يبدو أن سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية، والذي بدأ من الآن، يتخذ أسلوبا جديدا في الوصول إلى الناخبين، إذ اعتمدت شبكة الإنترنت في الحملات الانتخابية.. المبادرة الأبرز ولربما الأولى كانت للسيناتور الأمريكي هيلاري كلينتون، والتي بدأت سباقها الانتخابي بتوجيه رسالة عبر موقعها على شبكة الإنترنت تعلن فيه خوضها الانتخابات الرئاسة لعام 2008. قد يبدو الأمر بسيطا للغاية في نظر الكثيرين، إلا أن عددا من المراقبين يؤكدون أن بدء مثل هذه الخطوة إنما يفتح بابا جديدا في مجال استخدام التكنولوجيا للمضي في حملات دعائية كبيرة، مثل الحملات الرئاسية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن شبكة الإنترنت أصبحت أهم وسيلة إعلامية في أوروبا والولاياتالمتحدة، برأي عدد من المراقبين، حيث أنها الوسيلة الأولى حاليا لمتابعة الأخبار، ومشاهدة الفيديو، والاستماع إلى الموسيقى، وحتى إجراء المكالمات الهاتفية، والتحدث للآخرين عبر مسافات شاسعة. وكمرشحة للانتخابات الأمريكية، لم تعد هيلاري كلينتون بحاجة ماسة إلى استخدام شاشات التلفاز أو المحطات الإذاعية للتعريف بنفسها، كما كان الأمر في السابق. فموقعها على شبكة الإنترنت يفي بالغرض تماما، ولعله يعطي مجالا أكثر للمتصفح لعرض آرائه وأفكاره وتطلعاته،وهو ما لم يكن يتمكن من القيام به في الحملات التي تمت في السنوات السابقة عبر التلفزيون أو الصحف أو المحطات الإذاعية. فعلى موقعها، www.hillaryclinton.com ، والذي عنونته بقولها "دخلت المنافسة"، يعرض موقع هيلاري كلينتون الانتخابي مجموعة من المعلومات حول المرشحة ورحلتها نحو البيت الأبيض، ابتداء من الوقت الذي كانت فيه السيدة الأولى في الولاياتالمتحدة، اي عندما كان زوجها بيل كلينتون رئيسا، إلى وجودها كسيناتور في الكونغرس، ومن ثم ترشحها لخوض سباق الرئاسة. وعلى الصفحة الأولى، يمكن للمتصفح مشاهدة كلمة السيدة كلينتون، التي وجهتها للأمريكيين حول مضمون الحملة الانتخابية. فقد ركزت على أهمية إيجاد منفذ من الحرب التي بدأها الرئيس الأمريكي جورج بوش، وكيفية الوصول إلى المرحلة التي يمكن للولايات المتحدة فيها الاعتماد على ذاتها في المجال النفطي، بالإضافة إلى أهمية إعادة الهيبة والاحترام للسياسة الأمريكية في الخارج. ولعل أهم ما ميز هذه الكلمة المسجلة لكلينتون، هو وجودها في منزلها، بالقرب من صور لعائلتها ( زوجها وأبنتها الوحيدة شيلسي)، مما جعل الوضع يبدو مريحا للمتفرج بشكل عام، بالإضافة إلى استمرار حركة الكاميرا يمينا ويسارا، والتي تعطي انطباعا بوجود أكبر عدد من المتفرجين والمتابعين للكلمة المسجلة. الأمر نفسه اتبعه المرشح الديمقراطي باراك أوباما عبر موقعه الإلكتروني www.barackobama.com ، حيث قام بتسجيل كلمة مصورة وموجهة للشعب الأمريكي يصف فيها برنامجه الانتخابي، وأهم الأولويات والأمور التي يسعى للقيام بها، إذا ما فاز في تلك الانتخابات. إلا أن بعض المتخصصين في الحملات الانتخابية والدعاية أكدوا أن أوباما لم يكن موفقا كفاية كما كانت السيدة كلينتون، لأسباب عدة، منها أنه أعتمد أوباما على الأسلوب النمطي في التصوير. فالكاميرا لم تتزحزح من مكانها أبدا، كما بدا أوباما مخاطبا للأمريكيين بشكل نمطي جدا، بالإضافة إلى أن خلفية التصوير كانت قاتمة، ولا تتماشى مع الروح المرحة التي قد يتمتع بها هذا الرجل. من جهة أخرى، ثمة دراسات بدأت تُجرى مؤخرا في العديد من الأوساط السياسية والتكنولوجية في العالم العربي حول الحال الذي وصل إليه استخدام شبكة الإنترنت، وخصوصا في حملات الترويج للانتخابات. فعدد من المحللين أكدوا أن الإنترنت لا زالت خارج المنافسة مع وسائل الإعلام في الحملات الانتخابية، التي هي في معظمها انتخابات برلمانية أو بلدية، وليست رئاسية، إلا في عدد قليل جدا من الدول مثل لبنان واليمن ومصر والجزائر. ومن خلال مراقبة عدد من المواقع التابعة لمجموعة من الأحزاب السياسية في العالم العربي، والتي خاضت انتخابات مؤخرا، نجد أنه لا يتعدى استخدام المواقع الإلكترونية حد تحديد أهم الأفكار والطروحات التي سيواجه فيها هذا الحزب غيره من الأحزاب الأخرى. ولا زالت الانتخابات الرسمية في الدول العربية تعتمد على الملصقات الإعلانية في الشوارع، أو حجز وقت معين للبث عبر وسائل الإعلام المملوكة للدولة. ويعزي مراقبون هذا الوضع في استخدام الإنترنت إلى قلة استخدامها من قبل الشعوب العربية، عامة، علما أن الغالبية هم من الشباب المستخدمين لها، وبالطبع اهتماماتهم تختلف عن الإنتخابات. المصدر :" CNN "