أكد عدد من السياسيين والمتابعين لمجريات الزيارة الأخيرة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن النظام السعودي يتجه إلى وضع سياسي واقتصادي أكثر تعقيداً وسيكون له تداعياته المستقبلية على مكانة المملكة في المنطقة والعالم الاسلامي عموماً، بالإضافة إلى التداعيات على الاقتصاد السعودي الذي سيتحمل أعباءً مالية جديدة إلى جانب العجز الحاصل في موازنة المملكة والمقدر ب5 بالمائة عن العام السابق. 26 سبتمبر: خاص علاوة على ذلك، فقد كان لفشل مشروع " نيوم" وتحوله إلى سراب بعد الإنفاق الكبير الذي حظي به ضمن ما سمي برؤية المملكة 2030م، أثره السلبي الذي يظهر فشل السياسات التي انطلق منها هذا المشروع وفي مقدمتها الترويج لولي العهد صاحب هذا المشروع الذي اتصف منذ مراحله الأولى بالهدر والفساد.. ومع ذلك يصر ابن سلمان على الضغط على صندوق الاستثمارات العامة، حيث يرى في صفقات السلاح الضخمة مع واشنطن وسيلة لتثبيت موقعه كشريك استراتيجي، فيما يستفيد الاقتصاد الأمريكي من مليارات الدولارات التي تضخها الرياض في الصناعات العسكرية الأمريكية. مضمون الإتفاق بحسب ما أعلنه البيت الابيض فقد وافق ترامب على حزمة دفاعية مع السعودية تتضمن بيع 48 من مقاتلات (إف 35) بقيمة تتجاوز ال 60 مليار دولار، وحوالي 300 دبابة أمريكية للرياض. وقال البيت الأبيض إن ترامب ومحمد بن سلمان "وقعا على الاتفاقية الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية-السعودية، وهي اتفاقية تاريخية تعزز شراكتنا الدفاعية التي تمتد لأكثر من 80 عاما وتقوي الردع في جميع أنحاء الشرق الأوسط". ضمان التفوّق الإسرائيلي ورداً على اتفاقية بيع طائرات إف 35 للسعودية، أعتبر محللون إسرائيليون أن هذه الخطوة قد تفرض معادلات جديدة في ميزان القوى الإقليمي.. لكنهم أبدوا ثقتهم بحليفهم الأمريكي الذي طالبوه ب" أن أي نسخة تُصدر إلى الرياض ينبغي أن تُزود بآلية تدمير ذاتي أو ما يُعرف ب"مفتاح القتل"، بحيث تتمكن الولاياتالمتحدة من تعطيل الطائرة أو تفجيرها فورًا، سواء في الجو أو على الأرض، في حال استخدامِها على نحو يخالف التفاهمات أو يشكل تهديدًا لمصالح واشنطن أو حلفائها. وهو ما ذكر موقع الدفاع العربي، أن هناك مطالبة إسرائيلية بآلية "القتل الذاتي" للطائرات إف-35 الشبح التي ستحصل عليها السعودية. إسرائيل على علم تصريحات الرئيس ترامب بأن مقاتلات إف-35 التي تخطط بلاده لبيعها للسعودية ستكون "متشابهة إلى حد كبير" مع تلك التي تحصل عليها إسرائيل، جاءت بعد تأكيده أن كلا من السعودية وإسرائيل يُعدان حليفين قويين للولايات المتحدة.. لكنه مازح إ بن سلمان قائلًا: "أعلم أن إسرائيل تفضل أن تحصلوا على طائرات بمستوى أدنى، ولا أظن أن ذلك سيسعدكم كثيرًا." وعند سؤال ترامب عن الأحاديث المتداولة بشأن مطالبة إسرائيل بربط صفقة الإف-35 للسعودية بموافقة الأخيرة على التطبيع، تفادى ترامب الرد المباشر، مكتفيًا بالقول: "إسرائيل على علم، وسيكونون سعداء جدًا." وهذا ما نستنتجه فعلاً من تصريح يوم أمس الأول لرئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، قلل فيه من أهمية صفقة بيع طائرات "إف 35" المقاتلة للسعودية، مؤكداً أن واشنطن جددت التزامها بالحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي. وقال نتنياهو إن بلاده حصلت على "خطوات عملية" لضمان التفوق العسكري، مشيراً إلى أن هذا الاعتبار يبقى أساسياً في أي نقاش يتعلق بتوازن القوى أو صفقات السلاح في المنطقة، ومن ضمنها النقاشات المرتبطة بالسعودية. بدون بعض المزايا وكانت وكالة رويترز قد نقلت في الايام الماضية عن مسؤولين أمريكيين وخبراء في مجال الدفاع قولهم:" إن طائرات إف-35 المقاتلة التي ستبيعها الولاياتالمتحدة إلى السعودية ستفتقر إلى بعض المزايا التي تشمل أنظمة أسلحة متطورة ومعدات الحرب الإلكترونية، خلافاً لما تتمتع بها الطائرات التي تشغلها إسرائيل، وذلك وفقا لقانون أمريكي يقضي بضمان التفوق العسكري لإسرائيل في المنطقة. وتتمتع إسرائيل بصلاحيات فريدة لتعديل طائراتها من طراز إف-35، بما يشمل إمكانية دمج أنظمة أسلحتها الخاصة وإضافة قدرات تشويش الرادار، فضلاً عن غيرها من التحسينات التي لا تتطلب موافقة الولاياتالمتحدة. من جهته قال دوجلاس بيركي، المدير التنفيذي لمعهد ميتشل لدراسة الفضاء الجوي، إن السعودية إذا تمكنت مع الحصول على الطائرات فإنه من غير المرجح حصولها على صاروخ إيه.آي.إم-260 التكتيكي المتقدم، وهو من الصواريخ جو-جو من الجيل التالي ويجري تطويره للطائرات من الجيل الخامس، ويتمتع صاروخ إيه.آي.إم-260 بمدى يتجاوز 120 ميلاً.. في الوقت الذي يرجح دوجلاس بيركي أن يتم تقديم الصاروخ لإسرائيل. صفقة تحت المراجعة وفي ذات السياق قال مسؤولون أمريكيون إنه سيلزم إجراء مراجعة رسمية للتفوق العسكري النوعي قبل إتمام عملية البيع، بما في ذلك موافقة الكونجرس على أي عملية بيع للسعودية.. فيما أشار أحد المسؤولين الأمريكيين إلى أن الدعم القوي الذي تحظى به إسرائيل في الكونجرس ربما يحول دون إتمام هذه الصفقة. ومهما يكون مصير صفقة الطائرات الشبحية للسعودية، فالجميع يعلم أن هناك تباين القدرات بين السعودية واسرائيل، حيث تتمتع إسرائيل بتفوق عددي في امتلاك هذا النوع من الطائرات، إذ تشغل حالياً سربين من طائرات إف-35، فضلاً عن سرب ثالث قيد الطلب، أما السعودية فستقتصر على سربين سيجري تسليمهما بعد عدة أعوام. كما تعتمد إسرائيل على تشغيل طائرات إف-35 في المنطقة منذ ما يقرب من ثماني سنوات، مما يمنحها خبرة واسعة في فهم أنظمة وقدرات هذا النوع من الطائرات. التطبيع هو الهدف العدو الصهيوني وعبر اتصالات مع البيت الابيض، طالب بضرورة وجود ضمانات أمنية صارمة على الطائرة التي يحلم بها ابن سلمان، منها عدم نشر الطائرات في قواعد غرب المملكة، وربط الصفقة بخريطة طريق واضحة نحو اتفاق سلام يقصد به الاستسلام " التطبيع"، الذي لمح ابن سلمان الى القبول به حيث تخلى عن شرط حل الدولتين، واكتفى بمسار غامض لدولة فلسطينية غير محددة الملامح. وفي أول إعلان تصريح، وخلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الثلاثاء (18 نوفمبر 2025م) إنه يرغب في المضي نحو الاعتراف بإسرائيل "في أقرب وقت ممكن". وقال بن سلمان : "نرغب في أن نكون جزءاً من الاتفاقيات الإبراهيمية، لكننا نريد أيضاً التأكد من أن الطريق نحو حل الدولتين مرسوم بوضوح". وأضاف أنه أجرى "مناقشة بنّاءة" بشأن هذا الملف مع ترامب، مؤكداً "سنعمل على ذلك لضمان تهيئة الظروف المناسبة في أقرب وقت ممكن لتحقيق هذا الهدف". من جانبه قال الرئيس الأمريكي إنه تحدث مع ولي العهد السعودي بشأن اتفاقيات إبراهام معبراً عن اعتقاده بأنه تلقى ردا إيجابيا. قبيل طوفان الأقصى ذات الحديث كان قد أدلى به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية في سبتمبر 2023م قبيل اندلاع طوفان الأقصى.. حيث قال إن بلاده تقترب أكثر من تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأضاف بن سلمان "هناك دعم من إدارة الرئيس بايدن (حينها) للوصول إلى تلك النقطة، وبالنسبة لنا فإن القضية الفلسطينية مهمة للغاية. نحتاج إلى أن نحل تلك الجزئية ولدينا مفاوضات متواصلة حتى الآن. وعلينا أن نرى إلى أين ستمضي، نأمل أن تصل إلى مكان تسهل فيه الحياة على الفلسطينيين وتدمج إسرائيل في الشرق الأوسط". لا طائرات شبحية لتركياوالامارات نعرج هنا إلى التقرير سابق أوردته قناة العالم في أكتوبر من العام 2021م، عن سياسة أمريكا في التعامل مع حلفائها في الشرق الأوسط، وكيف تحافظ على تفوق إسرائيل العسكري رغم تقديم التنازلات والخدمات اللامتناهية من الحلفاء الأخرين. وحينها أكد تقرير قناة العالم أن بيع طائرات "اف 35" الامريكية المتطورة، الى ما اسمتهم بالحلفاء، وعلى رأسهم تركيا العضو الرئيسي في حلف الناتو، والامارات التي تحولت الى بلد مفتوح على مصراعيه للصهاينة يلعبون فيه يرتعون ويتجسسون ويفسدون، كان واضحا منذ اليوم الاول أن امريكا، لن تبيع هؤلاء "الحلفاء"، طائرات اف 35 المتطورة، كما باعتها ل"اسرائيل"، رغم انها وقعت مع هؤلاء "الحلفاء" على صفقات واتفاقيات البيع، واستلمت مبالغ ضخمة بمليارات الدولار، لأنها استخدمت صفقات بيع طائرات اف 35 لتحقيق اهداف محددة، منها ابعاد تركيا عن روسيا لاسيما عن السلاح الروسي، والابقاء على الجيش التركي، امريكي السلاح والعتاد والإعداد والتدريب.. كما استخدمت هذه الصفقات مع الامارات، بهدف دفعها للتطبيع مع "اسرائيل" واستخدام اموالها كعنصر مشجع للبحرين والمغرب والسودان ودفعهم للتطبيع مع "اسرائيل". وتابع التقرير: "تركيا، وبعد ان رفضت امريكا بيعها طائرات اف 35 بذريعة ان أنقرة إشترت منظومة دفاع صاروخي من روسيا، حاولت اقناع امريكا للحصول على طائرات "إف-16" المقاتلة مقابل استثماراتها في برنامج المقاتلة "إف-35"، حيث بلغت قيمة هذه الاستثمارات 1.4 مليار دولار. أما الامارات، فمازالت تنتظر ان تفي امريكا بوعدها وتنفذ الاتفاق الذي وقعته معها لشراء ما يصل إلى 50 طائرة من طراز "إف-35"، فضلاً عن 18 طائرة مسيّرة مسلحة ومعدات دفاعية أخرى في صفقة تصل قيمتها إلى 23 مليار دولار، ويبدو ان هذا الانتظار سيطول. مصير الصفقة الشبحية وختاماً، يحق للمتابع أن يتساءل هنا عن مصير الصفقة السعودية من هذه الطائرات الشبحية.. هل ستفي إدارة ترامب بهذه الصفقة، ومتى؟ رغم أن المؤشرات، ومنها عدم اعتراض اسرائيل بشكل رسمي على صفة ترامب- بن سلمان، تؤكد مصير صفقة ال 48 طائرة إف 35 وأنها ستأخذ نفس مسار المماطلة التي سارت فيها صفقتا ذات الطائرات مع تركيا والإمارات. لأن من اسمتهم أمريكا ب"الحلفاء" لم ولن يصلوا الى مكانة "اسرائيل" لدى أمريكا والغرب، مهما انبطحوا وركعوا وطبعوا وشاركوا في تنفيذ مخططات امريكا و"اسرائيل" في المنطقة، لسببين الاول، ان "اسرائيل" ليست حليفاً لأمريكا، فهي قاعدة امريكية غربية متقدمة في المنطقة، ويجب أن تبقى متفوقة عسكريا على جميع دول المنطقة دون استثناء. ثانيا: أمريكا تخشى من الثورات الشعبية والانقلاب على الأنظمة الدائرة في فلكها في المنطقة، وبالتالي تزداد احتمالية استخدام تلك الطائرات ضد "اسرائيل" مستقبلاً.