أعاد تشابي ألونسو (43 عاماً) إلى ريال مدريد أسلوب الانضباط والصرامة، الذي اشتهر به المدير الفني البرتغالي، جوزيه مورينويو (62 عاماً)، في خطوة فاجأت المتابعين قبل مواجهة ليفربول في دوري أبطال أوروبا، وبدأ المدرب الإسباني تطبيق تغييرات واضحة في طريقة التحضير للمباريات، ما يعكس رغبة قوية في بناء هوية تدريبية جديدة داخل الفريق الملكي. واختار ألونسو عدم خوض الحصة التدريبية الأخيرة في ملعب أنفيلد، كما جرت العادة، وفضّل البقاء في مركز فالديبيباس لإجراء المران صباح الاثنين، قبل السفر إلى إنكلترا في المساء، حسب ما أوضحته صحيفة ماركا الإسبانية، اليوم الخميس. وفرض المدرب على لاعبيه برنامجاً دقيقاً يتضمّن تناول الغداء في مقر النادي، ثم الإقلاع إلى ليفربول، في تمام الساعة الرابعة بعد الظهر، على أن يصلوا قبل المساء ويستقروا في الفندق، استعداداً للمؤتمر الصحافي الذي سيُعقد في "أنفيلد". وغيّر ألونسو تقاليد ريال مدريد المتّبعة منذ سنوات، إذ كان الفريق دائماً ما يخوض تدريباً على ملعب المباراة قبل المواجهة الأوروبية، لكن المدرب الجديد رأى أن الهدوء والتركيز في بيئة مألوفة أفضل من السفر المبكر، والتكيّف السريع مع الأجواء. واستند في قراره إلى تجربة مورينيو، الذي كان أول من اختار هذا النهج، خلال فترته مع "الميرينغي" بين عامي 2010 و2013. وواصل المدرب الإسباني اعتماد أسلوب عمل صارم يشمل مراقبة التدريبات بطائرات مُسيّرة لمراجعة التفاصيل التكتيكية، ووضع قواعد يومية دقيقة للاعبين، من أجل تحسين الانضباط. ويؤمن ألونسو بأن التحضير الذهني والانضباط الجماعي يشكّلان أساس النجاح في البطولات الكبرى. ويسعى ريال مدريد، الذي يملك سجلاً مثالياً في مجموعته بدوري الأبطال، إلى تثبيت أسلوب لعبه الجديد، وتحقيق نتيجة إيجابية أمام ليفربول تعزّز موقعه في صدارة الترتيب، بينما يرى مشجعو النادي أن بصمة ألونسو بدأت تظهر بوضوح، وأن عودة روح مورينيو قد تمنح الفريق شخصية أكثر صلابة في المواعيد الكبرى. وبهذا التوجّه، يؤكد تشابي ألونسو أن ريال مدريد لا يعيش على الماضي، بل يستلهم منه لبناء مستقبلٍ يوازن بين الانضباط الفني وطموح العودة إلى قمة أوروبا، في ظل التحديات القوية، التي لا تزال تنتظر الفريق مستقبلاً، سواء محلياً ضد منافسيه: برشلونة وأتلتيكو مدريد، أو قارياً أيضاً.