قال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله مساء الجمعة 19-1-2007 ان اولوية المعارضة اللبنانية اصبحت المطالبة باجراء انتخابات نيابية مبكرة, مشيرا الى انها ستعلن قريبا عن "تحرك مهم وكبير" لتحقيق هدفها. وتحدث نصرالله في مقابلة طويلة استغرقت حوالى ثلاث ساعات مع تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله عن مضي المعارضة في تحركها في مواجهة الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة, متهما فريق الاكثرية بانه "لا يصغي الى صوت الشعب". كما تناول مطولا حرب تموز/يوليو بين اسرائيل وحزب الله والوضع في العراق. وقال "الليلة تنتهي المشاورات بين كل قوى المعارضة" التي يشكل حزب الله الشيعي ابرز اركانها وتضم ايضا التيار الوطني الحر برئاسة النائب المسيحي الجنرال ميشال عون واحزابا موالية لسوريا. واضاف "من المفترض ان يصدر بيان السبت او الاحد" للاعلان عن التحرك الجديد. وتابع "اعتقد ان التحرك سيكون فعالا ومهما جدا وكبيرا جدا وادعو كل اللبنانيين الى المشاركة في فعالياته", متابعا "اعتقد انه سيكون مهما جدا ومؤثرا جدا وان لم يوصلنا الى الهدف سيقربنا بقوة من هذا الهدف". ورفض الرد على سؤال يتعلق بتفاصيل التحرك وما اذا كان سيشمل قطع طرق واقفال مرافىء كما تتناقل وسائل الاعلام. الا انه قال "انا واثق بان المعارضة ستتمكن من تحقيق هدفها". واوضح ان المعارضة "لم تعد تكتفي بمطلب حكومة وحدة وطنية ومطلبها الان انتخابات نيابية مبكرة وهذه اولوية". واضاف "نقبل بحكومة انتقالية تجري انتخابات مبكرة, ونقبل بحكومة وحدة وطنية" تعمل على تنفيذ الآتي: "اولا اقرار المحكمة الدولية (في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري), ثانيا وضع قانون انتخابي جديد, ثالثا اجراء انتخابات نيابية مبكرة, رابعا اجراء انتخابات رئاسية". وتنفذ المعارضة اعتصاما مفتوحا في وسط بيروت منذ خمسين يوما للمطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية, وسط ازمة سياسية حادة. وبدأت الازمة اثر استقالة ستة وزراء بينهم خمسة شيعة من الحكومة في تشرين الثاني/نوفمبر. وتتهم الاكثرية الوزراء المستقيلين بانهم خرجوا من الحكومة لمنع اقرار المحكمة الدولية بهدف التغطية على تورط سوري محتمل في اغتيال الحريري. وقال نصرالله ان التظاهرات الضخمة التي تلت بدء تحرك المعارضة في الاول من كانون الاول/ديسمبر "احدثت ارتباكا وشبه انهيار في صفوف الفريق الحكومي وتم التدخل الخارجي لتدعيم واسناد الفريق الحكومي". واضاف "لم تشهد عاصمة عربية منذ انهيار السلطنة العثمانية هذا العدد من الوفود غير اللبنانية لدعم حكومة هذه العاصمة كما شهدت بيروت خلال خمسين يوما بالمستوى والعدد. ولم يتلق رئيس عربي او رئيس حكومة عربية هذا المستوى من الدعم من زعماء العالم كما حصل للرئيس السنيورة". وراى ان مؤتمر "باريس-3 استحدث لتدعيم هذا الفريق لا من اجل دعم لبنان". واكد في الوقت نفسه انه "لا يعارض اي مؤتمر يقدم مساعدات الى لبنان". واكد ان المعارضة لم تحدد مهلة زمنية محددة لتحركها لا سيما انها تضع "خطوطا حمراء لتحركها وضوابط لعدم دفع البلد الى حرب اهلية ولرفض التقاتل الداخلي".الا انه قال ان "هناك فريقا لا يصغي لصوت هذا الجزء الكبير من الشعب اللبناني ويستقوي بالخارج". وينعقد الخميس المقبل مؤتمر في العاصمة الفرنسية لدعم لبنان. من جهة ثانية, قال نصر الله ان "لبنان يشهد الآن مخاض الشرق الاوسط الجديد", ان الهدف من الحرب كان ان "يفتح الجيش الاسرائيلي الباب" امام هذا الشرق الاوسط. وقال ان هذا المشروع "اسقط في لبنان". واضاف "بالتالي ما هو مطروح في الولاياتالمتحدة لانقاذ وجود دولة اسرائيل (.. ) تقسيم المنطقة على اسس مذهبية وعرقية ودينية الى دويلات متنازعة". وعن الوضع العراقي, قال نصرالله ان "الاستراتيجية الاميركية الجديدة في العراق ستفشل". وقال ان رايه الشخصي ان طريق "الخلاص" في العراق هو في "الجهاد والمقاومة", متوقعا "مزيدا من المقاومة الشاملة السنية والشيعية" ضد الجيش الاميركي "المحتل".