرض الوصاية. واضاف الترب الجميع يدرك ان دول العدوان السعودية والامارات تعملان منذ وقت طويل ربما لستة عقود مضت على تدمير اليمن بشتى الطرق سواء بالحرب العسكرية او الاقتصادية او الاجتماعية والحقيقة أن العدوان السعودي الاماراتي على الشعب اليمني لم يبدأ في مارس 2015 بل من بعد قيام ثورة 26 سبتمبر و14 اكتوبر فالسعودي وحقده على الشعب اليمني ليس طارئا او مؤقتا بل هو عداء تاريخي مستمر حتى اليوم، وجرائمه في اليمن ربما تتجاوز جرائم الكيان الصهيوني في فلسطينالمحتلة، بل إن النظام السعودي كان يعتقد ان استقرار اليمن وتقدمها يشكل خطرا عليه، وأن اضعافها وتدميرها وتجويعها في صالحه، فمنع كافة الشركات العالمية من استخراج الثروات اليمنية او التنقيب عنها او الاستثمار فيها، واغتال كافة الشخصيات الوطنية التي كانت تسعى للنهوض باليمن او تطالب بسيادته واستقلاله، وحول اغلب الشخصيات اليمنية التي كانت تدير الدولة إلى عملاء وخونة يتقاضون رواتبهم من اللجنة الخاصة التابعة للسعودية، ووفر للجماعات الوهابية والاخوانية كافة الامكانيات المادية والمعنوية لتغيير ثقافة الشعب اليمني وهويته الايمانية، وظل النظام السعودي خلال خمسين عاما تقريبا يزحف يوميا في الأراضي اليمنية الحدودية الغنية بالثروات النفطية، حتى كانت ادواته المحلية في السلطة والمعارضة تشكو من اطماعه وجرائمه وتدخلاته في الشؤون اليمنية، لذلك لا يستطيع النظام السعودي أن يكفر عن ذنوبه وجرائمه التي ارتكبها خلال قرن في اليمن مهما قدم من الأموال والتعويضات. وتابع البروفيسور الترب الشواهد اليوم ان النظام السعودي يعمل من خلال ما يسمى بالتهدئة على ابقاء اليمن في حالة اللاحرب واللاسلام ويجب علينا التنبه لكل مؤامراته الخبيثة ومطالبته اليوم بجبر الضرر الذي احدثه خلال ما اسماه عاصفة الحزم وسحب قواته وادواته من المحافظاتاليمنيةالمحتلة، واحترام سيادة الشعب اليمني واستقلاله ووحدة اراضيه، وهي مطالب محقة وعادلة في كافة المواثيق والمعاهدات الدولية، لا تقبل التسويف او المراوغة او المماطلة، فالشعب اليمني لم يعد قادرا على أن يظل أكثر من عشر سنوات من دون رواتب، أو أن تظل مغلقة في وجهه كافة الموانئ والمطارات والمنافذ، أو أن تتواجد قوات اجنبية على أرضه من دون رادع، أو أن تظل موارده وثرواته وخيراته منهوبة، لاسيما انه بات قادرا على انتزاع حقوقه بالقوة، وفرض ارادته على المنطقة. واشار البروفيسور الترب ان المناطق الجنوبية اصبحت اليوم مسرحا للتواجد السعودي الاماراتي خدمة للمشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة وبدأت تتصاعد موجة الغضب الشعبي احتجاجًا على التواجد العسكري السعودي في المناطق الجنوبية في إطار ما تعتبره أوساط محلية دعمًا سعوديًا لأدواتها ومشاريعها التآمرية في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال. ونوه البروفيسور الترب انه لم تقتصر الممارسات السعودية الاماراتية على الجانب العسكري فحسب، بل امتدت لتشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، من خلال السيطرة على المنافذ البحرية والبرية إلى جانب محاولات متكررة لإثارة الانقسامات المجتمعية وشق الصف الوطني عبر دعم أطراف على حساب أخرى. واكد البروفيسور الترب ان اليمن اليوم قادر على انتزاع حقوقه المشروعة فكما فشلت المشاريع العدوانية للسعودية والإماراتية والتحالف الأمريكي الصهيوني في تحقيق أي انتصار على الشعب اليمني منذ أكثر من عشر سنوات، ستفشل بفضل الوعي المتنامي لدى ابناء المجتمع اليمني وبفضل ما تمتلكه من قدرات عسكرية رادعة. واشار البروفيسور الترب ان الخطر اليوم محدق بأبناء اليمن كافة في الشمال والجنوب فالمخططات كبيرة وعلى الجميع استيعاب المتغيرات والعمل من اجل اخراج اليمن من هذا المنعطف الخطير بحوار وطني جامع للحفاظ على اليمن ووحدنه وحماية ثرواته من النهب وتحقيق متطلبات الأجيال.