منذ أن شن التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي عدوانه على يمننا الحبيب في 26 مارس 2015م، سارعت القبيلة اليمنية إلى أن تكون درعا واقيا وسندا حاسما، رجالها سارعوا إلى الجبهات، وسيرت القوافل للمقاتلين، وتصدرت ميادين العطاء والتضحية، فكانت الحاضنة الشعبية للمشروع القرآني، وكانت القبيلة الداعم الرئيسي لأبطال القوات المسلحة. لم تقتصر مواقف القبيلة على رفد الجبهات فحسب، بل امتدت إلى رعاية الجرحى، وكفالة أسر الشهداء، وعقد صفقات تبادل دفعات الأسرى تكللت معظمها بنجاح، ولقد ترجمت مواقفها بعُمق الوفاء والولاء لله ورسوله وأعلام الهدى والوطن. ومنذ بدء العدوان على اليمن وحتى اللحظة تثبت القبائل اليمنية أنها شريك أصيل للدولة في الدفاع عن الأرض والتحرر من الهيمنة الخارجية، ولم تكن طرفًا محايدًا، بل فاعلًا حاسمًا في المعادلة. ففي الوقت الذي استهدف العدوان بنية الدولة ومؤسساتها، كانت القبائل حاضرة في ميدان القتال، وفي محاكم العرف القبلي لحل النزاعات الداخلية، وفي الموقف السياسي الموحد خلف قيادة وطنية ترى في الاستقلال حقًا لا مساومة فيه. وهنا نقول أن القبيلة اليمنية هي النواة الصلبة والداعم الفعّال للدولة، ودورها المشهود في إفشال المشاريع العدوانية، وإحباط المخططات الداخلية والخارجية المحدقة بالوطن. بذلك كانت القبيلة اليمنية ولا تزال هي الرافد الأساسي للدولة عسكريا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، كما أن القبيلة اليمنية جسدت الوعي القرآني والحكمة اليمنية. ومما لا شك فيه فإن القبيلة هي ذراع الدولة الميدانية، تعمل جنبًا إلى جنب مع السلطات الرسمية في ميادين الأمن والزراعة والتنمية والحرب، وهي الضامن الحقيقي للأمن والاستقرار على المستويات الاجتماعية والمحلية. وستظل القبيلة اليمنية «القلعة الحصينة والحصن المنيع»، بقيادة السيد. عبدالملك بدر الدين الحوثي - يحفظه الله - داعمة للحكومة والدولة في كل الظروف، وجاهزة لكل ما يُطلب منها لحماية الوطن والمكتسبات الوطنية والسياسية لثورة 21 سبتمبر الخالدة. وسيظل صمود القبيلة اليمنية صمودا للأمة الإسلامية وحماية لها، وهي تؤكد هذه الأيام بوقفاتها المسلحة ونفيرها المتواصل بعددها وعتادها "من نصرٍ إلى نصر بإذن الله، ومع القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، ترفع السلاح بالشرف، وتحفظ الديار والسيادة.. حتى يتحقق النصر المستحق". ولقد شكّلت العلاقة بين القبيلة والدولة خلال سنوات العدوان ووقوفها لمساندة أبناء غزة المظلومين ضد الكيان الصهيوني الصلف والأمريكي المتغطرس نموذجًا أشاد به القاصي والداني، وكما أسهمت في ضبط الأمن والتعاون المطلق مع الجهات الأمنية للحفاظ على السكينة العامة، وشاركت في تسليم العملاء والخونة الذين ثبت تورطهم في دعم العدوان والعدو الصهيوني والأمريكي وكذا تسهيل مهام الأجهزة الأمنية .. برزت القبيلة اليمنية كحائط صدّ وطني متماسك، ووزّعت أدوار أبنائها على مختلف جبهات المواجهة، لتقود التعبئة العامة، وتحتضن النازحين دون تمييز، وتُعيد إحياء روح المبادرة في مواجهة أزمات الاقتصاد الوطني. وتجاوز دور القبائل اليمنية اليوم الأدوار التقليدية، وأسهمت في تشكيل جيش شعبي إيماني موحد أصبح محل إعجاب وتقدير إقليمي ودولي، فضلًا عن دورها البارز في مكافحة الحروب الناعمة، ومحاربة التجسس، والتصدي للغزو الثقافي والارتزاق. وفي المجمل فإن القبيلة اليمنية اليوم ليست بنية تقليدية بل أصبحت قوة استراتيجية في المعركة العسكرية والسياسية والأمنية والثقافية. وقد أصبحت معادلة لا يستهان بها في الردع لأنها تمتلك خبرة قتالية تم تعزيزها بدورات طوفان الأقصى العسكرية في كل قرية وعزلة، ولأنها تمتلك كما هائلا من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، فقد استطاعت تشكيل الوعي الجمعي المقاوم لقوى الاستكبار العالمي، وهو ما جعل العدوان السعودي والإماراتي والعدوان الأمريكي والعدوان الإسرائيلي يعيدون حساباتهم في كثير من الجبهات وفي مختلف المراحل، وبعد أن أثبتت القبائل أن لديها القدرة على تحصين الداخل وكشف الاختراقات، سواء كانت إعلامية أو استخباراتية أو عسكرية، ها هي اليوم تؤكد للأعداء أنها على استعداد تام لمواصلة السير في نفس الطريق مهما كانت التحديات والتضحيات .