تزخر قواتنا المسلحة بالعديد من القادة الأفذاذ الذين يعملون بصمت وتفان وإخلاص مستشعرين عظمة المسؤولية الملقاة على عواتقهم أمام الله والوطن والشعب ومن هؤلاء القادة العظماء الشهيد اللواء زكريا عبدالله حجر الذي استطاع خلال فترة وجيزة أن ينهض بمستوى المهام التي أوكلت إليه في مجال الهندسة العسكرية التي وصل من خلالها إلى إنشاء خط إنتاج للطائرات المسيرة والتي كان من أبرزها وأهمها طائرة «يافا» المسيرة التي بها استطاع سلاح الجو المسير أن يوسع خطوط الإنتاج لتصل ضرباته إلى عمق كيان العدو الصهيوني في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة بمديات تصل إلى أكثر من 2500 كليو متر محققة إصابة دقيقة أرعبت العصابات الصهيونية وحققت توازنا في مجال الردع والرعب مع الاحتلال الغاصب . هذه واحدة من نماذج الإبداع للهندسة العكسية التي استطاع من خلالها الشهيد زكريا ومعه كوادره الفنية أن يحقق من خلالها كل هذا النجاح ويعمل خلال عقد من العدوان على اليمن في ميادين وجبهات القتال بشكل متواز مع مجال عمله الفني الهندسي العسكري في مجال التصنيع الحربي الذي يحتفظ للشهيد زكريا ببصمات وسجل حافل بالإبداع والنجاح الذي تحقق في أصعب الظروف وأشدها على الإطلاق في ظل عدوان غاشم وحصار ظالم. نعم لقد ارتقى اللواء زكريا شهيدا خالدا في سبيل الله والوطن بعد أن دوخ العدو الصهيوني ولا يزال أثره باق من خلال ما تركه من إنجازات ونجاحات في مجال التدريب والتصنيع الحربي وما حققه من إنجازات مختلفة منها تأهيل العديد من المهندسين الذي يسيرون على نهجه ودربه في التطوير والتصنيع الحربي للعديد من أجيال الطائرات المسيرة الاستطلاعية والهجومية فمهما استشهد من قادة قواتنا المسلحة الباسلة فإنها لم ولن تتأثر على الإطلاق بل ستزداد ثباتا وإيمانا وعزيمة بمواصلة التصدي للأعداء مهما كان الثمن غاليا.. رحم الله الشهيد زكريا وكل شهداء قواتنا المسلحة الأبرار الذين ضربوا أروع صور البطولة والتضحية والفداء وهم يذودون عن السيادة الوطنية ويساندون إخوانهم في الشعب الفلسطيني ضد العصابات الصهيونية الامريكية . الشهيد اللواء زكريا عبدالله حجر.. موجز النشأة والجهاد ! - ولد في 3 شوال 1407 الموافق 30 مايو 1987 في مدينة صعدة القديمة. - نشأ على التربية الحسنة وأتم حفظ القرآن الكريم في الثامنة من عمره في جامع الإمام الهادي. - تميز بالفطنة والذكاء وحاز في جميع مراحل دراسته على الترتيب الأول. - التحق بمدارس البدر في السادسة عشر من عمره وكان له فضل السبق بحضور محاضرات الشهيد القائد رضوان الله عليه. - التحق بكلية هندسة وعلوم الحاسوب بجامعة الأحقاف في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت. - أكمل تعليمه الجامعي باهتمام عال وحرص على إتقان كل ما أمكن من العلوم والتقنيات الهندسية والبرمجية لتقديم ما يمكنه للمجاهدين وكان نموذجاً لأقرانه. - مع إعلان العدوان الأمريكي السعودي على اليمن مارس 2015 انطلق للصفوف الأمامية كمقاتل. - من مؤسسي مركز الدراسات والبحوث والتطوير في التصنيع العسكري وكان مهتماً بدراسة وتحليل التقنيات والبرمجيات للأسلحة الحديثة. - قام بعمل هندسة عكسية شاملة لعدد من الأسلحة ونجح في صناعة وتطوير عدد منها محلياً. - قاد هو وزملاؤه مشروعا طموحا لصناعة أول طائرة مسيرة محلية الصنع بتقنيات وبرمجيات وطنية محلية خالصة. - أثمرت جهوده المباركة إنشاء قسم سلاح الجو المسير في القوات المسلحة اليمنية وبناء أسطول متنوع ومتعدد المهام من الطائرات المسيرة محلية الصنع تنافس نظيراتها في الدول المتقدمة أبرزها طائرة يافا المسيرة.