في الوقت الذي عقدت حكومة الوحدة الفلسطينية أول جلساتها بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يبدو أن طموحاتِ الشارع الفلسطيني وآماله المعلقة على الحكومة الجديدة عالية جداً. حيث أن الشارع الفلسطيني يشعر بالتشجيع من المؤشرات الخاصة برفع الحصار السياسي والاقتصادي، لاسيما من جانب دول أوروبا آملين في أن تؤدي الشراكة السياسية بين حماس وفتح إلى القضاء على ظاهرة التجاذب الحزبي التي قادت لحالة من التصادم المسلح خلال الأشهر الماضية. وعلى الرغم من أجواء الوحدة التي لم يفسدها أحد بعد، فإن عناوين الصحف العبرية أخذت تتحدث اليوم الأحد عن ضرورة مقاطعة الحكومة الفلسطينية وإرباكها وتشكيل جدار دولي ضدها. ولكن يبدو أن انقساما بدأ يتبلور في إسرائيل حيال هذه المسألة. وقال النائب الأول لرئيس الوزراء الصهيوني شمعون بيرس: عندما يقول الفلسطينيون إنه ينبغي على إسرائيل عدم الإصرار على الدلالات اللفظية فإنهم بذلك يلجأون إلى أمور غامضة وعدم اتخاذ القرارات، وأضاف بيرس قائلاً إنه يجب على الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل ووقف ما يسميه "الإرهاب" وطالما أنهم لا يفعلون ذلك فإنهم هم الذين يتمسكون أو ينشغلون بالحرفيات ودلالات الألفاظ. أما الوزير رافي ايتان فقال: إن الفلسطينيين يتجهون من سيء إلى أسوأ، حيثُ باتوا أداةً بيدِ حركة حماس، التي تسيطر عليها كل من إيران وسوريا. وتأتي هذه التصريحات في وقت دعا فيه مسؤولون إسرائيليون إلى ضرورة التعامل مع الحكومة الفلسطينية، وتأتي هذه الدعوات في إطار القلق من تشقق الموقف الدولي وإبقاء إسرائيل معزولة في موقفها، حيث أن بعض دول الاتحاد الأوروبي أعلنت عن استعدادها التعاون مع الحكومةِ الفلسطينية، واستئناف الدعم المباشر لها مثل النرويج وتبعتها السويد اليوم الأحد. كما أن وزير خارجية روسيا الاتحادية قال في بيان أصدره إنه يجب على الأسرة الدولية دعم الحكومة الفلسطينية الجديدة. ومن المتوقع أن يلتقي وزير خارجية ألمانيا ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي خافير سولانا بوزيرة خارجية الولاياتالمتحدة في واشنطن، لإجراء مباحثاتٍ حول السياسة التي ينبغي اعتمادها حيال حكومة الوحدة الوطنية. من جهة ثانية أكد واصل أبو يوسف، عضو الأمانة العامة لجبهة التحرير الفلسطينية أن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ينتظرها جدول أعمال كبير ويجب عدم الحكم عليها من اللحظة التي ولدت فيها قائلا "أن الحكومة الجديدة جاءت نتيجة لاتفاق مكة وكان مطلوبا تطوير الاتفاق من اجل تضافر كل الجهود والوقوف أمام الهجمة الاستيطانية المتمثلة بتوسيع الجدار على حساب الأراضي الفلسطينية وقضية الأسرى والحصار الظالم الذي تفرضه إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية ضد الشعب الفلسطيني". وحول الموقف الأمريكي الداعي للتفرد بالوزراء قال أبو يوسف "أن الجبهة كانت لها دائما رؤى سياسية جادة من الموقف الأمريكي حيث أن الإدارة الأمريكية تريد من تعاملنا مع عدد من الوزراء هو إلغاء وشطب ما تبقى من الوزراء ورئيس الوزراء معتبرا بان أمريكيا معنية بإسرائيل وهي التي تحافظ عليها في منطقة الشرق الأوسط. وقال" إن شعبنا الفلسطيني تحمل ويلات هذا الحصارالظالم ضد الشعب الفلسطيني وصبر وتحدى دون الرجوع عن الأهداف الوطنية والمتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مطالبا الشعب الفلسطيني أن يكون واعيا ومدركا لما يدور من حوله لان جماهير الشعب باتت الآن اقرب إلى الدولة من الثورة ، وان الأيام القادمة سوف تكشف الوجه الأمريكي والإسرائيلي اتجاه حكومة الوحدة الوطنية. وفي نفس الوقت قال القيادي أبو يوسف "إننا نراهن على المواقف الدولية ونراهن على الموقف العربي والدعم الإسلامي للقضية الفلسطينية معبرا عن أمله من الدول العربية لأن يكونوا سندا للشعب الفلسطيني في معركته السياسية وان يتحيز موقفهم لصالح القضية الفلسطينية.