وكالات : ودع الفلسطينيون امس عام 2006 والذي لم يتذكروا فيه الا حملات القتل الإسرائيلية الممنهجة وموجات الفلتان الامني الداخلي التي اجتاحت الأراضي الفلسطينية وأودت بحياة الكثير من الضحايا والخسائر بالممتلكات. وقد أغلق عام 2006 آخر صفحاته أمس على عدد من القضايا والملفات التي تركت بصماتها للضيف القادم، من حملة أمطار الصيف وغيوم الخريف، واستهداف عائلات فلسطينية بأكملها وعدم حاجة الاحتلال الإسرائيلي لتبرير جرائمه، وعاصفة فلتان امني راح ضحيتها أطفال ورجال ونساء وممتلكات كما في العدوان الإسرائيلي. وأكد حقوقيون فلسطينيون أن العام الماضي تساوى من حيث الدموية والجرائم الإسرائيلية مع العامين الأكثر دموية خلال انتفاضة الأقصى الحالية ولم يقل عنهما بشيء وهما عامي 2003 و2004، ذلك عدا عن ظاهرة الفلتان الأمني الداخلي والتي أضافت له جديداً عنهما، فقد بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي خلال 2006 في قطاع غزة 534 شهيداً، وبلغ عدد المنازل المتضررة بالقطاع بين كلي وجزئي1022 منزل ، منها 187 بشكل كلي و835 بشكل جزئي في حين يقطن هذه المنازل 11473 مواطناً حسب إحصاءات لمركز الميزان لحقوق الإنسان نشره موقع " انتفاضة الاقصى". أما على الصعيد الداخلي فقد تميز العام 2006 بالعام الأكثر دموية على مستوى الضحايا الذين تساقطوا بنيران فلسطينية واحتلت الخلافات السياسية الداخلية الواجهة من حيث عمليات إطلاق النار المتبادل وسقوط الضحايا وعمليات الاختطاف المتبادل وحرق الممتلكات لا سيما في ظل اختلالط سلاح المقاومة بسلاح الشارع ومحاولات فرض القوة على الشوارع بين أكبر فصيلين على الساحة الفلسطينية أو من قبل عائلات غزية لم تلتزم بالقانون. وسجل العام سقوط 252 ضحية للفلتان الأمني بينهم 26 طفلاً فيما كان أبرز ملامح هذه الظاهرة ما جرى يوم الاحد الاسود في الاول من تشرين أول /أكتوبر للعام الحالي حيث سقط ولأول مرة عشرة مواطنين برصاص فلسطيني أثناء تجمع لأفراد الامن أمام أحد البنوك بغزة لتسلم سلفة عن رواتبهم المتأخرة لسبعة شهور. فيما تميز العام ذاته بظاهرة أساءت لصورة الشعب الفلسطيني أمام العالم الخارجي حيث اختطاف الرعايا الاجانب والصحفيين العاملين بالاراضي الفلسيطنية لا سيما في قطاع غزة حيث بلغ عدد الصحفيين المختطفين في إحصائية لمركز الميزان لهذا العام 18 شخصية أجنبية و100 شخصية عامة. من ناحية اخرى قال تقرير مركز "بتسيلم" الإسرائيلي ، نُشر على موقعه على شبكة الانترنت، إن قوات الاحتلال قتلت عام 2006 نحو 660 فلسطينياً، بينهم 141 طفلاً، نصفهم لم يشاركوا في أي عمليات عسكرية ضد الجيش الاسرائيلي . وأشار التقرير إلى أنه في قطاع غزه وحده، ومنذ أسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، قبل ستة أشهر، على يد رجال المقاومة الفلسطينية في عملية عسكرية معقدة جنوب قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال 405 فلسطينيين، من بينهم 88 طفلاً، غالبيتهم العظمى في قطاع غزة، في حين قتل من الاحتلال على يد المقاومة الفلسطينية 17 إسرائيليا منذ بداية السنة. واوضح المركز أنه في إطار التصعيد العسكري الاسرائيلي ، هدمت قوات الاحتلال 292 بيتاً، كان يسكن فيها 1769 فلسطينياً، إضافة إلى نشر حوالي 66 حاجزاً ثابتاً ومعززاً بالجنود طيلة الوقت في أنحاء الضفة الغربية. واضاف أن مئات العوائق من المكعبات الإسمنتية وأكوام التراب أو القنوات في بلدات الضفة الغربية تحول دون الوصول إلى البلدات الفلسطينية أو الخروج منها، مضيفاً أن الفلسطينيين في الضفة الغربية يمنعون من السير في 41 مقطعاً من شوارعها، بينما يسمح للمستعمرين الصهاينة بحرية التنقل والحركة فيها. ورصد التقرير في الضفة الغربية خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي حوالي 160 حاجزاً مفاجئاً كل أسبوع بالمعدل. بالإضافة إلى هذه الحواجز، تنتشر في أنحاء الضفة الغربية مئات العوائق الأخرى. وبحسب ما أفاد به التقرير؛ فإنه حتى شهر تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي بلغ عدد المعتقلين والمختطفين لدى قوات الاحتلال الصهيوني 9075 شخصاً، من بينهم 345 طفلاً، وفرض الاعتقال الإداري على 738 فلسطينياً دون محاكمة، ودون أن يعرفوا التهم الموجهة إليهم.