استهداف الهوية الإيمانية وتضليل الشعوب العربية والإسلامية عبر مشائخ وقضاة دين مزيفين البستهم المخابرات الامريكية والإسرائيلية عباءة الدين الإسلامي الحنيف تعد واحدة من أقذر الأساليب التي تلبس الحق بالباطل عبر الجواسيس والعملاء الذين دفعت بهم لتعليم الدين جوامع تاريخية عريقة ومدارس إسلامية وتبنتهم حتى اصبحوا أئمة مساجد وخطباء وقضاة لعقود من الزمن صعب تم الكشف عن البعض منهم فيما لا تزال المخابرات الامريكية تحارب الإسلام والمسلمين مستمرة على هذا النهج بتدريس وتخريج الدعاة والوعاظ الذين تغلغلوا في أوساط المجتمع العربي والإسلامي . 26 سبتمبر – خاص في هذه الحلقة نستكمل ما بدأنا في العدد الماضي عبر استعراض نماذج جديدة من الجواسيس الذين جندتهم المخابرات الامريكية والإسرائيلية باسم الدين الإسلامي لتهيئة الأجواء لتمكين الصهاينة من احتلال فلسطين التمدد في الأراضي العربية وبحسب ما تضمنه كتاب ( المخابرات والعالم ) الجزء الرابع للصحفي والكاتب سعيد الجزائري نتناول بعض ما تم توثيقه الى جانب استعراض نماذج طرق وأساليب أخرى تتبعها المخابرات الامريكية والإسرائيلية بهدف مسخ الشباب العربي وطمس الهوية الدينية وفق مخطط دقيق ومدروس واستراتيجية واسعة تتجاوز الزمان والمكان لتطال كافة الشعوب العربية والإسلامية . إمام مسجد عكا يهودي بحسب من تضمنه كتاب " المخابرات والعالم " الجزء الرابع الصفحة ( 259 ) فقد جاء في تقرير لجنة الأممالمتحدة – المترجم – عن فلسطين في المجلد 3 صفحة 130 على لسان الحاخام ج ل فيشمن " بأن اليهودي إذا ما ارتد عن دينه وإذا كتب له يرتكب هذه الخطيئة فإنه يبقى يهوديا إلى الأبد لأنه لا يستطيع تحرير نفسه من الأسر اليهودي " ومثال على ذلك فإن حاخام اليهود السابق في اليمن توفى وترك ولدا بالسادسة من العمر وقد تبناه ورباه إمام اليمن الراحل احمد وأطلق عليه اسم عبدالعزيز المهتدي من مواليد عام 1936م وحين كبر وعلمه الإمام اصبح مدرسا للدين الإسلامي وقد فر إلى عند ( كانت ما تزال محمية بريطانية ) وفيها تعرف الى عدد من اليهود الذين يعرفون والده الحاخام فطلبوا منه أن يعود إلى ديانته اليهودية فأستجاب لطلبهم وأوفدوه إلى فلسطينالمحتلة وفي فلسطين رتبت له المخابرات الصهيونية ان يبقى "مدعيا " للإسلام حيث جرى تعيينه إماما لمسجد الجزار في عكا . ولكن المسلمين عارضوا تعيينه بحجة أنه غير مؤهل دينيا وعلميا . ولكن مع ضغط السلطات بقي إماما لمسجد الجزار . ويضيف الكتاب : " وإذا بحثنا عن سبب مقاومة المسلمين في عكا لهذا الشيخ المزيف وهل هذه المقاومة نابعه عن كونه غير مؤهل علميا فقط ؟ أم ان وطأة الاحتلال على صدر أهلنا في الأرض المحتلة جعلتهم يميزون بين الغث والسمين فليس كل كلام يطلى بطلاء الدين يقل ويجب طاعته وتنفيذه وهم لا يقبلون أبدا بشيخ مسلم يقوم بالدعاء لإحلال السلام بين العرب والصهاينة من جهة وللأخوة العربية الصهيونية من جهة ثانية في حين يلاقي من المحتلين الصهاينة شتى أنواع التفرقة العنصرية والاضطهاد القومي والاجتماعي والتضييق على مصادر رزقهم . وكان هذا الشيخ ( عبدالعزيز المهتدي) اليهودي الأصل يشرح للمصلين أنهم كانوا يشاهدون واخوتهم الطيارين الصهاينة ) كما يصورهم او يسميهم هذا الشيخ المدعي وهم يتوجهون لضرب اخوتهم الحقيقين خارج فلسطين على الحدود في سوريا والأردن ولبنان ومصر . وقد أصر المصلون بعد فترة ثانية على عدم الصلاة وراء هذا الشيخ المزعوم وذلك بإلهام رباني فأنفصل عن المسجد وأختفى عن الأنظار ليلا لأنه عاد إلى المؤسسة التي زرعته وهي المخابرات الإسرائيلية . أمريكي عميل يتظاهر بالإسلام كما أشار الكتاب الى انه قبل حرب حزيران الغادرة 1967م وفد الى الخليل مواطن امريكي يجب الأعمال الحرة فقام بإنشاء مزرعة للدواجن بقصد تربية الدجاج وبيع البيض وكان جميع العاملين في هذه المزرعة من العرب وبين الفينة والفينة كان يزور مزرعته ليتفقدها ويتفقد أحوال العمل فيها متظاهرا بحبه للإسلام وقد صرح لرئيس عماله المدعو عبدالله أنه يود إشهاد إسلامه ... وجاءت الحرب الغادرة وانتهبت الحرب ... واحتلت إسرائيل كامل الضفة الغربية للأسف والنتيجة كانت أن هذا المواطن الأمريكي أنقلب فجأة إلى ضابط مخابرات إسرائيلي كبير وزار مزرعته بكامل لباسه العسكري المزين برتبة " مقدم في المخابرات الإسرائيلية " ويحمل على كتفه بندقية اتوماتيكية ماركة " عوزي " . ترى ماهي المهمة المكلف بها من وراء تأسيس مرعة وقيامه بتربية الدواجن ... وردا على هذا التساؤل يقول الكاتب سعيد الجزائري : " حساباتنا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ومشاريعها وشركاتها التي تدخل إلى البلاد العربية بأشكال وأشكال وجميعها ذات صلة وثيقة بدوائر المخابرات الإسرائيلية والأمريكية " جاسوس صهيوني ماكر اسمه " كوهين" وتحت هذا العنوان تضمن الكتاب : " في عام 1956 م كشفت المخابرات السورية في دمشق الجاسوس الصهيوني " الياهو بن شاؤول كوهين " الذي دخل سوريا باسم ( كامل أمين ثابت ) مغترب مسلم سوري عائد من الارجنتين بعد الاغتراب على وطنه . وقد تبين للمخابرات السورية أنه من أخطر عناصر المخابرات الإسرائيلية ودون بيان تفاصيل عن هذا الجاسوس الفاشل فإنه ألقى محاضرة في المركز الثقافي طلب فيها بتحرير ( عربستان ) و ( لواء اسكندرون ) ونسي من حقده أن يأتي على ذكر (فلسطين ) وكوهين كان من الذين يتعاونون مع المخابرات الإسرائيلية والذين اشتركوا في عمليات تخريب في القاهرة في عام 1954 م مما سمي ب " فضيحة لافون" في حينه وقد القي القبض عليه من قبل المخابرات المصرية في حينه تم أخلي سبيله لعدم ثبوت شيء عليه ... ويضيف الكاتب : " هذا ما حصل في القاهرة اما في دمشق فالموضوع يختلف إذا تم تنفيذ حكم الإعدام به بعد محاكمة علنية وقد عرضت إسرائيل في حينه على الحكومة السورية مبادلته بعشرات الجواسيس والفدائيين وملايين الدولارات والإغراءات ولكن سوريا رفضت كل ذلك واعدمته " عقابا" لتجسسه على الاسرار السورية . إعدام الحاخام اليهودي في طهران كما تطرق الكاتب سعيد الجزائري الى نجاح الثورة الإيرانية وكيف جندت المخابرات الامريكية والإسرائيلية عناصرها وعملائها لمحاربتها حيث قال : " تابع العالم باسره في عام 1979 م تطورات ونجاح الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الراحل آية الله الخميني وعرف الجميع أن الخطوات الأولى للثورة كانت " إعدام " الحاخام اليهودي للطائفة الموسوية في طهران بعد أن ضبطت لديه وثائق تجسس وخيانة لا تتعلق بعمله كرجل دين والخطوة الثانية كانت " طرد" السفير الإسرائيلي من إيران مع جميع أعضاء سفارته وتحويل مبنى السفارة الإسرائيلية إلى " مقر لمنظمة التحرير الفلسطينية " ورفع العلم العربي الفلسطيني بعد انزال علم العدو الصهيوني " وثائق سرية وتضمن الكتاب في نهاية البحث : " نشرت وزارة الخارجية الأمريكية وثائقها السرية الخاصة بسياستها التي كانت متبعة عام 1943 م في الشرق الأوسط وكان من ضمن تلك الوثائق تقرير سري رفعه ( الجنرال باتريك هارلي ) إلى رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية في حيننه روزفلت بتاريخ 5/5 / 1943 م بعد ان زار هذا الجنرال المغرب العربي ومصر وفلسطينوسوريا ولبنان والعراق في نيسان 1943م ومقابلته لعدد من زعماء العرب والصهاينة في المنطقة وقد جاء في هذا التقرير المترجم حرفيا : " إن زعماء الوكالة اليهودية قالوا لباتريك أنهم مصممون على تنفيذ خطتهم التي تضمن ما يلي : 1 - إنشاء دولة يهودية على أرض فلسطين 2 - إبعاد وترحيل عرب فلسطين "السكان الأصليين" إلى العراق 3 - بعد تأسيس وإقامة دولة إسرائيل " إطلاق اليهود " في منطقة الشرق الأوسط وتطوير سياستهم بما يتفق مع البرنامج الصهيوني التوسعي . " وتعقيبا على هذا التقرير يرى مؤلف (كتاب المخابرات والعالم) ان ما جاء فيه ان لا يوجد فيه شيئا غريبا او جديدا في نظرة الصهيونية نحو منطقة الشرق الأوسط وقال : " لكن في التقرير ضوء كاشف لكل ما يجري من أحداث دموية في المنطقة من تاريخه وحتى الآن " واختتم البحث بالقول : " وهكذا وباسم الدين تحول المخابرات الأمريكية الجهاد الأكبر عند المسلمين ضد الصهيونية إلى جهاد ضد الثورة الإسلامية الإيرانية ذات المضامين الاجتماعية الثورية القائمة على مناهضة الاستغلال والعبودية ومناصرة الطبقات المضطهدة في إيران والعالم " ويؤكد ان ما تم عرضه في كتاب ( المخابرات والعالم ) يثبت ان المخابرات الامريكية والإسرائيلية لها تاريخ اسود في إشعال الفتن والحروب والمنازعات وتستغل كل شيء لتنفيذ مشاريعها التآمرية وقد حاولت هذه المخابرات المعادية استغلال الدين الإسلامي الحنيف والدين المسيحي وحتى الكنائس لبسط سيطرتها على دول العالم الثالث أو الدول النامية . اكاديميات إسلامية تتبع المخابرات توجد في الولاياتالمتحدةالأمريكية عددا من الجامعات والكليات والمعاهد الإسلامية مثل (كلية الزيتونة (Zaytuna College) التي تقدم شهادات في الدراسات الإسلامية، ومعهد العلوم الإسلامية والعربية (Islamic Institute of Arabic and Islamic Studies) التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود، بالإضافة إلى معهد الدراسات الإسلامية في الجامعة الأمريكية للعلوم الإنسانية، و**المعهد العالمي للفكر الإسلامي) ومن هذه الجامعات والمعاهد يتخرج سنويا العديد من الوعاظ والخطباء والعلماء بعد تلقيهم دراسات إسلامية في علوم الدين والفقه الإسلامي حيث تلبسهم المخابرات الأمريكية العمائم وتجعلهم يربون اللحى لينفذوا المهام الموكلة اليهم في أوساط الشعوب العربية والإسلامية ومن الاعمال التي يقومون بها هي : استقطاب الشباب العربي تحت عناوين الدين الإسلامي وتزج بالكثير منهم في تنظيمات مثل ( داعش والقاعدة) للجهاد في بلاد المسلمين مثل سورياوالعراق وعيرها من الدول العربية والإسلامية مثل أفغانستان التي سلمتها المخابرات الامريكية في نهاية المطاف لحركة طالبان بعد حرب تدميرية لأفغانستان دامت 20 عاما . وتسليم سوريا في ال 8 من ديسمبر من العام 2024م لداعش الذي يظم عناصر مصنفة إرهابية من قبل واشنطن بينهم سوريون وعرب وأجانب من دول عدة حول العالم . اللافت في نشاط علماء ومشائخ الدين المزيفين والعناصر التابعة لهم ان كل عملياتهم التي يسمونها بالجهادية تتركز في تدمير الشعوب والأنظمة العربية في حين تغيب القضية الفلسطينية ومواجه كيان العدو الصهيوني الغاصب . وهكذا استطاعت المخابرات الامريكية والإسرائيلية أن توصل جواسيسها الى المنابر الدينية بل تجاوزت ذلك لتوصلهم الى قيادة دول ليخلعوا العمائم ويرتدون البدلة الرسمية وربطة العنق وتدفعهم للكثير من المحافل الدولية كسياسيين ورجال دين في نفس الوقت تفرش لهم المخابرات الامريكية والإسرائيلية السجاد الأحمر وتستقبلهم بالأحضان . جامعة تل ابيب للدراسات " الإسلامية" وفي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة أنشأت المخابرات الإسرائيلية جامعة تل ابيب "الإسلامية " عام 1956 م ويتم تدريس طلاب ممن يعتنقون الديانة اليهودية ويتم الاشراف على قبولهم من قبل الموساد إضافة لتعيين الأساتذة بدقة بالغة . وبعد تخريج اليهود الملتحقين بجامعة تل ابيب للدراسات الإسلامية بعد اعدادهم اعدادا خاصة بعد ان تلقوا علوم ومعارف حول الدين الإسلامي والمذاهب الإسلامية الذين يحلمون صفة " شيخ مسلم " فيما هم عناصر يتبعون الموساد يتم تكليفهم بأعمال تخدم اجندة الصهيونية في المنطقة . الى جانب تخريج مشائخ دين مزيفين من جامعة تل ابيب للدراسات " الإسلامية" يدفع الموساد بعناصر تابعه له للدارسة في الجوامع والمدارس الإسلامية العريقة في عدد من الدول العربية والإسلامية .