قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان الحشود الجماهيرية غير المسبوقة التي شهدتها الساحات في المحافظات بمناسبة المولد النبوي الشريف لفتت أنظار العالم بأن الشعب اليمني قادر على صناعة المستحيل رغم العدوان والحصار وفي نفس الوقت تؤكد الولاء المطلق للقيادة الثورية والسياسية في اتخاذ كافة القرارات المناسبة خلال الفترة المقبلة اذا لم تذعن دول العدوان للسلام وفق الشروط المحددة. وأضاف الترب لقد اعتلت الفرحة وجوه المشاركين الذين خرجوا من كل حدب وصوب بعد أن توشحوا بالألوان الخضراء متوجهين إلى ساحات الاحتفال بهذه المناسبة وتصدر الشعب اليمني المشهد عربيا وإسلاميا بإحيائه لهذه المناسبة الدينية على نطاق واسع وغير مسبوق سواء من حيث الحشود المشاركة ومظاهر الحفاوة والبهجة والاستقبال لذكرى المولد النبوي والتي جسدت ارتباط اليمنيين الوثيق بالرسول الكريم وتمسكهم بنهجه. وأشار البروفيسور الترب الى ان الوقت قد حان بعد ذكرى المولد النبوي للانطلاق صوب البناء والتنمية وتصحيح الأوضاع لينعم المواطن بالحياة الكريمة وتعويضه عما فات من الحرمان خلال سنوات العدوان ولا بد من موقف حازم لفرض استحقاقات إنسانية غير قابلة للتسويف والتأجيل وانهاء حالة اللاحرب واللاسلام التي تتعمد دول العدوان على تحقيقها في اليمن. وقال البروفيسور الترب اليوم وبعد ما يقارب الثمانية أعوام لم نعد كما كنا عند بداية شن هذا العدوان، وأصبحنا نمتلك القدرة ليس فقط على ضرب أهداف حساسة في عمق دول العدوان بل وإلحاق الهزيمة وعليهم أن يتذكروا ما كان يلوكه ناطق العدوان في الأيام الأولى، وحينها لم يكن أحد يتصور أن الشعب اليمني وقواته المسلحة قادرة لضرب أي نقطة في جغرافيا نظام آل سعود من ينبع ورأس تنوره وحقول الشيبة والرياض وحتى نجران وجيزان مروراً بجدة وغيرها من المناطق السعودية، ناهيك عن الضربات في أماكن تواجد القوات الأمريكية بدويلة الإمارات، وتحذيرات القيادة للشركات النفطية التي تنهب ثروات اليمن والعاملة في أرض العدو وكذلك كل المستثمرين يجب أن يأخذها الجميع على محمل الجد. وأضاف القيادة في صنعاء تقرأ المتغيرات الدولية بشكل جيد، وترى الأبواب مشرعة أمام كلّ الاحتمالات، فبعد 6 أشهر (منذ سريان الهدنة إلى نهاية التمديد الثاني)، ضبطت صنعاء نفسها أمام آلاف الحرائق الميدانية، والتلكؤ في تنفيذ الالتزامات الخاصة بالرحلات التجارية والسفن النفطية، لعلّ وعسى أن يعدل العدوان سلوكه، ويُبنى على الهدنة سلام حقيقي لكن الواقع اليوم يؤكد ان الحقوق لا بد ان تنتزع بالقوة ولن نخسر شي فكل المعطيات الخارجية لصالحنا وبحيث ننهي هذا الملف ونتجه بعدها صوب البناء والاستقلال.